كاتب مسرحي وشاعر وروائي، عاش حياة الترحال بين الكثير من الدول العربية والأجنبية، تعلم الشعر في سن صغير، وعمل بالتدريس وهو لم يكمل العشرين، وهو الكاتب علي أحمد باكثير، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.
ولد علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي يوم 21 من ديسمبر عام 1910م، ويرجع أصله إلى حضر موت باليمن ولكنه ولد في مدينة سوروبايا في إندونيسيا، وعند بلوغه عشر سنوات قرر أبوه عودته لليمن لينشأ بين أخوته لأبيه.
تلقى "باكثير" تعليمه الإبتدائي في مدرسة النهضة العلمية، كما درس علوم اللغة العربية والشريعة على يد شيوخ بارعين منهم عمه الشاعر والقاضي محمد بن محمد باكثير.
استطاع "علي" بفطنته وسعة فهمه تنتظيم الشعر مبكرا وهو في الثالثة عشرة من عمره، كما عمل بالتدريس في مدرسة النهضة العلمية، بالإضافة إلى إدراتها وهو لم يكمل العشرين من عمره.
تزوج "باكثير" مبكرا، وذاق مرارة الفقد مبكرا أيضا، ففقد زوجته وهي في مقتبل العمر، وغادر حضرموت في عام 1931م.
عاش "علي" حياة الترحال بين البلاد، فبعدما فقد زوجته سافر إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر وقتا في الحجاز، وألف مطولته "نظام البردة" بالحجاز، كما كتب "همام أو في بلاد الأحقاف" وهو أول عمل مسرحي شعري له، وطبعهما بعد وصوله مصر.
والتحق الشاعر الحضرمي بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليا"، كما قام بترجمة بعض الأعمال أثناء فترة دراسته بالجامعة مثل ترجمته لمسرحية "روميو وجولييت" لشكسبير مستخدما الشعر المرسل.
سافر "باكثير، إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة، واشتغل بالتدريس لمدة خمسة عشر عاماً، وانتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية، وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته.
أجاد عدة لغات مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية والملاوية، فضلا عن لغته الأم العربية.
كتب الملحمة الكبرى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في 19 جزءا، وتعتبر ثاني أطول عمل مسرحي عالميا، كما كتب ثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر وهم "الدودة والثعبان، أحلام نابليون، مأساة زينب".
أثرى باكثير التاريخ الأدبي بالكثير من الأعمال القوية المميز و تنوع إنتاجه بين فن الرواية، والمسرحية الشعرية والنثرية، ومن أشهر أعماله الروائية "وا إسلاماه" و"الثائر الأحمر"، ومن أشهر أعماله المسرحية "سر الحاكم بأمر الله" و"مأساة أوديب".
بالإضافة إلى تأليفه للعديد من المسرحيات السياسية والتاريخية، المكونة من فصل واحد، والتي كانت تصل للجمهور عن طريق الصحف والمجلات السائدة في ذلك الوقت.
وبالرغم من سلوك "باكثير" طريق الشعر في سن صغير إلا أنه لم ينشر أي دواوين شعرية وظلت أعماله الشعرية إما مخطوطة أو منشورة في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها.
توفي الشاعر والروائي والكاتب المسرحي الكبير في مصر يوم 10 نوفمبر من عام 1969م، عن عمر يناهز 59 سنة، حافرا اسمه بأعماله القيمة في الوسط الأدبي، ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.