الأربعاء 26 يونيو 2024

«اليسار المصري».. بين أمجاد الماضي والبحث عن دور في الحاضر

22-2-2017 | 02:07

◄ «رفعت»: صوتنا ليس عاليًا لكنه ليس خافتًا

◄«سامي»: مبارك مارس أكبر عملية تجريف ضد اليسار 

◄أستاذ إعلام: الموروث الثقافي والديني عن اليسار مرتبط في الأذهان بالعلمانية والإلحاد 

شهدت الحياة السياسية المصرية، العديد من الاتجاهات والتيارات السياسية ، عبر تاريخها الحديث، ومنها تيار اليسار المصري، الذي له علامات مضيئة  في الحياة السياسية المصرية وله رموز وطنية كبيرة قامت بالعديد من الأدوار الوطنية، منها الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزي،قبل ثورة 1952 وضد الاستبداد السياسي حتى قبل ثورة 25 يناير ، ولكن رغم كل هذا التاريخ الكبير، تحاصر المشاكل تيار اليسار المصري، في السنوات الاخيرة ويبدو وكأنه لا يستطيع أن يعيد أمجاده التي وصل إليها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فما السبب وراء هذا التراجع، وهل يقصر أنصاره، أم أن أسباب أخرى وراء هذا التراجع؟

 

«اليسار»: الإعلام يتجاهلنا

يعد حزب التجمع هو اكبر الأحزاب اليسارية في مصر فالحزب قائم منذ قيام الرئيس السادات بعمل تجربة المنابر عام 1976 وانشأ حزب لليسار وهو التجمع الذي استقل بعدها واصبح حزبا من الاحزاب القديمة مجازا في الحياة السياسية لأن هناك اكثر من 90 حزبا تم انشاؤها عقب ثورة 25 يناير، وهو ما ادى لزيادة عدد الأحزاب في مصر وتراجع دور حزب التجمع خاصة مع اتهامات للحزب واليسار بشكل عام بانها أحزاب نخبوية وتسعى للتنظير وبعيدة عن الجماهير.

لكن الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الأسبق، يرى إن الحزب ليس بعيدًا عن الحركة الجماهيرية والشعبية، ويلعب دورًا أساسيًا في الحياة العامة، مشيرًا إلى المطالبة بحقوق أصحاب المعاشات، ورئاسة اتحاد المعاشات وتواجده بالحزب كمقر له .

وأكد أن الحزب لديه حركة شبابية كبيرة، ويعقد ندوات ثقافية، ولكن الهجوم والتعتيم الإعلامي له دور كبير في تراجع حزب التجمع، مضيفًا "لسنا قادرين على إرغام الفضائيات والصحف بأن تعطينا «ريق حلو»، وأنا أحاول إيصال صوتنا وأكتب مقالات أسبوعية، وصوتنا ليس عاليًا لكنه ليس خافتا " .

وصرح المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة، أن تراجع دور اليسار عن الساحة له بُعد تاريخي متمثل في نظام مبارك الذي مارس أكبر عملية تجريف للحياة السياسية مركزًا على قوى اليسار .

وأشار إلى أن الساحة السياسية تضم الآن بعض الصيغ الحزبية المفتعلة، وليس لها رصيد ولا تاريخ في العمل السياسي، واتخذت موقع الصدارة في الإعلام بما تمتلكه من مؤهلات مالية .

وأضاف، "رغم كل هذه الظروف لا ننسى دور قيادات اليسار في قضية تيران وصنافير، ونقل الأزمة إلى القضاء، وانتهت بمردود إيجابي عَبر عن الموقف الوطني ".

وأوضح «سامي»، أن وضع الأحزاب السياسية أمر لا تُحسد عليه فلا توجد أي واجهة إعلامية سواء صحف أو فضائيات يملكها اليسار، مضيفا " نحن محرومون من المنابر الإعلامية".

كيف يستعيد اليسار دوره ؟

أكد «السعيد»، على أنه لابد أن يكون هناك تكافؤ في الإعلام، فالإعلام الخاص وتحديدًا الفضائيات تلعب دورًا في تشويه الرموز، مضيفًا : لا نُرغم الإعلام على ظهورنا وأن يعطينا دورًا، "حتى لو الدنيا اضطربقت مش هاتصل بصحفي وقوله خلينى أظهر" .

 

وأشار «سامي»، إلى أنه لابد من قناعات صاحب القرار فلا بديل عن الحياة الحزبية الحقيقية ومشاركتها في صناعة القرار، مطالبًا بإعادة النظر في دعم الأحزاب ذات التاريخ والدور السياسي ماليًا من الدولة، لافتًا إلى أن قوى اليسار مطالبة بصياغة ما يسمى "رؤية اليسار"، وتوجيه اليسار في المعترك السياسي .

 

الإعلام وتيار اليسار

قال محمد المرسي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن هناك تواجدًا إعلاميًا لبعض شخصيات اليسار المصري، وهناك إعلاميون مشهورون محسوبون على اليسار، لكنه تواجد ضعيف، مشيرًا إلى أن أزمة تيار اليسار تكمن في الفكر ومدى قابلية انتشاره في الشارع بتوجهاته الفكرية والدينية، فهناك موروث ثقافي وديني قوي ارتبط في الأذهان بالعلمانية والإلحاد .

وأوضح أن تراجع اليسار نتيجة انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط النموذج بما تبعه من سقوط للأنظمة والتيارات الشيوعية والاشتراكية وغالبية حركاتها في العالم، وهو ما انعكس سلبيًا على اليسار المصرى .

وأكد عادل فهمي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن الإعلام لعب دورًا لصالح رموز اليسار، فتولوا أكثر المنابر الإعلامية قوة في بعض المؤسسات الصحفية ، لكنهم اعتمدوا على الصدام مع الدين وركزوا على العنف والجنس والمخدرات كعوامل تسويق لمطبوعاتهم، وابتعدوا عن هموم الناس ولذلك لم يحققوا جماهيرية تحفظ لهم تواجدًا حقيقيًا .