الثلاثاء 30 ابريل 2024

الثقافة وبناء الوعى

صورة أرشيفية

5-12-2023 | 16:48

بقلـم: مراد أبوجبل
الثقافة عنوان التحضر والحضارة، والثقافة لبنة بناء المجتمعات، رافد تكوين الفكر وتشكيل السلوك والتقاليد ورمز تراث أى شعب ودليل قيمه ووجوده وبذوره. الثقافة هى نتاج ما يكتب القلم من مقال وقصة ومسرح وشعر ونسر ونقد اجتماعى، وما يبدع الأديب، وما ينحت الفنان التشكيلى، وما يعزف الوتر، وما يغنى الطرب، وما تصور الشاشة الفضية، وما تقوله الأمثال الشعبية، وفلكلور التراس وعادات وتقاليد الحياة فى كل مناسبة من الميلاد والسبوع والزواج والمآتم هى انعكاس ومقياس وقياس لحياة الشعوب ومدى تفاعلها مع ماضيها وتأثرها بحاضرها وتطلعها للمستقبل، الثقافة المجتمعية فى بعض تجلياتها هى موقف جمعى تجاه بعض أحداث الحياة.. مثلًا ثقافة شعب تجاه كوارث الطبيعة من زلازل أو فيضانات أو عواصف مدمرة.. التفسير والتبرير واليقين! منهم من يذهب إلى تفسير قدرى أو عقاب سمائى، ومنهم من يدرك أنها أمور بالفعل الطبيعة والجيولوجيا وعلوم الزلازل والقشرة الأرضية، والثقافة الأكثر حيوية تلك التى تمتلك قدرة المرونة والمحافظة فى آن، مرونة التفاعل مع مشكلات الحياة فكرية وعلمية والمحافظة على الهوية كجذور لنبت أجيال وامتداد، لكن لا توابيت وأكفان. والسؤال: هل الثقافة فى منطقتنا هى قاطرة التقدم والتوجيه؟ الإجابة: من واقع المجتمع: لا.. فالمجتمع المصرى رغم كثير من فكر الاطلاع والانطلاق وتأثير حتمى لسطوة الميديا فى كل الأمور، مازال التوجه العقيدى الدينى هو قيادة التوجه والتوجيه.. ببساطة للإيضاح: لو أى أمر من أمور الحياة أبدى عالم من العلماء أو الدارسين برأيه العلمى وأبدى أفاضل من العمائم البيضاء أو السوداء برأى آخر مغاير.. فإن انحياز الغالبية سيكون فى الاتجاه الثانى.. أود أن أقول إن الثقافة حقيقة وفعل مؤثر فى اتجاه مسيرة الحياة، فإن الأمر يختلف فى مجتمعاتنا لأن الفكر العقائدى أقوى تأثيرًا وتوجيهًا، لذا فإننا نرى فى مساجلات عقدية أن التوجه الخطابى الدينى هو قاطرة توجيه المجتمع، لذا فإن تجديد الخطاب الدينى من حيث الموضوع لا الشكل وأقصد تفعيل الآيات المقدسة إلى ممارسة وحياة، فنحن بامتياز حافظون للنصوص الدينية والآيات، وبامتياز أيضًا – للحقيقة ومكاشفة الذات- غير مفعلين لها فى حياتنا وتعاملاتنا. أكثر الناس عندى قيمة: ما انضم بين أصابعه قلمًا وسطر فوق الصفحات. من أمسك أزميلًا وصور فوق الحجر. من احتضن ريشة ورسم فوق اللوحات. من داعب أوتار عود فأبدع الألحان. من سهر فى معمله وبات الليالى لبحث واختراع. من مضى يطرق أبواب الحرية بأيادٍ مضرجة بالدماء. هؤلاء هم صناع الثقافة وهم صناع الحياة. الأمر شائق وشائك وشاق، ولست أريد الدخول فى تفاصل مترامية، ولكن أطرح ما أعشقة علوًا للفكر وهو العصف الذهنى لأى موضوع، أقول والمقال والمقام متسع للكتابة: أم كلثوم: أكاديمية ثقافية حين غنت سلو قلبى، وسلو كؤوس الطلا والهمزية والأطلال، أقول محفوظ، وزويل، محمد صلاح ثقافة إنسان وعقيدة مرئية وحية، سيد درويش ومحمد عبدالوهاب وكاظم الساهر حين غنى نزار، أقول إلقاء فاروق شوشة حين نطق العربية إشراقًا وإعلانًا، أقول نغم الشريعى وقصائد الكبار. أيهم يقود الثقافة؟! الإعلام أم التعليم أم وزارة الثقافة؟!