عبرت وزارة الخارجية السودانية عن تقديرها لما تضمنه البيان الصحفي لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أنطوني بلينكن، بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لإستقلال السودان، من أن حكومته ستواصل العمل من أجل إنهاء الصراع في السودان، حتى يتحقق خلال العام الجديد ما يستحقه الشعب السوداني من سلام وأمن وإزدهار.
وقالت الخارجية السودانية في بيان اليوم،إنها تبدي استغرابها من أن البيان عاد لاستخدام عبارات معممة تتحدث عن جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وعنف جنسي دون تسمية من يقوم بها، في حين أن آخر بيان لوزير الخارجية الأمريكي يوم ٦ ديسمبر ٢٠٢٣ حمل بشكل قاطع قوات "الدعم السريع" المسئولية عن تلك الجرائم، فضلا عن ما صدر من أعضاء بارزين في الكونجرس أدانت القوات المتمردة لإرتكابها تلك الجرائم.
وأضافت الخارجية السودانية، يأتي ذلك بينما تتمادى القوات المتمردة في جرائمها لتشمل مناطق ريفية لا توجد في بعضها حتى أقسام للشرطة، كما يحدث في ولاية الجزيرة، حيث إرتكبت خلال الأيام الماضية مذبحة ضد المدنيين العزل في المدينة "عرب"، راح ضحيتها أكثر من أحد عشر شخصا، إلى جانب تكرارها للتصفيات على أسس عرقية سبق وأن ارتكبتها بدارفور وفي مدينة ودمدني، وإستخدامها أساليب إرهابية للتجنيد القسري للشباب والأطفال في الولاية.
وتابعت الخارجية السودانية أنه قد سبق أن نبهت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عند هجوم القوات المتمردة على مدينة ودمدني أن جرائم الإرهاب لن تمضي دون عقاب، كما أبرزت التقارير الإستقصائية لأجهزة إعلام دولية كبرى الأسبوع الماضي المدى المروع الذي إنحدرت إليه هذه القوات في المجازر العرقية التي ترتكبها، بقتلتها حتى للأطفال الرضع الذكور من القبائل التي تستهدفها، وهو ما يمثل جريمة إبادة جماعية.
وأوضحت الخارجية السودانية قائلة : كان من المتوقع أن يشير البيان الأخير للوزير الأمريكي لهذا، كذلك تجاهل البيان الإشارة لتنصل المليشيا عن إلتزاماتها بموجب إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ ١١ مايو الماضي، والذي من شأنه أن ينهي المعاناة الإنسانية ويمهد لوقف إطلاق النار إن تم تطبيقة كاملا .
وأشارت الخارجية السودانية إلى أن الشعب السوداني في مختلف الولايات قد عبر عن موقفه بقوة ووضوح بتلاحمه مع القوات المسلحة وإنتظامه في المقاومة الشعبية سندا لها ودفاعا عن نفسه وكرامته وسيادته، ولا يمكن بالتالي فرض أي حلول للأزمة لا ترضي تطلعاته في السلام والحرية وإرادته المستقلة.