الأحد 19 مايو 2024

مسؤول ثقافي تونسي: "المسرح البلدي" شاهد عيان على أهم الأحداث التاريخية ببلدنا

مدير المسرح البلدي التونسي إكرام عزوز

عرب وعالم6-1-2024 | 09:51

أ ش أ

أكد مدير المسرح البلدي التونسي إكرام عزوز، أن المسرح البلدي "لابونبو نيار" أو "علبة الحلوى" كما يطلق عليه يعتبر أهم معلم ثقافي تاريخي تونسي وشاهد عيان على رصد الأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية المهمة في تاريخ البلاد.

وقال - في حوار خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط أ ش أ - إن المسرح البلدي الذي يتميز بطبع معماري وفني فريد بمقره في شارع الحبيب بورقيبة أعطى حلاوة ومذاقا خاصا لأهم الشوارع الرئيسية بتونس ويعد واجهة سياحية لعدد كبير من السياح الأجانب.

وأضاف أن شهرة المسرح لم تتوقف عن الشكل المعماري فقط بل امتدت ليكتسب دلالات أخرى وهي أنه أصبح مركزا لانطلاق العديد من الفعاليات الثقافية في تونس.

وأوضح عزوز أن المسرح البلدي بتونس هو المسرح الرئيسي بالعاصمة وأهم المسارح بتونس وتم افتتاحه عام 1902 وكان يطلق عليه "كازينو تونس البلدي" وتم تصميمه من قبل المعماري "جان-إميل رسبلندي" وتنفيذه من قبل شركات مقاولات إيطالية ويحمل طابعا فرنسيا إيطاليا وكان يتمتع بقدرة استيعابية تصل إلى 856 شخصا، ثم تم هدمه سنة 1909 لزيادة طاقته الاستيعابية لتصل إلى 1350 شخصا.

واستعرض الشكل الهندسي للمسرح والتقنيات التي جعلته لا يحتاج لمكبرات الصوت، فقد تم إقامة المسرح فوق تجويف يمتلئ بالمياه بما يساهم في تضخيم الصوت دون الحاجة إلى مكبرات بجانب شكل المسرح المتميز الذي يساعد الممثلين على تقديم عروضهم دون استعمال مكبرات الصوت.

ونوه إلى أن المسرح الذي أنشأ منذ الاستعمار الفرنسي وقتها كان يختص بعرض أعمال الفنانين الأجانب من الإيطاليين والفرنسيين وكان مسرحا برجوازيا يقتصر على حضور الأجانب وأفراد العائلات البرجوازية فقط وعرض الفن الأوبرالي والموسيقى السيمفونية والأوركسترا وغيرها من أنواع الفنون الأخرى، ثم مع الوقت انفتح المسرح تدريجيا أمام العامة وأصبح مفتوحا لكل التونسيين خاصة بعد الاستقلال.

وأشار مدير المسرح البلدي التونسي، إلى أنه بعد ذلك استضاف المسرح التجارب الفنية المصرية بتونس حيث قام أكبر الفنانين المصريين بعرض أعمالهم على المسرح البلدي كسليمان القرادحي، وسلامة حجازي، وجورج أبيض، فيما كانت أول مسرحية تونسية تعرض على خشبة المسرح البلدي من إنتاج مصري تونسي مشترك وحملت عنوان "صدق الإخاء".

وأضاف أن العروض التونسية تناولت الحركة الوطنية من خلال الثقافة والفن عبر تقديم أعمال مسرحية تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها والمطالبة بحقها في الحرية والاستقلال ومن أمثلة ذلك مسرحية ثمن الحرية الإسبانية التي تُرجمت للعربية ومن أهم الأبطال الذين مثلوا خلال تلك الفترة فرق جمعية الشهامة وجمعية الأدب العربية ثم توالت بعد ذلك جولات كثيرة لفنانين مصريين في ذلك الوقت كفرقة فاطمة رشدي ويوسف وهبي وغيرهم من الفنانين المصريين والعرب ثم ذاع صيت التونسية حبيبة مسيكي التي أدخلت طابعا خاصا على العمل المسرحي وثم ظهور العديد من الفرق المسرحية التونسية كمسرح الجنوب والمسرح الجديد وفرقة المغرب العربي والذي اختص بعرض ونقل كافة الحداث السياسية والاجتماعية التي تحدث على أرض الواقع من عروض مسرحية وعروض للأطفال وعروض موسيقية حتى وقتنا هذا.

وأكد أن المسرح البلدي أصبح حاضنا لكافة المهرجانات الثقافية والفنية والموسيقية ومسرح الشارع، حيث استضاف أكثر من 200 عرض ثقافي وفني ويزاد الحضور من جانب الجمهور في شهر رمضان لمشاهدة العروض الفنية التي تعرض خلال الشهر الفضيل.

ولفت إلى أن المسرح له دور كبير في نقل نبض الشارع التونسي، بخلاف دعمه للقضية الفلسطينية واختص بتقديم عروض خاصة بروح المقاومة ودعم القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن كافة العروض حاليا موجهة لعروض مهتمة بالرسائل الإنسانية والاجتماعية، خاصة وأن المسرح يحظى بشعبية وقبول وكثافة كبيرة من الجمهور.