الأحد 19 مايو 2024

تضم ٥٢ حضّانة و١٢ جهاز تنفس على أحدث المعايير العالمية الحضّانات.. عين تحرسُ المُبتسرين

23-2-2017 | 10:50

تحقيق: أشرف التعلبي

 

 

«عايزين والنبى حضانة لابني. لسّة مولود حالا. الحالة حرجة. هل ممكن توفروا لنا مكان من فضلكم». دائمًا ما يكون الردّ هو «والله مفيش حضانات. روحوا شوفوا فى المستشفيات الخاصة». حوار يمرّ دائمًا على مسامعنا من أقارب أو أصدقاء. هناك مشكلة نقص حضانات فى المستشفيات الحكومية فى مصر والحضانات فى المستشفيات الخاصة نار.

رغم كل هذا، تأتينا أنباء سارة من قصر المصريين. تحديدا من مستشفى النساء والتوليد بقصر العينى التى تشهد طفرة كبيرة، لما تحتويه المستشفى من وحدتين للأطفال المبتسرين بهم ٥٢ حضانة و١٢ جهاز تنفس طبقا للمعايير العالمية وبأحدث المواصفات.

منذ سنوات كانت نسبة نجاة الأطفال المبتسرين قليلة جدًا، بسبب ضعف الإمكانيات الطبية، أما الآن فنسبة النجاح تصل إلى معدلات كبيرة، ومع ذلك فهى بالطبع تتفاوت وتقل كلما ولد الطفل مبكرًا أكثر من سبع أشهر وأقل.

ولمن لا يعرف معنى الأطفال المبتسرين فهم الأطفال الذين يولدون قبل ميعادهم سواء بسبب عملية جراحية لازمة أو لسبب طبيعي، فيكونوا أقل اكتمالًا فى النمو فى كثير من الأعضاء المهمة، أو حتى هؤلاء الذين يولدون فى ميعادهم ولكن فى ظروف صعبة وغير مكتملين.

فى البداية يقول الدكتور أحمد محمود، أستاذ أمراض النساء والتوليد مدير مستشفى النساء والتوليد بقصر العينى، إن مستشفى النساء جزء من الصرح الطبى الكبير «قصر العينى»، وهو من أقدم المستشفيات ومن أوائل المستشفيات التى تم تأسيسها مع قصر العيني، وهو من الأقسام القديمة جدا، وكان تخصص النساء والتوليد من العلوم الأساسية بطب قصر العينى.

وأضاف «محمود»: نحن لسنا مثل أى مستشفى عادي، لأننا نقدم رعاية صحية متكاملة للحالات الصعبة، وهذا ما ننظر إليه دائما، حيث إن الوحدات الصحية بالقرى تقدم الرعاية الصحية الأولية، ولو كانت الحالة تحتاج لغرفة عمليات تذهب لمستشفى مثل مستشفيات وزارة الصحة فى المدن، وهذه المستشفيات ليس من الضرورى أن يكون بها بنك دم، أو أن تقوم بإجراء العمليات المعقدة، وبالتالى تسمى الرعاية الثانوية، أما قصر العينى يقوم بإجراء العمليات المعقدة، وقليلا جدا ما تجد فى مصر ما يسمى بالرعاية المعقدة، كما أننا نقدم رعاية متكاملة جدا، وبالتالى الحالات التى تتردد على المستشفى ليست حالات الرعاية الأولية أو الرعاية الثانوية، إنما تأتى الحالات المعقدة جدا جدا، والتى تأتى من كل المحافظات، من أقصى الصعيد والدول العربية، وهناك حالات سورية وسودانية ويمنية وأفارقة وغيرهم.

وفيما يخص الحضانات، أوضح «مدير مستشفى النساء والتوليد بقصر العينى» أن هناك ٥٢ حضانة، على وحدتين، هناك وحدة قديمة بها ٢٦ حضانة، وأخرى أنشئت حديثا والتى افتتحها الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة والسفير السعودى أحمد قطان منذ شهور قليلة، وبها ٢٦ حضانة جديدة، وبالتالى أصبح عدد الحضانات ٥٢ حضانة، وهذا الرقم غير موجود فى أى مستشفى فى مصر كلها، وأى مستشفى عندما يكون قويا يكون به ٢٠ حضانة، بالإضافة إلى ٣ أجهزة تنفس صناعي، لكن لدينا بوحدة الحضانات ٥٢ حضانة و١٢ جهاز تنفس صناعي. حيث نستقبل ١٥ ألف حالة ولادة فى السنة، بمعدل ٧٠ إلى ٨٠ حالة ولادة يوميا، و ٥٠٪ منهم عمليات قيصرية، أى نقوم بإجراء ٣٥ عملية قيصرية كل ٢٤ ساعة، وهذا يحتاج إلى إمكانيات كبيرة جدا، وهذا يقوم به فريق عمل متميز جدا، وليس هناك مستشفى تستقبل ١٥ ألف حالة ولادة سنويا فى العالم كله، والأهم أن كل العمليات التى قمنا بها هى عمليات معقدة وليست سهلة.

وأشار إلى أن مستشفى النساء والتوليد يتميز بوجود حضانات على أعلى مستوى بفريق طبى متميز جدا، ونحن فى حاجة لحضانات أكثر من ذلك، لمواكبة ارتفاع النسب، حيث إن المعدلات الطبيعية فى العالم لحالات الولادة للأطفال المبتسرين هى من ٧-١٠٪ الذين يحتاجون حضانات، وبالتالى يحتاج ١٥٠٠ طفل سنويا لحضانات ، هذا فى حالة أننا مركز طبيعى ولا نستقبل الحالات المعقدة، لكن نحن بشكل مباشر نستقبل الحالات المعقدة من جميع المحافظات التى تحتاج لحضانات،وبالتالى تصل النسبة إلى ٢٠٪، وهناك تزايد فى المعدلات التى تحتاج لحضانات، لأننا المركز الرئيسى الذى يستقبل الحالات المعقدة فى مصر.

وأضاف «محمود» أن زيادة نسبة الأطفال المبتسرين، لعدة أسباب أهمها: عمل الأمهات والإجهاد الذى يتعرضن له مما يسبب ولادة مبكرة، والسبب الآخر تدخين المرأة وهذه النسب زادت فى الآونة الأخيرة وهذا يسبب الولادة المبكرة أيضا التى تحتاج لحضانات، ثالثا أطفال الأنابيب، وكلما زادت نسبة التوأم زادت نسبة الولادة المبكرة فزادت الحاجة لحضانات، ومن هنا نؤكد أن نسبة أطفال الأنابيب فى مصر زادت أيضا ويوجد لدينا مركز لأطفال الأنابيب بقصر العينى، وبالتالى كان لابد من زيادة عدد الحضانات، لمواجهة زيادة النسب، والوحدة الجديدة للحضانات التى بها ٢٦ حضانة تعد من أفضل الحضانات فى مصر. والحالات التى تحتاج لحضانات فى قصر العينى أعلى بكثير من المعدلات العالمية.

ويوضح مدير المستشفى «لو قمنا كل يوم بإنشاء حضانات جديدة سنكون فى حاجة لحضانات إضافية، لزيادة نسبة المبتسرين للظروف التى تحدثت عنها سابقا، فالولادة الطبيعية أن تكمل الحامل حملها إلى ما بعد النصف الأول من الشهر التاسع، وما قبل هذا التاريخ يعد ولادة مبكرة تحتاج لرعاية خاصة وتزيد من احتمالات الحاجة لحضانة.

ويستطرد: هناك تنسيق تام مع مستشفى ابوالريش للأطفال والمسئول عن وحدة الأطفال أستاذ من أبوالريش ومدير الوحدة من أبوالريش، وهناك حالات يتم تحويلها إلى مستشفى أبوالريش، وفى الحقيقة أبوالريش تتحمل عبء أطفال مصر، لأنها تستقبل كافة الحالات مجانا وهى حالات معقدة أيضا، وكثرة التردد على المستشفى وزيادة الحالات يؤكد على ثقة الناس لأنها مؤشرات نجاح، حيث إننا نقوم بالكشف على ٦٠٠ حالة يوميا فى العيادات الخارجية نساء وتوليد، بالإضافة إلى الاستقبال والطوارئ. مضيفا: نحن نحتاج لتمريض وأيضا لعمال، فهناك نقص فى التمريض، خاصة وأن تمريض الرعاية له مميزات خاصة. منبها إلى أن الحضانات الموجودة بقصر العينى هى أحدث حضانات، وكل شىء مجانى ولا يدفع المريض جنيها واحدا، لأن مجانية قصر العينى هى حماية للفقراء.

وفى سياق متصل تؤكد الدكتورة ياسمين منسي، أستاذ مساعد بوحدة الأطفال المبتسرين، مدير إدارى وحدة الحضانات، أن مستشفى النساء والتوليد بقصر العينى هو أكبر مستشفى نساء فى مصر، وأحيانا تصل حالات الولادة إلى ١٠٠ حالة يوميا، وبالتالى هناك عدد كبير من الأطفال يحتاجون حضانات، ونحن لدينا ٥٢ حضانة وأيضا غرفة مجهزة فى حالة زيادة عدد الأطفال، والوحدة الجديدة مجهزة منذ ٦ أشهر على أحدث معايير عالمية من حضانات وأجهزة تنفس وأجهزة أشعة وغيره، كما أننا لدينا الوحدة الوحيدة فى مصر للتغذية الوريدية، لتوفير محاليل لوحدتي قصر العينى وأيضا وحدة المبتسرين بمستشفى أبوالريش.

وفيما يخص الكوادر المسئولة عن الوحدات، قالت: هم أعضاء هيئة التدريس بطب قصر العيني، ما يقرب من ٥٠ عضو هيئة تدريس، بالإضافة إلى مرور نواب مدير المستشفى، كما أن الأجهزة الموجودة بالوحدات هى أحدث أجهزة فى العالم، وكل الأجهزة مستوردة من أمريكا وألمانيا، حتى فريق التمريض يتميز بكفاءة عالية جدا.

وأضافت «منسي» أن ١٢٠ طفلا تقريبا يحتاجون لحضانات كل شهر، وهناك طفل يظل يوما واحد فى الحضانة ويخرج وآخر يستمر إلى ٣ أشهر، ومثلا نستقبل طفلا مبتسرا وزنه ٨٠٠ جرام يستمر بالحضانة حتى يصبح وزنه ١٦٠٠ جرام تقريبا حيث إن الطفل المبتسر يعانى من نقص نمو فى الأجهزة خاصة الرئتين، موضحة أن المستشفى تستقبل حالات كثيرة جدا من كافة أنحاء الجمهورية، الذين لديهم مشاكل فى الحمل أو فى الجنين، فمعظم الحالات التى نستقبلها هى حالات معقدة، تحتاج لرعاية خاصة.