دعا المشاركون في ندوة "العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وسيناريوهات المستقبل"، التي نظمتها مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها قوى عظمى وذات تأثير على دولة الاحتلال الاسرائيلي، إلى وقف الحرب الوحشية على قطاع غزة والوفاء بوعودها المتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار المشاركون بالندوة إلى أهمية المقالة التي كتبها الرئيس الأمريكي جو بايدن في صحيفة "واشنطن بوست" والتي عرض فيها رؤيته لأزمة الشرق الأوسط والحرب الدائرة من جانب إسرائيل على قطاع غزة، إذ قال بايدن "إنه يجب أن يكون هناك دولة مستقلة للشعب الفلسطيني"، وأشار إلى أن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام.
وفي هذا الصدد، حث أستاذ العلوم السياسية الدكتور علي الدين هلال - في كلمته أمام الندوة - الولايات المتحدة إلى توضيح رؤيتها فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية المستقلة لاسيما أن تلك الوعود موجودة منذ سنوات طويلة ولم نر الدولة الفلسطينية حتى الآن.
ورأى الدكتور علي الدين هلال أن الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب مرتبط بنتيجة الحرب وتوازنات القوى التي ستتحدد بعد إسكات المدافع وانتهاء الحرب.. منوها إلى أن مصر سبق وحذرت مرارا وتكرارا إسرائيل من أن سياستها في قطاع غزة والضفة الغربية ستؤدي بالنهاية إلى انفجار الأوضاع.
واعتبر ان إسرائيل ماضية في خطتها والهادفة إلى إفراغ الأرض الفلسطينية من شعبها عبر شن حرب تؤدي لتقليل عدد السكان، في محاولة للوصول إلى "الحل النهائي" وهو تصفية القضية الفلسطينية ليكون هناك دولة واحدة إسرائيلية.
وأشار إلى أن ما قامت به حماس في 7 أكتوبر الماضي كان أكبر مما توقعته إسرائيل حيث أدخلتها تلك الأحداث في أزمة سياسية كبيرة، متسائلا إلى أي مدى تستطيع المقاومة الاستمرار في القتال، وإلى أي مدى ستستمر إسرائيل في الحرب، وكم تتحمل الحكومة الإسرائيلية من التكلفة لاسيما السياسية؟.
وأكد أنه من "رحم الأزمة تولد فرصة"، حيث يمكن أن تقود الأزمة الحالية إلى فرصة لإحياء مسار السلام والوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أكد رئيس مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة" ممدوح عباس أهمية فلسطين ومكانتها في الوجدان المصري، فضلا عن أهميتها كقضية عربية محورية تاريخيا وسياسيا واستراتيجيا.
ورأى أن البعض تصور أنه من الممكن إهمال وتناسي الظروف غير المحتملة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي، بينما توقع البعض الآخر أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وأنه من الصعب إبقاء شعب بأكمله يعيش هذه المِحنة والمهانة اليومية، إلا أن الجميع تفاجأ من حجم وطبيعة ما حدث يوم "7 أكتوبر".
وانتقد ممدوح عباس تأييد بعض الدول الغربية لإسرائيل دون أي شرط أو ضابط، بالرغم مما عهدناه من خطاب غربي منمق حول أهمية احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مضيفا "إلا أن تلك الدول تغاضت بطريقة فجة عن كل المذابح والدمار غير المسبوق الذي قامت وتقوم به إسرائيل والذي يراه العالم كل يوم على شاشات التليفزيون، بل وعطلت مشروعات قرارات وقف إطلاق النار أكثر من مرة، مع تكرار القول بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، متناسين أنها دولة احتلال، وأن الشعوب الخاضعة للاحتلال هي التي من حقها أن تدافع عن نفسها وتقاوم الاحتلال".
واختتم رئيس المؤسسة كلمته قائلا "ربما الشئ الإيجابي الوحيد الذي نتج عن هذه الأحداث هو عودة الوعي بالقضية الفلسطينية التي تصور البعض أنها دفنت، وكذلك تعرف الأجيال الجديدة من شباب بل وأطفال مصر والعالم العربي عليها، بالإضافة إلى اتساع حركة تضامن قطاعات كبيرة من شعوب العالم".
وكانت ندوة "العدوان الإسرائيلي على غزة وسيناريوهات المستقبل" والتي عقدت بالنادي الدبلوماسي قد بدأت أعمالها بالوقوف دقيقة حداد على آلاف الشهداء الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في حربها الحالية ضد قطاع غزة، وذلك بحضور عدد من رجال الفكر والسياسة والدبلوماسية والإعلام.