الجمعة 17 مايو 2024

المخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح: مسارح الدولة لم تتحول فى عهدى إلى خرابات

22-2-2017 | 12:14

حوار يكتبه: محمد رمضان

عدسة: عمرو فارس

 

«كوارث وأزمات».. تحاصر مسرح الدولة فجعلته أشبه بالخرابات فسقط فى أسر البيات الشتوى.. بإغلاق ستة مسارح فى القاهرة والإسكندرية فباتت فى ظلام تام..!

فى حين أحدث خبر تعيين المخرج إسماعيل مختار رئيسًا للبيت الفنى للمسرح للبعض نوعًا من الصدمة ووصفوه بأنه هبط عليهم بـ»الباراشوت» لعدم طرح اسمه بين المرشحين لهذا المنصب، إلا أن مختار نفسه أعلن ندمه لتوليه مهام عمله الجديد فى هذا التوقيت الصعب!

كانت أولى القنابل الموقوتة فى انتظاره، أزمة مسرحية «الأم شجاعة» التى استمرت بروفاتها لمدة عام وكان من المفترض إبلاغ النيابة عن المتسبب فى تأخر عرضها إلا أنه أسرع بافتتاحها إنقاذًا للموقف، بينما يعانى المسرح القومى أزمة أخرى ألا وهى غياب عروضه عن الساحة المسرحية بعد انتهاء عرض «ليلة من ألف ليلة» ليحيى الفخرانى الذى حقق ٤ ملايين جنيه كإيرادات، حيث وصفه البعض بأنه ذبح القطة لكبار النجوم خاصة بعد أن شهدت مسرحية «هولاكو» سلسلة من اعتذارات النجوم عنها، إلا أن مختار برأ وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم من ادعاء البعض بأنه قد فرض هذا النص على إدارة المسرح القومى مجاملة لمؤلفه فاروق جويدة.

بل إن إسماعيل مختار نفسه لم يسلم من طائلة هذه الأقاويل حيث لقبه بعض معارضيه داخل البيت الفنى للمسرح بـ «إسماعيل هيكلة» لكثرة تحدثه عن مشروعه بإعادة هيكلة هذا البيت من الداخل، كاشفًا لنا فى هذا الحوار عن سر استقالة رامز جلال من المسرح القومى وفضيحة وجود ممثلين داخل مسارح الدولة بالإعدادية!.

وإليكم نص الحوار:

لم يكن اسمك مطروحًا بين المرشحين لرئاسة البيت الفنى للمسرح فأصاب تعيينك البعض بالصدمة بل وصفوك بأنك هبطت عليهم بـ«الباراشوت» فعلى أى أساس تم توليك هذا المنصب؟

تعيينى كرئيس للبيت الفنى للمسرح لم يأت من فراغ فأنا لست غريبًا على هذا البيت لكى أهبط عليه بالباراشوت، لأن هذا الادعاء معناه أنه تم تعيينى بالوساطة فدعنى اسأل من يشيع على ذلك من هو صاحب هذه الوساطة؟، فأنا خريج المعهد العالى للفنون المسرحية وحاصل على دبلومة دراسات عليا، ومارست العمل الإدارى البحت من خلال عملى كمدير لإدارة التدريب بالبيت الفنى للمسرح ثم حصلت على درجة فنان قدير، ثم تم تعيينى مديرًا عامًا لمسرح الغد وحصلت على عدة جوائز سواء فى المهرجان القومى للمسرح حيث أنتجت عرض «إنبوكس» أثناء رئاستى لمسرح الغد، كما سافرت عروضى إلى ألمانيا والمغرب لعرض مسرحية «سيد الوقت»، فأنا لم أت إلى منصبى الجديد من غياهب الجب، ولكن توليته من خلال عملى المتميز وتاريخى داخل البيت الفنى للمسرح، وإذا كان البعض يردد هذا الادعاء لكونى عملت لفترة بالسعودية فأظن أنه من حق أى إنسان أن يسعى لتحقيق ذاته أدبيًا وماديًا ولذلك سافرت إلى السعودية وقدمت أعمالًا مسرحية هناك كان يحضرها الملك وولى العهد السعودى، وشاركت فى مهرجان الجنادرية، بل بالعكس عندما أعلن اسمى كرئيس للبيت الفنى للمسرح وجدت عمالقة المسرح يشيدون بقرار تعيينى، لأن الجميع داخل البيت الفنى للمسرح يعلم أننى أمتلك رؤية فنية وإنتاجية جيدة وأننى عادل لا أجامل أحدًا على حساب العمل بل إننى أعمل وفقًا لمقاييس الجودة وقد ظهرت بشائر انتاجى من خلال عرضى «الجلسة»، «وواحد تانى» لأحمد صيام.

هناك من يتساءل لماذا تحولت مسارح الدولة فى عهدك إلى «خرابات»؟!

بالعكس مسارح الدولة لم تتحول فى عهدى إلى خرابات، ولكننى لا أخفيك سرًا إذا قلت بأننى عندما توليت مهام منصبى كرئيس للبيت الفنى للمسرح استلمت معها إرثًا ضخمًا من المشاكل، حيث فوجئت بأن هناك ستة مسارح مغلقة لا تعمل وهى مسرح القاهرة للعرائس، القومى للطفل، بيرم التونسى بالإسكندرية، المسرح العائم الكبير المخصص لعروض فرقة المسرح الكوميدى، ومسرح العائم الصغير المخصص لفرقة مسرح الشباب إلى جانب مسرح السلام، ولذلك اضطررت للعمل بإستراتيجية إدارة الأزمة من خلال إطارين، الإطار الأول هو افتتاح هذه المسارح بقدر المستطاع فى أقرب وقت ممكن حيث تجرى بها أعمال الصيانة والمسئول عن ذلك جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة إلى جانب بعض المشروعات الأخرى التى تتولاها وزارة الانتاج الحربى وبالفعل استطعنا افتتاح نسبة ٥٠٪ من عدد المسارح المغلقة غير المنتجة حيث ثم افتتاح ثلاثة مسارح وهى «بيرم التونسى بالإسكندرية، مسرح القاهرة للعرائس والمسرح القومى للطفل» فى زمن قياسى بل إننى وظفت العروض المتاحة لدينا للعرض بهذه المسارح حيث عرضت مسرحية «حوش بديعة» فى مسرح بيرم التونسى خلال موسم الصيف بالإسكندرية واقتربت إيراداتها من نصف مليون جنيه، وعرضت فى الشتاء «ليلة من ألف ليلة» للفنان الكبير الدكتور يحيى الفخرانى، وحققت هذه المسرحية المليون الرابع خلال شهر واحد بالإسكندرية بل حرصت على استمرار عرضها أثناء أعياد الأقباط هناك كنوع من المشاركة لهم فى أعيادهم، وسيتم خلال الأسبوع القادم افتتاح مسرح السلام بعد أن انتهينا من استكمال كافة إجراءات الحماية المدنية لتأمينه ضد الحرائق وقد تكلفت هذه الأعمال أكثر من أربعة ملايين جنيه.

والإطار الآخر فى اتباعى لإستراتيجية إدارة الأزمة داخل البيت الفنى للمسرح، هو حرصى على تقديم عروض مسرحية للفرق التى تعانى من غلق مسارحها مثل فرقة مسرح الشباب، حيث انتجنا ثلاثة عروض وهى مسرحية «بس أنت مش شامم» بطولة فتحى عبدالوهاب، وقدمناها على مسرح ميامى، وقدمنا على مسرح الحديقة الدولية عرض «ورد وياسمين» وهو بطولة عدد كبير من ذوى الاحتياجات الخاصة، كما أننا عرضنا مسرحية «قضية ظل حمار» فى الإسكندرية وقدمنا مسرحية «قمر العميان» بمسرح الغد، ففى الفترة الماضية أنتجنا عشرة عروض وسوف نقدم خلال الفترة القادمة حوالى خمسة عشر عرضًا جديدًا ومنها عرض «يوم أن قتل الغناء» للمؤلف الشاب محمود جمال، والمخرج تامر كرم، نستعرض من خلاله فترة ما قبل التاريخ ويطرح فكرة وأد الفطرة الإنسانية حيث إن الحاكم يتخيل أنه على علاقة بالإله وأنه يفرض على رعيته عدم الغناء والحب وإلا كان مصيرهم القتل، فالفكرة رمزية جدًا نقول من خلالها إذا كان الإله يريد ألا نغنى لم خلق لنا صوتًا وإذا كان الإله يريد ألا نحب الجمال لم خلق لنا قلبًا؟، فهى رواية غاية فى الرقى ويقوم ببطولتها علاء قوقة، وهند عبدالرحيم، ومجموعة من فنانى الصف الثانى من داخل البيت الفنى للمسرح، وسبب تحمسى لهذه الرواية حرصى على إعطاء الفرصة لكاتب شاب مثل محمود جمال على الاحتراف، كما أننا نقدم المخرج الشاب سعيد منسى الذى فاز بجائزة أحسن مخرج فى المهرجان القومى للمسرح أثناء دورته الماضية عن عرض «أوبرا الثلاثة قروش»، ونقدم أيضًا سامح عثمان وأحمد نبيل اللذين فازا بجائزة أحسن مؤلف فى المهرجان ذاته، وذلك لإيمانى بخلق جيل جديد من المبدعين ومنح الفرصة للاحتراف لهذه المواهب الشابة، كما سيقدم مسرح الغد تجربة جديدة لمخرج صاعد واعد اسمه عمر الشحات فاز فى الدورة القبل ماضية للمهرجان القومى للمسرح، وأعد جمهور المسرح المصرى بأنه خلال عشرة أيام سوف يتم افتتاح مسرحية «حفلة تنكرية» للمخرج هشام جمعة وبطولة محمد رياض ومحمد محمود ولقاء سويدان، وسوف يتم افتتاح مسرح السلام بمسرحية «قواعد العشق الأربعون» للمخرج عادل حسان، وسوف يشهد جمهور المسرح القومى عودة الرباعى الفنى المخرج عصام السيد والفنانين الكبيرين حسين فهمى وعزت العلايلى من خلال نص جديد للكاتب الكبير لينين الرملى بعنوان «اضحك لما تموت» ونحن ما زلنا فى مرحلة الاتفاق معهم، كما تم الاتفاق مع الفنان الكبير فاروق الفيشاوى على تقديم عرض جديد بالمسرح القومى، كما أننا سنقدم مسرحية «بير السلم» للمخرج الكبير سمير العصفورى، وما زلنا فى انتظار اكتمال فريق عمل مسرحية «هولاكو» للمخرج الكبير جلال الشرقاوى لكى يتم عرضها على خشبة المسرح القومى، وسوف نعيد تقديم مسرحية «الجنزير» للكاتب محمد سلماوى مرة أخرى على القومى.

وأرفض مقولة أن مسرح الدولة تحول إلى مسرح نجوم الدرجة الثانية لأننى سوف أراهن على عودة جيل من الفنانين للعمل به، مثل الفنان ياسر جلال الذى سوف يقدم عرضًا سيكون مفاجأة مسرحية جديدة من إخراج الدكتور أشرف زكى وهى رواية هامة جدًا وسوف تعرض على المسرح القومى، وسوف يقدم الفنان بيومى فؤاد عرضًا جديدًا بعد العيد إلى جانب أنه سيشهد المسرح عروضًا لمجموعة من الأبطال الشابة المتميزة مثل إيهاب فهمى ومحسن منصور وغيرهما.

هل توافقنى الرأى بأن الفخرانى «ذبح القطة لكبار النجوم» بتخطى إيرادات مسرحيته ٣ ملايين جنيه بالابتعاد عن تقديم عروض لهم على خشبة المسرح القومى مما تسبب فى إغلاقه لمدة تجاوزت ثلاثة شهور؟

المسرح القومى لم يغلق ثلاثة أشهر ولكنه أغلق لمدة شهر بعد انتهاء عرض «ليلة من ألف ليلة» للفنان الكبير يحيى الفخرانى، ثم بدأنا فى عرض «مصر المواجهة» بعد حادث الكنيسة البطرسية للتصدى للإرهاب، وسوف يتم افتتاح عرض «المحاكمة» خلال الأيام القادمة لكى يتم تصويره تليفزيونيًا وهو من بطولة الفنان أشرف عبدالغفور والدكتور سامى عبد الحليم.

أما بالنسبة لمسألة أن عرض الفخرانى «ذبح القطة لكبار النجوم» فإننى أقول لأساتذتنا من النجوم الكبار أن لكل عرض ظروفه وملابساته ومقوماته التى قد لا تتوافر فى أى عرض آخر، وليس معنى ذلك أن تكون بقية العروض الأخرى أقل قيمة، ولكن فى رأيى أن أى عرض يقيم بقيمته الفنية ومحتواه الفكرى وهناك عروض ذات قيمة مرتفعة مثل «الحسين تأثرًا أو شهيدًا» لعبدالرحمن الشرقاوى، ولكن لوجود تحفظات عليها لم يتم إنتاجها، ونحن داخل البيت الفنى للمسرح لا نسعى لتحقيق الربح المالى ولكننا نهدف إلى تقديم الخدمة الثقافية والمسرحية فنحن نهتم بجماهيرية العرض وقيمته ونتوقع أن العروض الكبيرة المدرجة فى خطة المسرح القومى مثل «هولاكو» و«بير السلم» و«اضحك لما تموت» سوف تحقق جماهيرية كبيرة لأنها نصوص قيمة تمت دراستها بتأن، فليس من حق المبدع أن يتخيل النجاح أو الفشل قبل أن يطأ خشية المسرح، وفى رأيى أن أسباب نجاح رواية الفخرانى تضافرت فيها مسألة تجديد المسرح القومى وعودة الفخرانى نفسه للمسرح بعد انقطاعه عنه بعد تقديمه للملك «لير» إلى جانب شعبية الفخرانى وحب الجمهور له، فكل هذه العوامل كانت سبب نجاح روايته مع تلاحمها مع الامكانيات الفنية للعرض من اخراج وألحان وديكور وأداء بقية فريق العمل، حيث أدوا أدوارهم على الوجه الأكمل، فهل معنى نجاح الفخرانى أننا نتوقف خشية ألا يحالفنا النجاح؟! فلذلك أدعو الفنانين إلى تقديم أعمالهم داخل المسرح القومى ولكن يبدو أن معظمهم قد انشغلوا بتصوير مسلسلات شهر رمضان.

وأعتقد أن سبب سلسلة الاعتذارات التى فوجئنا بها من العديد من الفنانين أمثال ليلى علوى، وخالد الصاوى، وإياد نصار، وجمال سليمان، وكندة علوش، عن عرض «هولاكو» كان مبعثه أن بعضهم لايجيد التمثيل باللغة العربية الفصحى!

يقال أن عرض «هولاكو» فرضه وزير الثقافة على إدارة المسرح القومى مجاملة منه لفاروق جويدة؟!

هذا لم يحدث على الإطلاق، ولكن ماحدث بالفعل هو أن الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى عندما علم بأن شاعرنا الكبير بصدد الانتهاء من كتابة مسرحية جديدة توجه إليه فى مكتبه بالأهرام واتفق معه على أن هذه المسرحية ستكون من نصيب المسرح القومى أو كما يقال بالتعبير الدارج «تقاول معه» على هذه المسرحية، وبالفعل عندما انتهى فاروق جويدة من كتابتها أرسلها إلى يوسف إسماعيل الذى قرأها وسجل بعض ملاحظاته عليها وتناقش مع شاعرنا الكبير فيها وكل ذلك حدث قبل أن أتولى رئاسة البيت الفنى للمسرح وليس لوزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم أى دخل بهذه المسرحية، ولكنه بارك الاتفاق بعد أن أخبره يوسف إسماعيل به، وبالتالى ليس لادعاء البعض بأن الوزير فرض المسرحية على إدارة المسرح القومى أى أساس من الصحة فالوزير برىء من هذا الادعاء الباطل وقد تم اختيار المخرج الكبير جلال الشرقاوى لكى يقوم بإخراجها بناء على طلب شاعرنا الكبير فاروق جويدة لأنهما سبق وجمعتهما أعمال مسرحية قبل ذلك، والنص مدرج على خطة المسرح القومى وعندما يكتمل فريق العمل بالمسرحية سوف تبدأ البروفات فورا لكى نقدمها للجمهور خاصة أنها لعملاقين، جويدة والشرقاوى، وتجمعهما توأمة وتوافق فكرى وإنسانى منذ زمن طويل وشرف لنا داخل البيت الفنى للمسرح أن نقدم عملا يجمع بين قامتين مثل جلال الشرقاوى وفاروق جويدة، ومن ثم فكلنا أبرياء من تأخر إنتاج هولاكو!

شاهدنا فى عهدك عرضين أحدهما استمرت بروفاته قرابة عام ولم يستمر عرضه سوى ٢٧ يوما «الأم شجاعة» لرغدة والعرض الآخر «بس أنت مش شامم» لفتحى عبدالوهاب مما جعل البعض يرى أن هناك موضة إنتاجية جديدة للعروض تقل عن شهر واعتبر ذلك إهدارًا للمال العام؟!

المسألة بمنتهى البساطة هى أننى عندما توليت مهام منصبى كرئيس للبيت الفنى للمسرح وجدت أن هناك عرض «الأم شجاعة» قد تم صرف ميزانيته فى السنة المالية الماضية وأجروا بروفات لمدة عام داخل مسرح ميامى، مما منعنا من عدم استغلال هذا المسرح خلال هذه الفترة لتقديم عروض أخرى، ولم يقدموا ليلة عرض واحدة لهذه المسرحية، فكان ذلك بمثابة أول التحديات بالنسبة لى، إما أن أقدم العرض على وجه السرعة، وإما أقوم بإبلاغ نيابة الأموال العامة عن المتسبب فى تأخير عرضه، فوجدت أنه إنقاذا للموقف أن أسارع بافتتاحه فضربت بيد من حديد لكى أقدم هذا العرض للجمهور فى الوقت نفسه الذى كنت أقنع فيه مسرح بيرم التونسى بالإسكندرية بعد تجديده، إلا أننى فوجئت بأن هذا العرض لم يحقق إيرادات وبالتالى كان لزما علينا أن نغلقه حتى لا تتطور مشاكله أكثر من ذلك وحتى لاتكون هناك شبهة إهدار للمال العام، أما بالنسبة لعرض «بس أنت مش شامم» لفتحى عبدالوهاب فالمسألة تختلف عن «الأم شجاعة» حيث وجدت هذا العرض قد تم إنتاجه قبل انتهاء العام المالى الماضى بنحو ثلاثة أيام، ثم توقف عرضه، وهو بالمناسبة من العروض الجيدة جدا وبالفعل جلست مع المخرجة عبير لطفى واتفقنا على إعادة عرضه بمسرح ميامى وبعد فترة توقف لأن هناك عروضا أخرى سيتم انتاجها وكانت قد بدأت فى عمل البروفات مثل مسرحية «حفلة تنكرية»، إلا أننى قد وضعت خطة لإعادة تقديم «بس أنت مش شامم» عندما يتم افتتاح المسرح العائم الكبير، ولو حقق إيرادات خلال موسم الصيف القادم فإننى سأعرضه فى قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية لأننى متحمس جدًا له لأنه صاحب رسالة تنويرية، وليس صحيحا بأن هناك موضة لعرض المسرحيات لمدة شهر على مسارح الدولة ولكن هذا ماحدث كنوع من إنقاذ الموقف.

ما المقصود بهيكلة البيت الفنى للمسرح؟ ! ولماذا توقف هذا المشروع رغم تحمسك له علمًا بأن العاملين بمسارح الدولة أطلقوا عليك لقب «إسماعيل هيكلة»؟!

المشكلة فى طرح أية فكرة تصب فى الصالح العام أنها تقابل من قبل الحاقدين إما بالسخرية منها أو بتكسير المجاديف، ومشروع الهيكلة بدأت فكرته منذ أن توليت إدارة التدريب بالبيت الفنى للمسرح لمدة تجاوزت عامين فى عهد الدكتور أشرف زكى حينما كان يشغل منصب رئيس هذا البيت، وكنت أنظم دورات تدريبية للعاملين بالبيت الفنى للمسرح، إلا أننا فوجئنا بأنهم يرفضون حضور هذه الدورات علمًا بأن هذه الإدارة لم يكن لها ميزانية تسمح بعمل هذه الدورات ولكننا اجتهدنا فى فعل ذلك ولكن هذه الدورات توقفت بمرور الوقت، ومع أحداث ثورة يناير تحمست أنا وصديقى الناقد الفنى خالد رسلان فى أن نجعل للبيت الفنى للمسرح كيانا أفضل مماهو عليه، ففكرنا فى مشروع الهيكلة وهو يعنى باختصار شديد وضع تصور للإدارات داخل البيت الفنى برؤية وبفكر يجعلنا نصل إلى إطار ونسق إنتاجى متميز وتضع كل موظف أو فنى أو فنان فى مكانه المناسب وفقًا لبطاقة وصف حقيقية تتعلق بإمكانياته العلمية والعملية، فالهدف من الهيكلة تنظيم العملية الإدارية والفنية والإنتاجية وتحديد مهام كل العاملين بالبيت وصلاحياتهم واختصاصاتهم، بمعنى «وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب» لأننى فوجئت بوجود فضائح وظيفية عندما شرعنا فى البدء فى هذا المشروع بأنه لدى فنى كهرباء لايستطيع أن يستخدم «مفك التيست» بل الأغرب من ذلك أننى وجدت فنانين داخل البيت الفنى للمسرح معينين بالإعدادية.

فهل عرفت الآن لماذا أطلقوا علىّ لقب إسماعيل هيكلة؟

بالإضافة إلى أن الهدف من فلسفة الهيكلة هو تحويل البيت الفنى من الفكر الاشتراكى إلى إيجاد صيغة مناسبة مابين الاشتراكية والرأسمالية، بمعنى أن البيت الفنى للمسرح بوضعه الحالى ليس له أية موارد مالية غير إيرادات مسرحياته، لذلك أردنا عمل صناديق خاصة به ففوجئنا بأنه ليس من حق البيت أو أى جهة حكومية عمل صندوق خاص بها، ولذلك نحتاج إلى تغيير القوانين الخاصة بالبيت الفنى للمسرح، كما أننى سبق لى أن عرضت هذا المشروع على وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازى، وجلسنا جلستين فى غاية الأهمية فكان المقترح بأن موارد الدخل الخاصة بالبيت الفنى للمسرح من إيرادات مسرحياته يتم تقسيمها إلى جزءين، أحدهما يذهب إلى وزارة المالية، والجزء الآخر يقسم إلى جءين أحدهما يهدف إلى تطوير البنية التحتية لمسارح الدولة، والجزء المتبقى يتم صرفه مكافآت كل من يساهم فى صناعة هذا التطوير كحافز له. أيضا هناك مشكلة أخرى تتعلق بأنه ليس متاحا لنا الاستعانة بالرعاة للعروض التى نقدمها فعلى سبيل المثال عرض «ليلة من ألف ليلة» لو كان له رعاة كان انعكس ذلك على زيادة موارده لصالح البيت الفنى للمسرح بجانب تحقيقه للأربعة ملايين جنيه كإيراداته الفعلية، ولكن عدم امكانية الاستعانة بالرعاة يعد إهدارًا لقيمة مالية يمكن أن تضاف إلى إيرادات مسارح الدولة لذلك نتمنى تغيير القوانين الخاصة بالبيت الفنى للمسرح لكى ينصلح حاله أكثر من ذلك.

ما موقفك كرئيس للبيت الفنى للمسرح من النجوم المعينين به ويحصلون على رواتبهم دون أن يعملون به كصدقة جارية على روح مسرح الدولة؟

أوافقك فى وصف رواتبهم بأنها صدقة جارية، لكننى لست مسئولا عن الفترات السابقة ويجب محاسبتى على فترة رئاستى للبيت الفنى للمسرح فمنذ أن توليت مسئولياتى وجدت أننى محملًا بإرث صعب جدا، ويبدو أن ماحدث مع الفنان رامز جلال قد أفاق فنانين كثيرين، حيث إنه من المعروف أن رامز عضو بفرقة المسرح القومى وقد تقدم باستقالته لتكرار غيابه عن المسرح، حيث إن أى ممثل لابد أن يحضر إلى مسرحه مرة على الأقل كل أسبوع لكى يوقع فى سجل الحضور والانصراف إلا أن رامز جلال لم يتمكن من الحضور وبالتالى سجل تغيبه عن المسرح فتقدم باستقالته، وبعد حدوث هذه الواقعة جلست مع كل الفنانين المعينين بالبيت الفنى واتفقنا على تقديمهم عروض بمسارح الدولة، فهناك عرض لأحمد السعدنى، سيتم انتاجه بمسرح السلام، وآخر لأحمد عيد، وعرض ثالث لطلعت زكريا، واتفقنا على أن يلتزموا بالحضور داخل مسارحهم فى غير مواعيد عملهم بالعروض أو بالبروفات وبالفعل استجابوا إلى مطلبى.