الثلاثاء 14 مايو 2024

د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة: «العينى»... قصر الغلابة

23-2-2017 | 10:20

حوار: إيمان رسلان

لا يمكن أن نغلق الباب في وجه أى مواطن على أرض مصر.. والعيادة الخارجية بـ٥ جنيهات فقط

وضعنا لائحة للانضباط وحضور الأساتذة لقصر العينى.. ونجحنا في توفير اكثر من ١٢٠٠ عضو للكشف على الحالات يوميا

الداخل مفقود والخارج مولود، لعلها أشهر التعلقيات التى يعرفها المصريون عن هذا الصرح الطبي العريق ـ قصر العينى ـ ، ليس هذا فقط!، بل يعرفونه أيضا بـ «٥ ع» (الخمسة عين) وهى العيادة، والعروسة، والعربة، والعزبة، والمركز، فلابد أن تتحقق للأساتذة وأبنائهم فى قصر العينى هذه المقولات المتوارثة والتي هي أشبه بالبديهيات الأرسطية، والتي تعنى ألا تفقد الأمل أبدا فى إصلاح قصر العينى.

بل لعلنا نقول إن طلب الإحاطة الذي قُدم بمجلس النواب الشهر الماضى حول وجود مخالفات مالية فى قصر العينى فتح أعيننا على ضرورة اقتحام هذا الملف، بغض النظر عن أن كل طلبات الإحاطة والمخالفات كانت تخص الفترة ما بين عام ٢٠١١ وحتى عام ٢٠١٣.

وكما نقول، «رب ضارة نافعة»، فلعل طلبات الإحاطة هذه والحديث عن مخالفات، هو ما أعطى لنا الفرصة لنتعرف عما يحدث من خطوات الإصلاح داخل واحد من أكبر الصروح الطبية في مصر، وذلك من خلال حوارنا مع د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، الذي تحدث عن أفق تطوير قصر الغلابة، والدعم اللازم لاستمرار قصر العيني من أجل العطاء، فإلى نص الحوار:

 

لماذا يعاني قصر العينى من تكالب المرضى عليه والضغط الشديد من الزائرين؟

هذا التكالب من المرضى للحضور لقصر العينى هو ما أطلق عليه الميزة التنافسية لقصر العينى، بمعنى أن به قوة بشرية ضخمة ورائعة ومتنوعة فى الخبرات والتخصصات، ويأتي هذا التكالب بسبب توفر الكادر البشرى من الأساتذة داخل قصر العينى، فنحن لدينا كوادر وصل عددها إلى ٤ آلاف عضو هيئة تدريس، ما بين عضو هيئة تدريس متنوع، وعامل، وهيئة معاونة، وهذا عدد ضخم جداً للغاية يندر أن تجده عالمياً داخل كلية واحدة، وتاريخياً أساتذة قصر العينى امتازوا بالتميز العلمى فى تخصصهم الدقيق بل قد لا يعرف الكثيرون أن هناك طرقا طبية للعلاج عالمياً مسجلة بأسماء أساتذة من قصر العينى، لذلك يحدث التكالب على العلاج بقصر العينى؛ لأنه نادراً ما نجد أخطاء فى العلاج من جانب الأساتذة، بل قدرهم أنهم يعالجون أخطاء الآخرين، ولذلك نجد الضغط والطلب على أساتذة قصر العينى ثقة فى أسمائهم وأدائهم؛ وهذا جعلنا نفكر فى كيفية التطوير والإصلاح الهيكلى والإدارى لقصر العينى، خاصة أن الرئيس السيسى مهتم للغاية بهذا الملف، وكلف المهندس محلب، رئيس الوزراء الأسبق، قبل ذلك، ومن بعده المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء بضرورة الاهتمام بتطوير ملف الخدمة المقدمة من قصر العينى للمرضى، ولذلك كان اختيار فريق للتطوير قضية هامة، وتم بالفعل اختيار دكتور فتحى خضير، عميد طب قصر العيني، للقيام بهذه المهمة، ويعاونه فريق طبى أعمارهم تتراوح ما بين ٣٥ وحتى ٥٠ عاماً، أى يملكون الطاقة للعطاء والتطوير، وذلك تحت إشراف الأساتذة الكبار؛ لأننى أعتقد دائماً أن التطوير الحقيقى يبدأ بالأفكار والرؤية، ثم يأتى فى المقام الثانى كيفية توفير الموارد اللازمة للتطوير؛ لأن الواقع كشف أن لدينا كوادر مؤهلة فى إدارة المستشفيات وتطويرها، ولديهم أفكار لذلك ينقصها التطبيق على أرض الواقع.

لكن الكثيرين يخشون أن يكون هذا التطوير لصالح العلاج بأجر وليس العلاج المجانى وأن تتقلص نسبة علاج الفقراء؟

المشكلة الحقيقية لدى قصر العينى هو الضغط والطلب الكبير عليه، ونحن لا يمكن أن نغلق الباب في وجه مواطن أو حتى شخص مقيم على أرض مصر فنحن لا نسأل أحدا عن بطاقته، و٩٥٪ فى العلاج فى قصر العينى مجانا وبالكامل، ونسبة ٥٪ فقط منه هى من العلاج بأجر، وهذه النسبة التى تصرف وتمول الصرف على العلاج المجانى، ومستشفى الحوادث بقصر العينى يستقبل المئات والآلاف من الحالات اليومية من دون أن نغلق الباب أمام أحد؛ لأن قصر العينى هو الملاذ الأخير للمواطن لتلقى العلاج، لذلك فالجامعة هى التى تضخ الأموال والاستثمارات لقصر العينى، فنحن لا نغلق الباب أبداً فى وجه العلاج المجانى والعيادة الخارجية كشفها مازال بـ٥ جنيهات فقط، ونضخ دائماً أموالاً له لأن مشكلة موازنة قصر العينى هى فى توفير مستلزمات العلاج.

لكن هناك من يشكو من المرضى من أنه يُطلب منه مثلاً أن يحضر العلاج من الخارج؟

بالفعل هذا يحدث ونعترف به؛ ولكننا نطلب مثلاً شراء شاش أو مضاد حيوى، فى مقابل أننا نوفر بالمجان تماماً الأدوية الرئيسة الأساسية، التى تساعد على استمرار حياة المريض أو إنقاذ حياته مثل حقن الجلطات وغيرها، فمثلاً من يحضر فى حادثة أو غيبوبة أو غيرها، كيف سنطلب منه ثمن العلاج، فنحن نوفر الأساسيات المهمة والملحة، فنحن لا نحول لقصر العينى إلى التشغيل الاقتصادى أو بالأجر.

من المعروف أن العثور على أستاذ بالتخصص فى قصر العينى هو الشكوى الرئيسة للمتردد على قصر العينى بل بعضهم لا يحضر أصلاً للكلية؟

نعم، هذه هى أكبر المشكلات التى كانت تواجه الإصلاح بقصر العينى، وكثيراً ما قابلت على الأبواب المرضى والأهل يشكون غياب الأساتذة والمتخصصين، ودرسنا الأمر وعملنا تغيرات ووضعنا لائحة للانضباط والحضور لقصر العينى، هذه اللائحة تُلزم الأساتذة بالحضور عدد من المرات أسبوعياً للكلية، بل إنه لمزيد من التشدد وضعنا قواعد للدخول من بوابة قصر العينى بحيث لا يدخل إلا سيارات أعضاء هيئات التدريس، وحالياً وصلنا لمعدل جيد نوفر فى صورته الأدنى ١٢٠٠ عضو هيئة تدريس للكلية كل يوم، ويندر الآن ألا تجد متخصصين من الأساتذة، لأني كما قلت لن يهم الإصلاح بدون توفر الكوادر البشرية التى هى رأس مال قصر العينى وميزته التنافسية.

هناك دراسة أجريت تقول إن التوريث للمناصب قضية واضحة فى قصر العينى؟

نعم، والكل يعلم ذلك، أعتقد أن ذلك كان لعيوب فى نظام الامتحان نفسه والقياس بناء عليه وتحديداً فى امتحانات الشفوى، وباب المجاملات مشهور جداً بقصر العينى، ومع التطوير كان من أهم المهام الرئيسة له، هو وضع نظام امتحانات شفاف يساوى بين الجميع أولاً أساتذة وغيرهم، وتم ذلك بالفعل عن طريق تغيير نظام الامتحان وأن يكون كله عن طريق الكمبيوتر بحيث لا يعرف الممتحن اسم الطالب أو يعرف الطالب الأسئلة مسبقاً، هذا التطوير سيساعد إلى حد كبير أن يكون التعيين والتفوق طبقاً للكفاءة ومجموع الدرجات؛ لأن التطوير لن يجد صدى أو دعما من المجتمع إلا إذا تم بشفافية تامة وللجميع من خلال نظام الامتحانات.

إلى أين وصلت حملة التبرعات لأبو الريش؟

الحملة مستمرة حتى الآن، ورغم كل الجهود، فإن حجم التبرعات حتى منتصف يناير الماضى وصل إلى ١٧ مليون جنيه نقداً، بجانب التبرعات العينية، ولذلك دعمنا المستشفى بـ١٥ مليون جنيه وأجهزة أخرى، خاصة أن تعويم الجنيه أثّر على أسعار المستلزمات الطبية.

    Dr.Radwa
    Egypt Air