السبت 4 مايو 2024

حكاية وطن: «وطن حقيقي»

مقالات10-1-2024 | 11:55

كل شيئ سهل أن تجد بديل له.. الصعب الوحيد أن تجد بلدا آخر يكون بلدك.. "وطنٌ حقيقي".. ترفع علمه دائما في قلبك وعقلك دون الحاجة لأي شخص أو جهة يجبروك أو يذكروك برفع العلم في بلكونة منزلك، أو ترسمه بالألوان على وجه ابنتك فتزداد جمالا، أو تتشدق به بكلام منسوخ على صفحات التواصل الإجتماعي، أو تضعه على كتفك لتلتقط صورة "سيلفي"..

وطنٌ...
تحفظ نشيده الوطني عن ظهر قلب وتتذكر قول معلم اللغة العربية لك :
قلْ...
( بلادي لك حبي وفـؤادي)
مد بكل نبض قلبك الياء عاليا مثل نسرٍ يحوم حول الكون..

وطنٌ..
غطتك بطانيته وأنت آمن مطمئن..
تعرفُ تاريخ استقلاله وحروبه بدقة أكثر من معرفتك اسمك كاملا، وبوسعك أن تذكر في دقائق دون أن تتهته أو تتلجلج اسم عشرين شخصية وطنية منه عبر الزمان، واسم ألف شهيد قدموا دمائهم هدية ليرضى، واسم خمسين "كفر" و "نجع" من قراه النائية..

وطنٌ..
تفادى السقوط في كل الأفخاخ التي نصبت، ليس على مدى عقد أسود من الزمن بل على مدى كل التاريخ
ورغم المحاولات المستمرة و المتعددة للأطراف المختلفة لإسقاطه إلا أنه كان وما زالت و سيظل هي الباقي..
والإجابة الموجودة..
في كل كتب التاريخ و الجغرافيا والاجتماع و في كل المعارف، بل وفي الكتب السماوية ووصايا الرسل والأنبياء..
حيث تقول جميعها:
وطنٌ...
نسيجه شعب قوي ومتماسك مهما دخل عليه أي متغير..

شعب كالبحر...
يغريك ويرضي غرورك أيا ما كنت في لحظة "الجذر"..
بأنك قادر على التغول وفرض رايتك عليه وملكه...
لكن عند لحظة "المد"....
الويل لكل كل الويل، يرتفع موجه إلى عنان السماء..
ثم يهبط عليك ليخسف بك سابع أرض

وطنٌ..
يشبه جدك وجدتك..
بلادنا مثل وشم دق على ذقن "جميلة" وظل حتى ماتت..
بلادنا كمثل ماء الورد الطهور تتوضأ به الروح..
عاشت مصـــر.. وسواها العدم.