الخميس 4 يوليو 2024

بدعم الجامعة والمجتمع المدنى أبو الريش .. أطفالنا تعيش!

23-2-2017 | 10:53

تحقيق: إيمان النجار عدسة: إبراهيم بشير

على خلفية التسليط الإعلامى على الأزمات التى يعانى منها، والمطالبة بإلحاقها بقطار التطوير، دخل مستشفى أبو الريش «اليابانى» مؤخرا على خط التطوير، وبدأت إدارته فى اتخاذ خطوات جادة، للتطوير، وسط دعم إعلامى كبير حاز عليه المستشفى، الذى يستقبل ما بين ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ طفل يوميا، من مختلف محافظات الجمهورية، منها الحالات البسيطة ومنها الحالات المعقدة.

بداية قالت الدكتورة رانيا حجازي، أستاذ قلب الأطفال، مديرة مستشفى أبو الريش الجامعي التخصصي «الياباني»: المستشفى واحد من المستشفيات التابعة لكلية الطب بجامعة القاهرة، وتم بناؤه بمنحة من اليابان عام ١٩٨٣، وتبلغ طاقته الاستيعابية ٤٥٠ سريرا منها ١١٣ سرير رعاية مركزة ، ويعد المستشفى أكبر مستشفى تخصصي للأطفال في الشرق الأوسط، يتردد يوميا عليه ما بين ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ طفل منها استقبال وطوارئ وعيادات خارجية، ويجري به ١٤ ألف عملية جراحية سنويا في جميع تخصصات الجراحة الدقيقة، منها جراحات قلب ومخ وأعصاب ومسالك بولية والرمد والعظام ، وجزء كبير مخصص لمرضي القلب، فعلي سبيل المثال يتم إجراء نحو ألف قسطرة علاجية وتشخيصية سنويا، هذا إلى جانب وحدة ذات طابع خاص جدا وتستقبل الحالات التي تحتاج لتدخلات جراحية دقيقة جدا وأوزانهم قليلة، وهي جراحات حديثي الولادة تضم ٢٤ حضانة ودائما كاملة العدد، وهذه الوحدة يتميز بها المستشفى.

وأكملت بقولها: طلبة كلية الطب الذين يتخصصون في طب الأطفال لابد أن يمروا على المستشفى للحصول على التدريب العملي، وبعد التخرج يتم تسجيل رسائل الماجستير والدكتوراه مع أساتذة في المستشفى وهذه ميزة المستشفى، أيضا من يخدم به هم أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب، فلدينا نحو ٢٥٠ عضو هيئة تدريس ولا توجد مشكلة في عدد الأطباء، لكن المشكلة الأساسية والكبرى التى يعانى منها المستشفى تتمثل في عدد التمريض، فلدينا نحو ٧٠٠ ممرضة منهن ٤٠٠ ممرضة تعملن فعليا، ونحو ٣٠٠ ممرضة في إجازات لأسباب مختلفة، ونحتاج علي الأقل لـ١٢٠٠ ممرضة، فالعجز يصل لنحو ٨٠٠ ممرضة، وهذا تحدٍ كبير في تقديم الخدمة، خاصة مع تضاعف طاقة المستشفى خلال السنوات الأخيرة.

وبررت «د. رانيا» أزمة التمريض، بقولها: أحد أسباب اتجاه الممرضات للحصول على إجازة من العمل، يرجع إلى رغبتهن فى الالتحاق بالقطاع الخاص، فـ«الشيفت» فى القطاع الحكومى يتم احتسابه بـ٦٠ جنيها، فى حين أن القطاع الخاص يدفع ٢٠٠ جنيه، وهذا فارق كبير جدا، ومرتبات التمريض حاولنا حلها لكن كل شيء له سقف بالذات في الأماكن الحكومية، والبديل أننا نوفر تمريضا بالتعاقد ونوفر رواتبهم من التبرعات، وهذا بعض الأماكن لا تعمل بالطاقة الاستيعابية الكاملة، لعدم توافر تمريض منها وحدة جراحات حديثي الولادة، فطاقته الاستيعابية نحو ٣٦ وما نستطيع تشغيله هو ٢٤ حضانة فقط لعجز عدد التمريض، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل ممرضة سريرين، في حين أن المفترض في هذه الحالات الحرجة وفي الرعايات يكون هناك ممرضة لكل حضانة.

وعند الحديث عن الميزانية السنوية للمستشفى، قالت: تبلغ ميزانية المستشفى نحو ١٥ مليون جنيه سنويا، ونحتاج علي الأقل لنحو ٦٠ مليون جنيه هذا للمستهلكات والأدوية وكل شيء بخلاف المرتبات، ويتم تعويض هذا العجز البالغ ٤٥ مليون جنيه من التبرعات، ففي العامين الأخيرين وجدنا وعيا أكبر بدور المستشفى من قبل أهل الخير والمتبرعين ومؤسسات المجتمع المدني.

«د. رانيا»، تحدثت أيضا عن خطة تطوير المستشفى، حيث قالت: لدينا خطة شاملة لتطوير المستشفى لإعادة وضع المستشفى من ناحية البنية التحتية، وتعاونت معنا القوات المسلحة في البدروم وتنكات الأكسجين، ونريد مزيدا من الوعي ومساهمة المتبرعين في المشروعات الكبيرة بالمستشفى، مثل: تطوير قسم الجراحة والقلب، نريد تعاونا أكبر من قبل كلية التمريض ويكون المستشفى من أولويات توجيه التمريض لسد العجز لدينا، نريد مزيدا من دعم المجتمع المدني، فيوجد دعم والتبرعات تساهم بثلثي حجم الإنفاق علي الخدمة ولكن بزيادتها سوف تتضاعف الخدمة المقدمة، وسوف تقل الشكاوي وتقل قوائم الانتظار، وأكثر تخصص به قوائم الانتظار هو جراحة القلب والصدر، ففي اليوم تجري حالتين، خمسون في الشهر والمفترض تصل إلى ٧٥ شهريا لتقليل قوائم الانتظار.

فى سياق ذى صلة، قالت الدكتورة هناء راضي أستاذ مساعد طب الأطفال، نائب مدير المستشفى للشئون الإدارية: دخل المستشفى في خطة تطوير اضطرارية وعاجلة، وأصبح هناك اهتمام ومراقبة باستمرار، سواء من قبل المسئولين، وفي مقدمتهم الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة، والدكتور فتحي خضير عميد كلية الطب علي تواصل دائم ويتابعون الوضع، إلى جانب الاهتمام الإعلامى، وهذا يعطي حالة من العزم والنشاط لإدارة المستشفى للعمل أسرع وهذا لم يكن موجودا من قبل.

نائب «الشئون الإدارية»، واصلت حديثها قائلة: الخطة تشمل المصاعد، والبنية التحتية من سباكة وصرف وكهرباء وشبكة الغازات والأمن والسلامة شاملا الإنذار والحريق، وأضيف عليهم وعد الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة بتوفير جهاز رنين مغناطيسي، كل هذه الأمور قيد الإجراءات الورقية، وهذا الجهاز مهم جدا؛ لأنه لا يوجد غير جهاز واحد بقصر العيني يخدم ٩ مستشفيات، وتوافره معناه منع خروج الطفل من المستشفى وهو في حالة غيبوبة مثلا، إلى جانب أنه سيعمل على سرعة التشخيص بمعنى أنني لن أنتظر أسبوعا، كما كان يحدث من قبل ليأخذ الطفل دوره لإجراء الأشعة، والرنين نحتاجه في تشخيصات كثيرة جدا، فمثلا الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب قبل إجراء القسطرة لهم يحتاجون لعمل رنين علي مستويات دقيقة لرؤية وضع الشرايين، بخلاف رنين المخ، كذلك رنين علي فقرات العمود الفقري وغيرها من العيوب الخلقية المنتشرة بين الأطفال.

وأوضحت أيضا أن «المصاعد بعد وقوع حادث المصعد في منتصف ديسمبر الماضي وبحمد الله لم يصَب أحد، وبتوجيهات إدارة الجامعة دخلت هي الأخرى حيز التطوير، وقدمت الشركة وأجرت المقايسات وننتظر خروج المخصصات المالية من الجامعة للجهة المنفذة وهذه إجراءات ورقية، بالنسبة لشبكة الغازات تم إنهاء كل الإجراءات وستدخل حيز التنفيذ، أيضا مواسير البخار كان بها مشكلة، بالنسبة للمشروعين الآخرين هما رفع كفاء التكييف المركزي ويتولاه جهاز الخدمة الوطنية، وننتظر العرض الكامل لها لتحديد المخصصات المالية لها، المشكلة حاليا في مشروع الإطفاء والحريق أنه بعد أن رسيت المناقصة علي إحدى الشركات وحدث تعويم الجنيه الشركة التنفيذ لارتفاع الأسعار، ولعمل أمر توريد جديد لشركة أخري يحتاج لفسخ التعاقد مع الشركة الأولى، وهذا للأسف يتطلب وقتا.

واستطردت الدكتورة هناء: بالنسبة للمشروعات التي ستدخل الخدمة منها مشروع تطوير وتجديد لرعاية قلبية في الدور الثالث، طاقتها خمسة أسرة رعاية مركزة قلب حرجة وتدخل الخدمة خلال أيام، أيضا تم إنشاء معمل باثولوجيا جديد بأجهزته وهو مهم جدا، فأحيانا طفل أثناء الجراحة تؤخذ منه عينة لمعرفة مثلا نوع الورم والتعامل معه في نفس الوقت بدلا من قفل العملية ثم الفتح بعد ذلك، وبدأ العمل بالمعمل منذ ثلاثة أسابيع أو أكثر، وأجريت نحو ٦ عمليات بالاستفادة بهذا المعمل، وتكلفته لم تتعدَ نصف مليون جنيه، وهذا المعمل مفيد في أي حالة يحتاج الجراح إلى اتخاذ قرار أثناء العملية بشأن استئصال جزء أم كل، وفي مقدمتها الأورام، أيضا عينات العضلات لقسم الأعصاب بمستشفى أبو الريش «المنيرة « فالمستشفيان مكملان لبعضهما بعضا، ومتوقع أن يرعي هذا المعمل بيت الزكاة والصدقات المصري، أيضا قسم القلب كله سيدخل التطوير ونحن في مرحلة الرسومات والتعاقد مع الشركات، وكذلك قسم الجراحة وهذا كله يحتاج لمزيد من التبرعات.

بالنسبة لقوائم الانتظار، قالت: بدأنا في محاولة تقليل الأعداد من خلال العمل يوم العطلة «الجمعة» للعمل في الحالات المتأخرة لزيادة طاقة العمل لعمليات اليوم الواحد التي تحتاج لحجز، وبدأنا منذ أول شهر يناير، عمليات الرمد ٤٥ حالة منهم ٣ حالات زرع قرنية، ٤٢ حالة عيوب في مجري البول، أيضا أجرينا ٨٠ عملية فتاق ، يوم ١٠ مارس مقرر إجراء حالات قلب مفتوح والأطباء متحمسون للعمل، والأهالي سعداء جدا، فمثلا لو طفلا موعده بعد عدة أشهر وتجدنا نتصل بها للحضور لإجراء الجراحة أمر يسعدهم.

وتابعت حديثها بالإشارة إلى الأزمات التى يعانى منها المستشفى، وقالت: لدينا ١١٣ سرير رعاية مركزة ما بين رعاية قلب قبل وبعد العملية والباطني ومخ وأعصاب وغيرها من الرعاية المتخصصة، ومتوسط تكلفة المريض في الرعاية ١٥ ألف جنيه قابلة للزيادة والنقصان، مشكلة أخري أن المريض يظل وقتا طويلا في الرعاية وهذه المشكلة يمكن التدخل فيها وهذا ما نريد مساعدة المواطنين فيه، فمثلا الممرضة تعمل علي ثلاثة أسرة وهذا غير جيد، لكن لو متوفر ممرضات أحدد ممرضة لكل طفل، وقتها ستكون الرعاية أفضل وستقل مدة بقائه فى الرعاية، وبالتالي أضع مكانه طفلا آخر، ويكون الأمر كأنني ضاعفت عدد الأطفال بدون زيادة عدد الأسرة، أيضا المضادات الحيوية مشكلة أخري، فمن الممكن أن عدم إعطاء الطفل المضاد الحيوي الملائم يزيد مدة بقائه، ولماذا لا نعطيه الملائم لأننا ننتظر تحليلا يسمي «مزرعة»، فهو الذي يحدد نوع المضاد الحيوي الملائم، ولكن يستغرق وقتا علي الأقل خمسة أيام، وإذا توافرت الأموال يمكننا توفير تكنولوجيا للمعمل أحدث تستغرق يومين فقط، وبالتالي أبدأ في إعطائه المضاد الحيوي المناسب بشكل أسرع، لكن الفكرة أن المتبرع يحدد المكان الذي يتبرع فيه، فالأماكن المهملة المعمل والأشعة والمطبخ من الأماكن المهملة من جانب المتبرعين، فالمتبرع يريد صدقة جارية يضعها في سرير رعاية أو حضانة وكذلك في الأدوية.

وواصلت: لو ترك لي حرية توجيه التبرع سوف أستغله في الأماكن المهملة مثل المعمل والأشعة علي سبيل المثال، فالمطبخ علي سبيل المثال مهمل جدا ومنذ عام ونصف العام جهزنا رسومات لتجهيزه وتطويره، ولكن ننتظر الإمكانيات المادية، فيوجد ما يسمي بالتغذية العلاجية، فالمفترض علاج الطفل عن طريق الأكل، وكل طفل بمرضه له أكل معين، فالأكل يتطلب أن يخرج بطريقة مناسبة، تمكنا من تحقيقه مع أطفال الرعاية الذين يتلقون التغذية عن طريق خرطوم بالأنف، لكننا نحتاج تجديد الثلاجات وتقسيمها، وننتظر البدء بمرحلة تجهيز المطبخ فالرسومات منذ عام ونصف العام كانت التكلفة المتوقعة وقتها نحو ٤.٥ مليون جنيه، والتجهيز مهم، عربية نقل الأكل المفترض عربية مخصصة بها أرفف، الساخن يظل ساخنا والبارد يظل باردا، لكن لدينا عربية تشبه السحارة نضع فيها كل الأكل، المطبخ تجهيزه في غاية الخطورة؛ لأنه أثناء العمل سوف أوفر الأكل في طريق أخري، ولا يتم مثلا البدء بالتجهيز السهل.

وأكدت أيضا أنه خلال الفترة الماضية اتخذت الجامعة خطوة مهمة وهي توفير جهاز رنين مغناطيسي لخدمة مستشفيات أبو الريش، فلو المريض يحتاج لرنين إما يخرج بالطفل ويجريها على نفقته الخاصة في مراكز أشعة، أو يتوجه لقصر العيني ليحجز دورا لا يقل عن أسبوع؛ لأنه جهاز واحد يخدم ٨ مستشفيات، وغالبا الطفل الذي يحتاج لرنين يكون في غيبوبة ويتم نقله عبر الشوارع ويحتاج لتنفس مثلا، كلها أمور مهمة، وتوفير جهاز رنين خطوة مهمة وإيجابية؛ لأنه سوف يساعد في التشخيص السريع وبالتالي التدخل السريع دون الانتظار وتأخر الحالة والتدخل المناسب، وكان هو أهم جهاز ناقص في قسم الأشعة».

وتعقيبا على المشهد المتكرر بافتراش الأهالي للأرض أمام المستشفى قالت « د.هناء»: المشكلة أنهم يحضرون من أماكن بعيدة ونجدهم ينتظرون أمام المستشفى، ومن يحضر من المحافظات توجد جمعيات أهلية تقدم خدمة لتوفير سكن للأمهات أثناء وجود أطفالهم في الحضانة، وكمستشفى لا أقدر أوفر للأم سريرا؛ لأن لو وفرت لها معناه حرمان طفل آخر من سرير لذا نجدهم يجلسون أمام المستشفى وهذا مردوده للضغط علي المستشفى».

فى سياق ذى صلة، قال الدكتور خالد حسين بهاء الدين أستاذ جراحة الأطفال، رئيس وحدة جراحة حديثي الولادة، نائب مدير المستشفى لشئون الجراحة: مستشفى أبو الريش يرمز لأصل الرعاية الصحية للطفل في مصر، وكان أول مستشفى عام ١٩٢٣ ليكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ونحو ٨٠ في المائة من أطباء الأطفال وجراحي الأطفال بالتأكيد مروا علي المستشفى باعتباره جزافيا تدريبهم، ثم أنشئ « المستشفى أبو الريش الياباني « عام ١٩٨٣ استقبل نحو ١٢ مليونا و٥٠٠ ألف طفل خلال هذه السنوات، وهو أكثر مستشفى متكامل لأي طفل، بمعني أن أي طفل لو احتاج لخدمة طبية واحتاج لأي تخصصات طبية أو جراحية يجده وبها كل التخصصات وهذه ميزة، الميزة الأخرى أن المستشفى به أكبر وحدة رعاية لحديثي الولادة في مصر وطاقتها ٢٨ حضانة، أيضا بها كل الخدمات المتكاملة، فالطفل الذي يدخل لا يحتاج لأي مكان آخر، ففي حالات عيوب خلقية يحتاج لأكثر من تخصص وهذا متوفر.

نائب «الجراحة» أكمل قائلا: للأسف نتيجة كل هذه المزايا المستشفى عليه ضغط كبير جدا، ونحاول قدر الإمكان خدمة أكبر عدد من الأطفال المحتاجين للجراحة، وفي نفس الوقت لدينا محاذير منها أننى لا أستقبل طفلا لا أستطيع تقديم الخدمة له، لعدة أسباب فأول تعاقد مع المريض أن أقدم له الخدمة الصحية، وأكبر عائق أمامنا في التوسع في استقبال عدد مرضي أكبر هو عجز التمريض، فعدد التمريض مشكلة قومية فعدد المقبلين علي مهنة التمريض فيه نقص من ٣٠ إلى ٤٠ في المائة بسبب ثقافة المجتمع، بخلاف أن من بين المقبلين يتجهون للعمل في القطاع الخاص أو السفر، التمريض اعتبرهم «أبطالا» ولا يأخذون التقدير المستحق لهم ، فالتمريض في المستشفى الحكومي يعمل أضعاف الساعات المحددة له ويناظر عددا من المرضي أكبر بكثير من المفترض متابعته وبمقابل مادي قليل زهيد جدا؛ لذا لابد من وضع كل هذه الأمور في الاعتبار عند تقييم الخدمة الطبية الذي يقدمها، وأي نتيجة رعاية صحية معتمدة بالأساس علي التمريض.

وواصل حديثه: قوائم الانتظار بها مشكلتان، الأولي تتمثل في أن الطاقة الاستيعابية غير كاملة بسبب قصور في عدد التمريض والمستهلكات والإمكانيات، لكن العنصر البشري هو الأهم لأنه ممكن توفير المستلزمات من تبرعات، وكل هذا ممكن يتوفر ونقف لعدم وجود العنصر البشري، والثانية مرتبطة بأن المستشفى ضحية سمعته الجيدة في تخصص الأطفال سواء العلاجي أو الجراحي، بمعني أن الإقبال كثير ورغم شكاوي البعض التي نقدرها ونلتمس لهم العذر فيها؛ إلا أن المستشفى ملاذ الأطفال في مختلف أنحاء الجمهورية».

وقال: لدينا ٨ جامعات بها أقسام أطفال وتم تدريب الأطقم بها، ولكن مازالت ثقافة لدى المواطن هو تلقي الخدمة في أبو الريش، وهذا يشكل ضغطا كبيرا، ففي العام الماضي استقبل المستشفى نحو ٣٩٠ ألف طفل العام الماضي فقط سواء ترددا أو حجزا أو جراحة وهذا رقم ضخم، فالمريض مقتنع بتلقي الخدمة في أبو الريش حتي لو متوفرة في مكان آخر، من بينها تم إجراء نحو ١١ ألفا و٦٠٠ حالة جراحة بالمستشفى، منها ٤٨٠ جراحة قلب مفتوح وهذا أكبر رقم في جراحات قلب الأطفال، ١٢٠٠ جراحة رمد أطفال، ٨٠٠ حالة جراحة مخ وأعصاب، و٣ آلاف جراحة طارئة أي كان التخصص للأطفال الأكبر سنا، ونحو ٦٨٠ حالة جراحات لحديثي الولادة وتكون طارئة في أول ٣٠ يوما من العمر».

جزء من الحل - حسب قول الدكتور خالد- يتمثل فى إعادة توزيع الأحمال، فالمفترض المستشفى يأخذ جزءا من الحالات وليس الكل، فمثلا الحالات البسيطة أو جراحات اليوم الواحد، لو أنا كمستشفى استقبل هذا الكم من الحالات فهذا معناه تقصير في أدوار أخرى رئيسة سواء البحثية أو الحالات الحرجة أو الصعبة، ويساعد في ذلك التوعية بأن بعض هذه الخدمات العلاجية تقدم في أماكن أخري بخلاف أبو الريش، وإذا كانت هذا سياسات العامة فالجزء الخاص بالمستشفى هو زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفى من خلال زيادة عدد التمريض وتدريب العاملين بالمستشفى لتقليل زمن حجز المريض في المستشفى، فأسرع دورة المريض في المستشفى وبالتالي دخول أطفال آخرين، فالطفل متوسط بقائه ١٨ يوما في رعاية جراحات حديثي الولادة، ولو نزلنا بالمتوسط إلى ١٢ يوما سوف أزود الطاقة الاستيعابية بنسبة ٣٠ في المائة، ونحاول في نفس الوقت تطبيق أنظمة حديثة في إدارة دورة المريض بتحويل الملفات للنظام إلكترونيا والفحوصات الإلكترونية أيضا، وهذا يوفر الأموال والوقت ويمكن توجيه هذه الأموال لخدمة أخرى».