الأحد 30 يونيو 2024

عميد الدبلوماسية أمير القوة الناعمة امتدت أيادى الكويت البيضاء إلى مختلف البلدان فأحب العالم الكويت من دون البحث عن هذه المصلحة الضيقة أو تلك الصفقة المشروطة

22-2-2017 | 13:37

الكويت من: بسام القصاص

قوة الأمم لا تقاس بعدد سكانها ولا بثرواتها ولا حتى بقدرات جيوشها، فهناك قوة أخرى أكثر تأثيراً وفاعلية واستدامة من كل ذلك، إنها «القوة الناعمة».. نعم القوة الناعمة، ولطالما تمدد نفوذ هذه الدولة أو تلك إلى مختلف قارات العالم دون أن تحرك جيوشها وتحتل هذه الدولة أو تلك، بل ودون أن تطلق رصاصة واحدة، فهى دول لا تسعى لفرض هيمنتها عبر السلاح، ولكن عبر التأثير المستدام من خلال «القوة الناعمة».

ولقد كان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، عميد الدبلوماسية، أبرز مثال على حسن استخدام هذه القوة الناعمة، مع فارق كبير عما تفعله الدول الأخرى، فلم تلجأ الكويت إلى استخدام هذه القوة لفرض تأثيرها أو لجعل ما تقدمه مرهوناً بموالاة تلك الدول للكويت مجاراة لما تقدمه، بل إن الكويت فعلت كل ذلك بدافع إنساني مطلق لا تطلب شيئاً ولا تضع شروطاً مقابل مساعدة الشعوب الأخرى.

ولعل أبرز وسائل القوة الناعمة الكويتية التي استخدمها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد منذ أكثر من خمسة عقود مضت، هى الدعم الإنساني والتنموي اللا محدود لمختلف شعوب العالم، من دون قيد أو شرط، فامتدت أيادى الكويت البيضاء إلى مختلف دول العالم، فأحب العالم الكويت من دون البحث عن هذه المصلحة الضيقة أو تلك الصفقة المشروطة. وكانت إحدى ثمار «القوة الناعمة» الكويتية، ذلك الغرس الذي زرعه عميد الدبلوماسية، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، في وقوف العالم بأسره من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب إبان الغزو العراقي الغاشم، فلم يحدث في التاريخ أن تجمع وتحالف هذا الكم من الدول والشعوب على مختلف مشاربها لنصرة دولة أخرى في استعادة حقوقها كما حدث في محنة الغزو حيث تحالفت معظم دول العالم لنصرة الحق الكويتي، وكان هذا نتيجة غرس العطاء الذي زرعه عميد الدبلوماسية سمو الشيخ صباح الأحمد، فأصبح شجرة وارفة تظلل الكويت بكل تعاطف وعرفان بجميلها على تلك الشعوب التي ردت لها الجميل.

لذلك لم يكن غريباً منح صاحب السمو لقب «القائد الإنساني»، وإطلاق اسم «دولة الإنسانية» على الكويت، فلاتزال أنهار العطاء الكويتي تجري بلا حدود، تزيل كل الحواجز، وما من بلد في مختلف قارات العالم إلا وحصلت على نصيب وافر من عطاء الكويت الإنساني.

وخلال أربعين عاما قضاها بو ناصر في رحاب السلك الدبلوماسي حيث حمل حقيبة الدبلوماسية للمرة الأولى في ٢١ يناير ١٩٦٣، انتقل خلالها عبر جميع دول العالم فقطع مئات الآلاف من ساعات الطيران ليوقع اتفاقا مع بلد أو يحقق مصالحة في بلد آخر صانعا بذلك مجدا لبلاده.

ولقد عاصر سمو الشيخ صباح الأحمد العديد من الأمناء العموم للأمم المتحدة والتقى مئات الرؤساء ووزراء الخارجية كما شارك في الأحداث العربية والإقليمية والدولية كافة بل وساهم في صنع معظمها.

 

    الاكثر قراءة