السبت 27 ابريل 2024

ليلة «بلا صاحب»!!

مقالات31-12-2023 | 18:31

وكأنها ليلة "بلا سند" ولا حبيب ولا قريب؛ لمجرد أنها آخر الأيام؛ فلم يتعامل معها أحد كيوم يحمل تاريخ الحادى والثلاثين من ديسمبر فحسب، وقد يكون ذلك قدرها؛ الذى جعل دقات الثانية عشرة.. آخر لحظاتها نقطة فاصلة بين عام وآخر، ولم يلتفت الجميع أنها لحظة مرت وسيمر ما بعدها. 

ولذلك انقض عليها صناع السينما فى كل وقت يصنعون منها حدثا يختلف بمرور السنوات؛ ربما لم يكن فاصلا فى كثير من الأحيان .. لكنه دوما كان علامة لشيء ما؛ علاقة ستنمو أو بداية حب أو لقاء حب يجمع "شتيتين" لم يلتفتا أنه أصبح ممكنا؛ هكذا كانت "الليلة" قديما مجرد أضواء مبهرة تمتزج بعالم الألوان وتصحبها قصص حب منتظرة تراجع "العد"؛ بدءا من العشرة وانتهاء بالصفر معلنة بداية جديدة عادة ليست نهاية الأحداث؛ لكنه احتفال "رأس السنة" الذى اعتدناه فى الأفلام قديما فى الأربعينيات والخمسينات وربما بعض الستينيات، لذلك لم تره سوى أفلام قليلة كعالم خارج تقاليدنا وعاداتنا مثلما كان "ابن الفلاح" محمد عبد المقصود الشهير بيوسف بك وهبى الذى حارب الباشا ليكون نائبا فى البرلمان عام 1950 وجاء ب "الأفوكادو مديحة"، واستمرت تلك الحالة قليلا لتجعل من الطقوس علامة فارقة فى تاريخ الوطن والتأثر بثقافة الغرب.

ثم كان عالم الثمانينات الذى أطال النظر وجعلها تلخيصا لما لا يقال؛ مثلما جاء بها "الرجل المهم" مصطحبا زوجته  مع المخرج محمد خان عام 1987، وجعلها قادرة على البوح بأشياء أكثر.

وتطور الأمر فى التسعينيات ليصبح الفيلم بأكمله هو تلك "الليلة" القادرة بأطرافها وعلاقاتها وتفاصيلها أن تأتينا بأشياء أخرى، فقد اعتبرها البعض "المختصر المفيد فى الغوص لرصد حالة الوطن"؛ بل ربما مع انتظار يوم جديد، سنجد عالما مختلفا تتضح رؤيته وقد يصطحب "الحل".

وذلك مع جعل داود عبد السيد يراه "أرض الأحلام"،  وشريف عرفة "المنسى" وعاطف الطيب "ليلة ساخنة"، فقد جعله كل منهم نقطة فاصلة لن يصحبها تغييرات بل أداة رؤية التفاصيل التى عادت بذات الثوب عام 2020  فى فيلم "رأس السنة".

وهكذا ظلت الأعمال تصنع من الليلة "ناقوس" الأخطار الذى يقول  "احذروا"، ثم يمضى إلى حال سبيله.

Dr.Randa
Dr.Radwa