كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم أن إسرائيل تشدد على جماعة حزب الله، ضرورة سحب قواتها على الحدود اللبنانية، ووقف إطلاق الصواريخ عليها لتجنب حرب أخرى مع احتدام القتال أيضاً في قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه بينما ينصب التركيز الرئيسي للجيش الإسرائيلي على الحرب في قطاع غزة؛ فقد أرسل عشرات الآلاف من الجنود إلى الحدود الشمالية حيث يقول مسؤولون إن هناك 100 ألف جندي إسرائيلي على طول الحدود الشمالية.

وأضافت أنه في الوقت نفسه، قال مسئولون إسرائيليون إن حزب الله حشد الكثير من قواته المقاتلة على الحدود بينما قال محللون إنها استخدمت أسلحة جديدة، بما في ذلك ما يسمى بصواريخ بركان قصيرة المدى، والتي يمكن أن تحمل أكثر من 1000 رطل من المواد المتفجرة، وتسببت في أضرار جسيمة لموقع عسكري إسرائيلي الشهر الماضي.

وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ذكر - أمس - أنه قصف الأراضي اللبنانية بعد أن اعترض نظام دفاعه الجوي ستة قذائف أطلقت عبر الحدود فيما قصفت القوات الجوية الإسرائيلية في وقت لاحق موقعا لحزب الله، حيث قالت إن الجماعة أطلقت منه مقذوفات على إسرائيل، وجاءت هذه الاشتباكات بعد تبادل إطلاق النار من الجانبين يوم أمس الأول الأحد، في إطار تبادل شبه يومي أسفر عن مقتل أكثر من 100 من مقاتلي حزب الله وستة جنود إسرائيليين.

وأشارت إلى أن إسرائيل قامت بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من شمال إسرائيل وحولت المجتمعات الحدودية إلى قواعد عسكرية وسط مخاوف من توسيع حربها مع مقاتلي حركة حماس الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن يهوشوا كالينسكي، الباحث في أنظمة الأسلحة من معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب قوله ، إنه نظرا لقدرتها الفتاكة، لم يطلق حزب الله سوى عدد قليل من الصواريخ الجديدة، بدلا من المخاطرة بتصعيد القتال.

وأضاف أن حزب الله يمتلك عددًا من الأسلحة المتطورة الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والقادرة على ضرب الأراضي الإسرائيلية بأكملها كما يمتلك حزب الله عددًا من صواريخ سكود عالية الدقة وثقيلة الحمولة، وكلاهما قادر على إحداث أضرار واسعة النطاق.

ونقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قوله إن إسرائيل ستكون منفتحة على اتفاق مع حزب الله يتضمن منطقة عازلة أمنية على طول الحدود، مدعومة بـ "ضمانات مناسبة" لضمان عدم تمكن حزب الله من التحرك ضد إسرائيل من المنطقة.

ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية عملت بقوة منذ 7 أكتوبر الماضي لمنع الحرب في غزة من التحول إلى صراع إقليمي حيث أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط لردع حزب الله. 

وأفادت الصحيفة بأنه تم نزح ما يصل إلى 100 ألف شخص كانوا يعيشون في شمال إسرائيل ويعيشون مع عائلاتهم أو في فنادق في وسط البلاد، ولقد أصبحوا قوة ضغط قوية لإسرائيل لاتخاذ موقف متشدد تجاه حزب الله، لأنهم يخشون العودة إلى منازلهم تحت شبح هجوم مثل الذي نفذته حماس.

وأشارت الصحيفة إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يستمر في التدهور، حيث قالت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إنها غير قادرة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في معظم أنحاء القطاع المعزول كما قال مسئولو المستشفيات إن النظام الطبي مرهق ودعا الأطباء في شمال قطاع غزة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إرسال المساعدة لإجلاء آلاف الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى.

وقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني في غزة، ثلثاهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية.