صدر حديثًا عن المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي كتاب «نهار بين ليلين» بجزأيه الأول الثاني، إعداد وتقديم إبراهيم خطاب، تصميم الغلاف الفنان عبد العزيز السماحي.

الكتاب يتناول عالم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي الإنسان والشاعر والفيلسوف والصحفي والمسلم والمتدين والمثقف وصاحب المواقف النبيلة والجريئة، والفلاح البسيط العادى، "ابن البلد" بشهامته ونبله وحسن مقصده في دفاعه عن وطنه وأبناء أمته، بلا فرق بين الجميع، في دفاعه عن لغته العربية الأصيلة، في حديثه عن تلامذته من الشعراء وحديثه عن آبائه ورفاقه من رواد حركة الشعر قديمًا وحديثًا، في حديثه عن الظلم والظلمة في كل مكان وليس في مصر أو أمته العربية وحدها، في دفاعه عن شرف الكلمة ونبلها وكرامتها والذود عنها – رغم حداثة سنه وقتذاك – أمام فحول الأدب وكبرائه ممن يمتلكون ناصية الحكم والقرار والسلطة والنفوذ وقتذاك.

وهذا ليس كتابًا عن مشروع ضخم لشاعر بقيمة أحمد عبد المعطى حجازى وقامته السامقة، لكنه أيضا محاولة للغوص فى بحر لا قرار له ولا شطآن، محاولة للغوص عبر أكثر من تجربة إنسانية وإبداعية ظلت بيننا وما زالت عبر أكثر من نصف قرن من الزمان، منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اللحظة الراهنة.. محاولة للغوص عبر هذا البحر العميق الهادر الأمواج في عنفوان، ما بين الدين والسياسة، ما بين التاريخ الإنساني وليس العربي فقط، وارتباطه بآليات المجتمع، ما بين العلم والفقه، والفلسفة والخيال والتدين، ما بين فقه اللغة ولغة الشعر ولغة النثر ولغة العامة، ما بين الإنسان، والمبدع، والسياسي، والفيلسوف، والعالم، والمسلم، والقبطي، والمصري أولًا وأخيرًا وقبل كل شىء، ما بين الجرأة في الفعل والموقف معًا، وتحمل ضريبة ذلك مهما كان ثمن هذه الضريبة مكلفًا لصاحبه إلى الآن.