تراجع اليورو بالسوق الأوروبية اليوم، أمام سلة من العملات العالمية، ليعمق خسائره لليوم الثاني على التوالي أمام الجنيه الإسترليني، مسجلاً أدنى مستوى فى أسبوعين، بسبب توقعات قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة فى وقت مبكر هذا العام قبل بنك إنجلترا.

وتستند تلك التوقعات على التقدم الواضح فى معركة التضخم فى أوروبا، مع اقتراب وصول مؤشر أسعار المستهلكين الأوروبي للمستهدف عند 2% على المدى المتوسط، فى المقابل فمعركة التضخم ساخنة فى المملكة المتحدة، حيث لا يزال مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني بعيد عن الهدف.

وتراجع اليورو مقابل الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 0.8645 الأدنى منذ 20 ديسمبر الماضي،من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند 0.8670، وسجل أعلى مستوى عند 0.8670.

وفقد اليورو /الجمعة/ (29 ديسمبر) نسبة 0.2% أمام الجنيه الإسترليني، فى أول خسارة فى غضون الثلاثة أيام الأخيرة، بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح، بعدما سجل فى اليوم السابق أعلى مستوى فى خمسة أسابيع عند 0.8715.

وعلى مدار عام 2023 المنصرم، فقد اليورو نسبة 1.9% أمام الجنيه، فى ثاني خسارة سنوية فى غضون الثلاثة سنوات الأخيرة، حيث كان بنك إنجلترا أكثر عدوانية فى رفع أسعار الفائدة بالمقارنة بنظيره البنك المركزي الأوروبي.

وعقب اجتماع المركزي الأوروبي الأخير وتوالي البيانات الضعيفة فى أوروبا، تسعر الأسواق حاليًا تخفيضات بنحو 150 نقطة أساس فى أسعار الفائدة الأوروبية على مدار هذا العام.

ومن أجل إعادة التسعير يترقب المتداولون غداً الأربعاء صدور بيانات التضخم الرئيسية فى أوروبا لشهر ديسمبر، والتي إن جاءت لتوضح استمرار انحسار الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية الأوروبية، وتزيد من احتمالات خفض أسعار الفائدة بداية من مارس القادم.

وتسعر الأسواق حاليًا قيام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة البريطانية بنحو 125 نقطة أساس فقط فى 2024، بأقل من التخفيضات المتوقعة من البنك المركزي الأوروبي، وهو ما يدعم الجنيه الإسترليني فى الوقت الحالي.

ولا تزال معدلات التضخم فى المملكة المتحدة بعيدة عن المستهدف على المدى المتوسط عند 2%، وتحتاج إلى استمرار أسعار الفائدة البريطانية مرتفعة لأطول فترة ممكنة خلال العام الجاري.