بعد أن كان رمضان "وحدة" الزمن الدرامى؛ فلم يكن لدينا سواه؛ ولم لا وهو الاحتفال والصراع والرغبة فى المنافسة وإثبات الوجود؟؟ وكذلك النجاح فى هذا الشهر يستمر شهور؛ بل سنوات، وقد يصبح ذكريات وحنين!! ولكن جاءنا "اللا موسم" أو خارج الموسم ؛ الذى ولد على استحياء بعيدا عن الشهر الدرامى، وغافل الجميع بتواجده بعدد قليل من الحلقات تتناسب واحتياج المنصات لآلة إنتاجية درامية مستمرة ؛ فشاهدنا الست حلقات والثمانى والعشر وبعض الخمس عشرة فى تجارب متنوعة الأفكار وطرق التنفيذ؛ ليتمدد ويتشعب اللا موسم تدريجيا ؛ ولايكتفى بذلك ويدخل ملعب الثلاثين.
فها هو مسلسل "صوت وصورة" بثلاثينيته، جاء ومعه الثلاثينيات الأخرى ليشكلوا موجة من الهجوم الدرامى؛ حاملين راية الثلاثين التى أخفق فى حملها الكثير من الدرامات الرمضانيات!!، ولكن المتواليات الثلاثينية ستطرح السؤال من الجديد عن واقع تلك المسلسلات وقدرتها على التواجد والنجاح؟؟ وقد جاء مسلسل "زينهم" بعد "صوت وصورة" بذات البدايات والاهتمام السوشيالى منذ الحلقات الأولى؛ لكنه يواجه نجاح ما سبقه الذى تجاوز المعتاد وحقق المفاجات.
المفارقة أن المسلسلين للكاتب محمد سليمان عبد المالك ؛ الذى أعاد للأذهان رسم الشخصيات "على الهادى" بتطورات وانتقالات وتعامل مع المواقف جعلت المشاهد يراها بعيدا عن اسم الممثل الذى يؤديها ، وجعل "الورق" المتقن المشاهِد يعيش الأحداث ويعترض على نهاية فلان أو يرى الواقع بظلمه ينتصر فى كثير من الأحيان ، وربما لأنها تجارب يسعى من خلالها المخرج محمود عبد التواب فى "صوت وصورة" ويحيي اسماعيل فى "زينهم" ؛ أن يضعا بصمتهما الخاصة فى عالم الدراما ويستغلا فرصة اللعب المنفرد.
وبذات المسار مسلسلات "العودة" للكاتب أمين جمال والمخرج أحمد حسن الذى يعرض بسمات مشابهة ل "زينهم" ؛ حيث البطولة المطلقة لأحمد داود وشريف سلامة وسبقتهما حنان مطاوع وهى تجارب مميزة فى مسيرة كل منهم نوعا وكيفا ، بمصاحبة فريق عمل متنوع يسعى كل منهم لإثبات تواجده، وسيتبعه "حدوته منسية" للكاتب محمود حمدان والمخرج محمد محى الدين، و"وبينا معاد" فى موسمه الثانى تأليف وإخراج هانى كمال، تلك الأعمال وماسبقها ، هل يمكنها الصمود أمام العملاق الثلاثينى؟؟ أم أنها لن تستطع وتعود بمسلسلات اللاموسم سريعا إلى مربع الست حلقات وثمانية، ولن تجعلها تتجاوز الخمسة عشر من جديد؟؟