السبت 18 مايو 2024

البحوث الإسلامية: التحلي بآداب الاختلاف واجب إسلامى

22-2-2017 | 17:49

 قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، دكتور محيى الدين عفيفى، "إن من أهم سبل علاج التعصب معرفة كيفية إدارة الخلاف حول الأسباب التي أدت إلى التعصب، وكيف نتربى على قبوله، والإقرار بأنه حق إنساني، بل حق وواجب إسلامى، ونتعلم كيف نختلف، لأن ذلك ليس أقل شأنًا من أن نتعلم كيف نتفق، وكيف نصل إلى مرحلة الاعتراف (بالآخر)، وأن له كل الحق أن يكون له رأي كما أن لنا رأيًا".
جاء ذلك في كلمة ألقاها عفيفى، اليوم الأربعاء، في افتتاح ندوة "دور الأزهر والفاتيكان في مواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف" التي تعقد بالتعاون بين مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف والمجلس البابوى للحوار بين الأديان بالفاتيكان.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أننا إذا أحسنّا إدارة الخلاف، وتحلينا بأدبه، تحول إلى اختلاف تنوع وتكامل وتعاون ونمو، وأصبح علامة صحة، وإثراء وإغناء للمسيرة.
وأفاد بأن الحقائق الإيمانية والقيم الإسلامية الحضارية تؤكد على سماحة الإسلام ونظرته الموضوعية لهذا العالم الذى يشتمل على أتباع الأديان والمذاهب والأفكار المختلفة.
وأضاف عفيفي أنه منذ أن أقام النبي (صلى الله عليه وسلم) دولته في المدينة، لم تكن مقتصرة على المؤمنين بالإسلام بل كانت هناك تعددية، فقد عايش الإسلام أصنافًا شتى من الطوائف والملل والنحل والأديان والعقائد، وعايش أهل الكتاب وغيرهم من المشركين وعبدة الشمس، والكواكب، عايش البوذية والكنفوشية والهندوسية وغير هؤلاء.
ودعا الإسلام إلى الإحسان إليهم في المعاملة والمعاشرة، والتودد والبر والإنصاف قال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ". [الممتحنة:8].
واستشهد عفيفى بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (أبوداود 3/231).
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن تعاليم الإسلام لم تكن مجرد عظات وإرشادات نظرية مجردة، وإنما صيغت في قوالب تشريعية وقانونية لتمارس على المستوى الرسمى فى الدولة يُذعن لها المسلمون، ويقضى بها القضاة، ولذا استقر في الفقه الإسلامى أن تعامل المسلمين مع غيرهم من أصحاب الأديان الأخرى وغيرهم ليس حرامًا ولا كفرًا.
ويقرر الإسلام في أقدس نصوصه: أن المخالفة في الفكر والرأى والعقيدة والدين والمذاهب لا تستلزم العداوة والعدوان بأي شكل، ولا ينبغى أن تحول بين المسلم وبين أن ينشر المعروف ويفعل الخير مع من استطاع وأينما حلّ، لافتا إلى أن الإسلام أقرّ مبدأ الحوار بين المسلمين وأصحاب الديانات السماوية وغير السماوية وبين أن العدل والتسامح والتعايش السلمى من أسس التعامل مع غير المسلمين.
وتابع عفيفى: أن الأزهر الشريف من منطلق مسؤوليته الدينية والتنويرية، لا يألو جهدًا في التنبيه المستمر على انحراف هذه الأفكار، وتصحيحها وتفنيد الشبهات المثارة ضد سماحة الإسلام وبيان أن الفكر المغلوط والمنحرف ليس من الإسلام، وأن من يتبنون هذا الفكر من الإسلام والقرآن والشريعة، أساؤوا إلى الإسلام بأكثر ممَّا أساء إليه أعداؤه، وشوهوا صورته السمحة النقية ، مضيفًا أن النبى صلى الله عليه وسلم حذر من التعصب والغلو وقال: «أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»، وفي قوله: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ»، أي: المغالون والمتجاوزون في الأقوال والأفعال.

    الاكثر قراءة