تحل اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد الذى رحل عن عالمنا فى اليوم الثانى من يناير لعام 2021م، وترك أرثا فنيا على الساحة الفنية والدرامية فى مصر، فهو كاتب سيناريو وحوار يثير الجدل دائماً، ما بين اتفاق كامل معه، وترحيب حار بما يقدمه من أفكار درامية للسينما المصرية، التى تعد من أفضل وأجود ما يقدم على الساحة السينمائية اليوم.
وفى خلال السطور التالية نستعرض إليكم أهم ما جاء به الكاتب الراحل وحيد حامد فى حوار نادر فى فترة الثمانينيات من القرن الماضي مع مجلة الكواكب عن الأعمال المقتبسة ورأيه على ذلك، وكان هذا أبرز الأسئلة التى طرحت عليه حينذاك.
وفى سؤال وجه لوحيد حامد وهو "الجميع يتفقون على أن هناك مجموعة من الكوارث الحادثة الآن فى شكل هبوط الإيرادات وتساقط الافلام ؟
فأجاب الكاتب وحيد حامد قائلاً:"هذه رؤية خطأ وغير صحيحة، ولا يمكن التسليم بها بسهولة لأن أصحاب وجهة النظر هذه يقيمون الحادث الآن بما جرى فى السينما المصرية فى الفترة الماضية، حين راجت السينما رواجاً كبيراً جداً جعل من البعض مليونيرات بعد فيلم واحد فقط.
وأنا أرى أنه لم يكن رواجاً ولا نهضة سينمائية قدر ما كان فيضاناً كبيراً قلب كل الأوضاع رأسا على عقب ومضى لحال سبيله.....
لذا فأنا أسمى الفترة الماضية "فترة الهوجة السينمائية" التى كان ممكناً أن ينتج فيها أى إنسان فيلماً ويعرضه على الجماهير التى ترحب به لهياقته وسذاجته وهى الفترة التى ظهرت ولمعت فيها وجوه لم تكن لتظهر على الإطلاق لو أن الأحوال السينمائية غير مائلة بدرجة تصل إلى 180 درجة، ما حدث كان "هوجة" ولا يعتبر مقياساً إطلاقاً...
والحادث الآن هو المقياس الحقيقى للسينما المصرية، والعمل الجيد هو الذى يفرض نفسه على العقول والجيوب، أما العمل الردئ يتم رفعه بعد أيام من دور العرض.
_ فى الإجابة السابقة إدانة للجماهير لأنها أسهمت فى "الهوجة" بإقبالها على الردئ من الأفلام.... فهل الذنب ذنب الجمهور أم ذنب صناع وتجار السينما ؟.
الذنب فى المقام الأول ذنب المتفرج.. لأن مشاهد فترة الإنفتاح الاستهلاكى هو الذى خلق المنتج الجاهز الذى يلبى رغباته فى صنع سينما رديئة، ولم يحدث العكس، فلم يقم منتج جيد بخلق طبقات من المشاهدين لأن الإنتاج كله كان يغازل عقول وجيوب طبقات معينة ظهرت فى ظروف مريبة وغريبة...
ولهذا انسحب جمهور السينما الحقيقى المثقف، فلم يعد يذهب إلى دور العرض، ليترك الفرصة الكاملة لطبقة كاملة طبقت القول الشهير "الجمهور عايز كده" قاغرقت السوق بكمية من الهيافة لا مثيل لها...
وكان هذا تزاوجاً غريباً ومثيراً جمهور فترة يريد شيئاً معيناً، فظهر له المتج الذى قدم له مايريده وبصورة أكثر رداءة مما يريد الجمهور، ولهذا إنعكست الآية وتساقطت أفلام جيدة تماماً، سقطقت فى براثن الفشل الجماهيرى ونجحت فى سباق الإجادة الفنية، وحلقت أفلام وإذا شاهدتها وهى تمارس رياضتها.
ـ هل توافق مقدما على أية اتهامات قد توجه إليك ؟.
نعم... أوافق ، لأنه لايوجد الكاتب الذى تتميز أعماله كلها بالاجادة والعظمة وكل إنسان يخطئ ويصيب، يوفق ولا يوفق!!!
ـ إذن أنت متهم بالاقتباس من الآخرين بذكر المصدر حينا، وعدم ذكر المصدر أغلب الأحيان... لماذا الاقتباس من الأساس ؟
أنا أقتبس الأفكار العظيمة فقط... ولم يحدث ذلك حتى الآن إلا في افلام قليلة مثل "غريب في بيتى" و "بنات إبليس" و "انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط" ومصادر هذه الأفلام معروفة للجميع، وذكرتها على جميع إعلانات الافلام.
وقد كتبت هذه الأفلام لقناعتى الشديدة بالافكار الجيدة التى تحتويها، لأن الاقتباس أمر مشهور ومعروف فى كل بلاد العالم، فالسينما الروسية أخذت الكثير من"شكسبير" والسينما الأمريكية أخذت الكثير أيضا من الأدب الروسى مثل"دكتور زيفاجو" و "الحرب والسلام" و"الإخوة كارامازوف" وقصدى أن أقول ... أن أفكار الإنسانية العظيمة وطنها العالم كله، وقد تكون هناك فكرة واحدة يفسرها مخرج آخر، وعموماً الفكرة الفنية من الممكن أن ينظر إليها الإنسان أكثر من مرة.