الإثنين 29 ابريل 2024

جرجي زيدان "مؤسس دار الهلال" صحفي عصامي بنى نفسه

جرجي زيدان

ثقافة14-12-2023 | 11:31

شمس علاء الدين

أديب وروائي ومؤرخ وصحفي لبناني، بالرغم من ضيق حالة أسرته المادية إلا أنه أجاد اللغة العبرية والسريانية والفرنسية والإنجليزية، أصدر مجلة الهلال ونشر فيها كتبه، اشتهر برواياته التاريخية مثل المملوك الشارد وأرمانوسة المصرية وغيرها، ويعتبر من أوائل المفكرين الذين ساعدوا في صياغة نظرية القومية العربية، إنه الصحفي جرجي حبيب زيدان والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.

ولد جرجي حبيب زيدان في بيروت بقرية عين عنب في جبل لبنان، في 14 ديسمبر 1861 لأسرة فقيرة ويعتقد انها ذات أصول سورية، وكان أبوه حبيب زيدان رجلا أُمّيا لا يعرف القراءة والكتابة، يملك مطعماً في منطقة ساحة البرج في بيروت، كان يتردد عليه الكتاب والمفكرين.

التحق جرجي زيدان بمدرسة متواضعة لتعلّم القراءة والكتابة والحساب ليستطيع مساعدة والدة في إدارة المطعم وضبط الحسابات، ثم التحق بمدرسة الشوام فتعلم اللغة الفرنسية، ثم التحق بمدرسة مسائية لتعلم اللغة الإنجليزية. 

اتّجه زيدان لتعلم صناعة الأحذية وهو في سن الثانية عشرة ولمدة عامين بناء على رغبة والدته مريم مطر في تعلم صعنة، لكنه تركها لعدم رغبته في ذلك العمل.

تقرب زيدان من خريجين الكلية الأمريكية ورجال الصحافة وأهل الفكر والأدب مثل يعقوب صروف وفارس نمر وإبراهيم اليازجي وسليم البستاني وغيرهم، وكان ذلك بسبب ميله إلى المعرفة والاطّلاع وشغفه بالأدب، 

 التحق بالكلية السورية "الجامعة الأمريكية"، لتخطيه امتحان القبول لتعلم الطب ولكنه درس لمدة عام ثم ترك دراسة الطب، واتجه لدراسة الصيدلة، حتى قرّر السفر إلى مصر لدراسة الطب مرة أخرى، ولكن عائلته كانت تمر بضائقة مالية فاضطر لاقترض مبلغ ستة جنيهات من جار له في بيروت.

هاجر زيدان إلى مصر والتحق بكلية الطب إلا أن ظروفه المادية وطول الدراسة دفعته للبحث عن عمل، فعمل محررا في جريدة الزمان التي كانت ملك رجل أرمني الأصل وكانت هذه الجريدة هي الوحيدة في القاهرة بعد أن أوقف الاستعمار الإنجليزي صحافة ذلك الوقت.

كما عمل مترجما في مكتب المخابرات البريطانية بالقاهرة ورافق الحملة الإنجليزية التي توجّهت للسودان لإنقاذ القائد الإنجليزي «غوردن» من حصار جيش المهدي، واستمرت رحلته في السودان لعشرة أشهر عاد بعدها لبيروت عام 1885.

عاد زيدان للقاهرة بعد زيارته لأنجلترا وعمل في التأليف والترجمة، كما عمل مديرا لمجلة المقتطف ثم استقال منها بعد أن عمل بها لمدة 18 شهرا، واشتغل بتدريس اللغة العربية بالمدرسة العبيدية الكبرى لمدة عامين ثم تركها، واشترك مع نجيب متري في إنشاء مطبعة إلا أن الشراكة بينهما لم تكتمل بعدما استمرت لمدة عام، واحتفظ جورجي زيدان بالمطبعة وغير اسمها لمطبعة الهلال.

أصدر جرجي زيدان مجلة الهلال في عام 1892، وحررها بنفسه ثم ساعده ابنه إميل، وصدر عددها الأول عام 1892، ثم أصبحت بعد خمس سنوات من أوسع المجلات انتشارا وشهرة، ويكتب بها عمالقة الفكر والأدب في مصر والعالم العربي، ورأس تحريرها كبار الأدباء والكتاب مثل أحمد زكي وحسين مؤنس وعلي الراعي والشاعر صالح جودت وغيرهم.

كتب جرجي زيدان الكثير من الكتب التاريخية، بالاضافة إلى كتابته لمؤلفات تناقش أدب الرحلة وكتب عن الترجمة واللغة والعلوم الطبيعية مثل العرب قبل الإسلام –الجزء الأول، طُبع في مصر سنة 1908، تاريخ التمدّن الإسلامي- خمسة أجزاء –طبع في مصر 1902-1906، تاريخ مصر الحديث –جزآن- طُبع في مصر 1889، الألفاظ العربية والفلسفة اللغوية –بيروت 1889، رحلة إلى أوروبا 1912


ورحل عن عالمنا الكاتب والصحفي الكبير جرجي زيدان يوم 21 يوليو من عام 1914، بعد أن خلد اسمه بأعماله و المؤلفاته القيمة بالإضافة إلى تأسيس مجلة دار الهلال العريقة والتي تباشر عملها الصحفي حتى يومنا هذا، وقد رثاه كبار الشعراء مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران.

Dr.Randa
Dr.Radwa