الإثنين 29 ابريل 2024

قف للعالم.. وابتسم

مقالات6-12-2023 | 14:52

الابتسامة.. من التعبيرات التي تظهر على الوجه في لحظات، ولكنها ذات مردود قد يدوم لأوقات طويلة، تعبير بسيط ولطيف لا يكلفنا أي شيء سوى بسط ملامح وجوهنا، إلا أن هذه البسمة التي تظهر كافية بأن تُزيل عنا ما يوجهنا من تعثرات أو ما يصادفنا من مواقف تُصيبنا بالضيق، بل وتجعلنا نُفكر بهدوء وتروي أكثر مما نحن عليه فيما يوجهنا.

والسؤال الآن، هل يمكننا أن نتلاشى كل ما يقابلنا في حياتنا من مشاكل أو مواقف غير لطيفة؟ الإجابة ببساطة، نعم. ولكن كيف كل هذه البساطة؟ عزيزي القارئ من أجمل وأشهر الأحاديث التي نُقلت عن رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: قال صلى الله عليه وسلم: «وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ». وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق«.

مصداقًا لقول سيدنا النبي – صلى الله عليه وسلم – هل مثل هذا الفعل وهو الابتسامة سيغير موقفًا نحن فيه؟ بالطبع نعم.. من منا كان في ماذق أو موقف وكان سبب حل هذا الموقف ابتسامة عابرة من أحد الطرفين، من منا كان في مشكلة وسبب خروجه منها هو تذكره ابتسامة فلان أو نكته سمعها من هنا أو هناك.

مع أن الجميع يُردد أن الحياة أصبح بها صعوبة بعض الشيء سواء من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنه لا يمكننا أن نعبر أو ننسى هذه الصعوبة سوى ببسمتنا. تخيل معي عزيزي القارئ اننا لدينا نعمة ربانية نمتلكها جميعًا وبالتساوي، هذه النعمة هي البسمة، فإذا تبسم احدًا منا في وجه الآخر، تكون هذه البسمة بمثابة مصدر من مصادر الطاقة الجسدية، فنحن جميعًا نحتاج لمثل هذه الطاقة، مثلنا في هذا مثل احتاج هواتفنا المحمولة للشحن الكهربائي.

أضيف إلى ذلك عزيزي القارئ ما نقلته لنا القناة العربية الإخبارية الإماراتية عبر موقعها على شبكة الإنترنت، عن موقع «بولد سكاي» المعني بالصحة. أن الابتسامة تقلل من التوتر وتعطي إحساسًا بالراحة، مما ينعكس في شكل 5 فوائد على الصحة. وهم:

  1. عدوى الابتسام:

عادة عندما نرى شخصًا يبتسم، فإننا نجد أنفسنا نبتسم أيضًا، وكأن عدوى الابتسام انتقلت إلينا. وقد أثبتت الأبحاث أنه عندما نرى شخصًا يبتسم، فإن ذلك ينشط جزءًا محددًا في المخ، وهو الجزء الذي يتحكم في حركة الوجه التي تؤدي إلى الابتسام. فيا لها من عدوى مفيدة.

2- تقلل التوتر وتريح القلب:

من الصعب أن يبتسم الشخص وهو واقع تحت تأثير ضغط عصبي كبير، إلا أن الأبحاث قد أثبتت أنه عندما يبتسم الإنسان فإن ذلك يخفف من حدة التوتر العصبي ويقلل من الضغط على القلب، مما يعطي إحساسًا بالراحة.

3- تطلق العنان للـ"إندورفينات":

الـ"إندورفينات" Endorphins هي عبارة عن كيماويات مسؤولة عن إكسابنا الشعور بالسعادة. ويتم إفراز تلك الكيماويات أثناء ممارسة بعض الأنشطة مثل الركض وممارسة الرياضة. وبمجرد الابتسام، فإن ذلك يساعد في إفراز هذه الكيماويات التي تخفف من حدة التوتر في الجسم.

4- تقوي مناعة الجسم:

الابتسامة تساعد في إنتاج كريات الدم البيضاء في الجسم، وهي المسؤولة عن مقاومة الأمراض، مما ينعكس في صورة تقوية لجهاز المناعة في الجسم. لذلك، فإننا عادة ما نحاول إضحاك الأطفال أثناء علاجهم من المرض، لأن ذلك يزيد من كريات الدم البيضاء لديهم، ومن ثم يقوي مناعتهم في مواجهة المرض.

5- تعزز من صحة المخ:

الابتسامة عادة تضع الذهن في إطار إيجابي لمدة طويلة، ومن ثم ينعكس ذلك على الإنسان في صورة زيادة في الإنتاجية في عمله، كما أنها تُبقي الشخص في حالة تركيز وقدرة على مواجهة التحديات.

وإذا تطور الأمر معنا ودخلنا في مرحلة الضحك، فإن ذلك سيعود علينا بفوائد أكثر وأكثر، حيث إن الضحك يحسن من صحة القلب ويعزز الدورة الدموية ويريح العضلات. كما أن الضحك مفيد جداً للرئتين ويقلل من الآثار المرضية للحساسية والتهاب المفاصل والربو وبعض الأمراض المزمنة الأخرى.

وختامًا، نصيحتي لك عزيزي القارئ اجعل البسمة مفتاحًا لك في وجهة كل من تراه عيناك، اجعل البسمة لا تفارق وجهك لن يكلفك الأمر سوى بسط ملامح وجهك، وستشعر حينها بارتياح وطاقة إيجابيي تسري جسدك كله، مما سينعكس بالإيجاب والنجاح على عملك، وعلى علاقاتك الاجتماعية والأسرية بالبهجة والسعادة.

Dr.Randa
Dr.Radwa