قال السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، إن محاكمة إسرائيل في الدعوى التي أقامتها محكمة العدل الدولية هي خطوة كانت ضرورية وتدل على أن العالم أصبح يعي الجرائم الإسرائيلية في غزة، وارتكابها جرائم عنف وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وهي الحرب التي تدخل شهرها الرابع، بل وقبل ذلك على مدار سنوات من الاحتلال.
وأوضح العرابي، في تصريحات لبوابة دار الهلال، أن قرارات محكمة العدل الدولية قد تكون مفيدة في وقف الحرب على غزة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بقرارات مجلس الأمن ذاته، مضيفا أنه لا يعتقد أن يكون لدى إسرائيل رغبة في أن تمتثل لقرارات محكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن القرار تكمن أهميته في أنه سيظل معلقا في سجل إسرائيل للأبد وهو قيامها بعمليات تطهير عرفي وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، موضحا أنه من الصعب الآن التوقع بسيناريوهات الحرب على غزة وهل يؤدي القرار لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع أم لا، لكن المحاكمة أمر مهم ويعكس الاستياء العالمي من الجرائم الإسرائيلية في غزة ضد الفلسطينيين.
ولفت إلى أن هناك إجماعا دوليا على أن سياسة إسرائيل لا ترغب في السلام على الإطلاق، وأنه من الصعب الآن الوصول لوقف كامل وليس فقط وفقا إنسانيا، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها النية للاستمرار في حربها حتى تحقق أهدافها التي لم تستطع أن تحقق ما ذكرته في بداية العدوان، وهو ما يجب أن يدركه قادة إسرائيل أن أهدافهم من العدوان لم تتم.
وشدد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية على أن قادة إسرائيل مصممون على الاستمرار في العمل العسكري في غزة بسبب شعورهم بأن ما حدث في 7 أكتوبر الماضي كان بمثابة لطمة قوية لهم.
تعقد محكمة العدل الدولية اليوم وغدا جلستي استماع لمناقشة دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بشأن الحرب على غزة وارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجرائم إبادة جماعية هناك، وتتجه أنظار العالم إلى مقر المحكمة في لاهاي، حيث بدأت أولى الجلسات اليوم والتي تستمر لمدة 3 ساعات لمناقشة واستماع جنوب أفريقيا في جلسة اليوم، أما غدا ستعقد جلسة استماع لإسرائيل.