السبت 4 مايو 2024

البرلمان الأوروبي يوجه رسالة للصين بشأن تغير المناخ

البرلمان الأوروبي

عرب وعالم5-12-2023 | 13:26

دار الهلال

قال بيتر ليز رئيس وفد البرلمان الأوروبي في مؤتمر تغير المناخ (كوب 28)، أن بكين يجب أن تتوقف عن تقديم نفسها كدولة نامية وتساعد في تمويل مكافحة تغير المناخ باعتبارها "قوة عظمى"، والتي بدونها قد تفشل المفاوضات. 

جاءت هذه التصريحات قبيل توجه بيتر ليز ( الألمانى) على رأس وفد البرلمان الأوروبى ، المكون من 15 مشرعا ، إلى دبى فى الفترة من 8 إلى 12 ديسمبر الجارى لحضور قمة COP28، حسبما أشارت المنصة الإعلامية" يوراكتيف" المتخصصة فى الشؤون الأوروبية.

وقالت " يوراكتيف" ان وفد البرلمان الأوروبى سيذهب إلى هناك بهدف واضح: التعريف بالحقيقة بشأن مساهمة الصين في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

و لفت ليز إلى أن الغالبية العظمى من الأوروبيين يعرفون الآن أن الصين تعد أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فهي مسؤولة عن ما يقرب من 30% من الانبعاثات العالمية وفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي. إنه متقدم بفارق كبير عن السبعة والعشرين، التي تزيد قليلاً عن 6%.

ووفقا لعضو البرلمان الأوروبى ،فأن أكبر مفهوم خاطئ حول الصين هو نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والذي يعتقد كثيرون أنه أقل من نظيره في ألمانيا - وهي حجة يقول إن دعاة حماية البيئة الالمان كثيرا ما يطرحونها للضغط من أجل طموح أكبر في سياسة المناخ.

و تابع قائلا:"وتبين أن نصيب الفرد من الانبعاثات في الصين هو ثاني أعلى معدل في العالم، مع ما يقرب من 9 أطنان من ثاني أكسيد الكربون للفرد في عام 2021. وبالتالي، تأتي خلف الولايات المتحدة، التي تمثل ما يزيد قليلا عن 14 طنا في نفس العام.

وقال ليز :"هذا ليس فقط أكثر من (المتوسط) في الاتحاد الأوروبي، بل إنه أكثر من بولندا وألمانيا". هاتان الدولتان العضوان أعلى من المتوسط في الاتحاد الأوروبي.

وبالنسبة لـ ليز، فإن هذه الإحصائيات هي أدلة دامغة وتشكل دعوة للتحرك.

و أوضح عضو البرلمان الأوروبى قائلا:" عندما أُبرمت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في العام 1992، كانت الصين مدرجة في قائمة "الأطراف غير المدرجة في المرفق الأول" إلى جانب البلدان الفقيرة والنامية في آسيا وأفريقيا.
و استطرد قائلا:"وهذا التصنيف مهم بالنسبة لبكين، لأنه يسمح للصين نظريا بالاستفادة من الموارد المالية ونقل التكنولوجيا من الدول الصناعية من أجل الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

ومع ذلك، وفقا لـ ليز، يجب أن تعكس معاهدات الأمم المتحدة وضع "القوة العظمى" الجديد للصين، والذي يجب أن ينتقل الآن إلى جانب المساهمين.

وتساءل:" إن الصين تتصرف كقوة عظمى وهذا هو الحال. كيف يتناسب ذلك مع معاملة بوركينا فاسو أو تنزانيا ؟.

ومع ذلك، وفقًا لـ ليز، يجب أن تعكس معاهدات الأمم المتحدة وضع «القوة العظمى» الجديد للصين، والذي يجب أن يكون الآن إلى جانب المساهمين.

وحذر قائلاً: "إذا لم يتوقف هذا، فلن يكون هناك حل في كوب 28 ولهذا السبب فإن إحدى النقاط المهمة في مؤتمر الأطراف هذا هي وضع حد لهذه القصة القديمة بين البلدان المدرجة في المرفق الأول والبلدان غير المدرجة في المرفق الأول."
وتبنى ووبكي هوكسترا، المفوض الأوروبي الجديد لشؤون المناخ، نفس الرأي، على الرغم من أنه عبر عن رأيه بعبارات أكثر دبلوماسية.

وفي حديثه أمام البرلمان في أواخر نوفمبر الماضى، قال هوكسترا إن الصين يجب أن تقدم مساهمة كبيرة في التمويل الدولي لمكافحة تغير المناخ، بما في ذلك صندوق الخسائر والأضرار التي لحقت بالدول الفقيرة والذي تم إطلاقه رسميًا يوم الخميس الماضي مضيفا:" لا يمكننا أن نبني هذا النوع من التمويل على تقسيم اقتصادي بسيط بين البلدان المتقدمة والنامية، وهو تقسيم ربما كان منطقيا في عام 1992".

وأكد: "أعتقد اعتقادا راسخا أن كل من لديه القدرة على الدفع يجب أن يفعل ذلك"، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الضغط على هذا الأمر في دبي.

وتقول الصين، من جانبها، إنها لا تزال دولة نامية وترفض أن تكون مسؤولة عن الانبعاثات التاريخية التي تسببت في ظاهرة الاحتباس الحراري - وهو الموقف الذي أكده سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي، فو كونج، في خطاب ألقاه في تقييم المناخ الأوروبي الذي نظمه من قبل المفوضية الأوروبية في بروكسل اواخر الشهر الماضي.

وشدد السفير على أن "الدول المتقدمة لديها موارد أكبر ويجب أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية"، في إشارة إلى مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة المنصوص عليه في معاهدات الأمم المتحدة.

ومع ذلك، يعتقد ليز أن الصين لم تعد قادرة على التمسك بهذا الموقف مضيفا أنه كـخطوة أولى يتعين التواصل بوضوح حتى يعرف الجميع أننا لا نريد معاملة الصين مثل تنزانيا.

وأضاف" تتمثل الخطوة الثانية فى إيجاد حلفاء". معبرا عن اعتقاده بأن الدول G77 يمكنها المساعدة. 

ووفقا للمشرع الألماني لم تعد الصين تنتمي إلى مجموعة الـ77، التي تضم 135 دولة نامية، بما في ذلك الدول الفقيرة مثل الكونغو والاقتصادات الناشئة مثل الهند. بسبب حجم اقتصادها.

وأشار المشرع الألماني إلى أنه "حتى البرازيل والهند لديهما انبعاثات أقل بكثير من الصين". "يجب عليهم أن يفهموا أن الصين أصبحت لاعبًا مختلفًا عما كانت عليه قبل 30 عامًا."

وشدد ليز على أهمية تحالف أوروبا مع الدول الجزرية الصغيرة والدول الأقل نمواً، وهو ما يمكن أن يشكل، وفقاً له، أداة فعالة لتحريك الخطوط..

وتابع قائلا:"يجب أن يكونوا حلفائنا ويعتقدون أن أوروبا ستكون إلى جانبهم عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل الحد من المخاطر أو التكيف أو الخسائر والأضرار".
وفي المقابل، تتوقع أوروبا منهم "التشكيك في موقف الصين كدولة نامية" و"تحميلها المسؤولية" عن أي فشل خلال مفاوضات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، حسبما قال ليز. "وأنا متأكد من أنها ستنجح".

وفقًا لـ ليز، سيكون الاختبار الأول لبكين هو ما إذا كانت ستساهم في صندوق الخسائر والأضرار الجديد الذي تم إنشائه يوم الخميس الماضي لتعويض البلدان الفقيرة عن الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

و أكد البرلمانى الألماني:" لا يمكن للصين أن تتلقى أموالا من هذا الصندوق" نظرا لأن مسودة اتفاقية الصندوق تشير بوضوح إلى أن أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة يجب أن تكون المستفيد الوحيد وفيما يتعلق بالمساهمة، ينص النص بوضوح على أن الصين ستساهم. قد لا تكون الدولة الأولى (التي تساهم)، لكن عليها أن تفعل ذلك.

Dr.Randa
Dr.Radwa