الإثنين 6 مايو 2024

يوراكتيف: على الاتحاد الأوروبي جعل السياسة الدفاعية على رأس أولوياته خلال 2024

الاتحاد الأوروبي

عرب وعالم16-1-2024 | 15:20

دار الهلال

رأت المنصة الإعلامية "يوراكتيف"، المتخصصة في الشئون الأوروبية، اليوم، أنه سيتعين على السياسة الدفاعية أن تتنافس للبقاء على رأس أولويات الاتحاد الأوروبي خلال العام الحالي 2024، مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، وتفاقم الصراع في الشرق الأوسط، ودعوة نصف سكان العالم في سن التصويت إلى صناديق الاقتراع.

وأشارت "يوراكتيف" إلى أن المفوضية الأوروبية تعكف حاليا على إعداد استراتيجيتها الشاملة الأولى لصناعة الدفاع، حيث تبدأ القارة في التفكير بجدية في ما قد تحتاج إليه إذا امتدت الحرب إلى الاتحاد.

وقالت المنصة إنه "بالتزامن مع عشرات الانتخابات الرئيسية في الغرب وحول العالم، بما في ذلك السباق على أهم المناصب في الاتحاد الأوروبي، التي ستحدد نتائجها اتجاه المؤسسات الأوروبية للسنوات القادمة، قد يواجه المسؤولون عن السياسة الدفاعية للتكتل تحديات خطيرة في إبقائها على رأس جدول أعمال الاتحاد"، موضحة أن الهدف الرئيسي للمفوضية الأوروبية للأشهر المقبلة سيكون الحفاظ على زخم الدعم لأوكرانيا بعد الغزو الروسي، مما أدى إلى موجة من الاستثمار في صناعة الدفاع بالاتحاد الأوروبي للإنتاج والمشتريات، والضغط على الدول الأعضاء للعمل معًا بدلاً من العمل بشكل منفصل.

وأضافت: أن لدى الاتحاد الأوروبي الآن بعض الأدوات والتمويل لتشجيع المشتريات المشتركة وإنتاج الذخيرة، لكن هذه الأدوات ستنتهي في العام المقبل 2025، قبل ثلاث سنوات من إنشاء ميزانية الاتحاد الأوروبي المتعددة السنوات القادمة.

ولفتت المنصة إلى قول المفوض الأوروبي للسوق الداخلية والمسؤول أيضًا عن حقيبة الدفاع تييري بريتون، في أكتوبر الماضي، "إن الأمر الآن يتعلق بـ"بناء جسر" بين نهاية دعم الاتحاد الأوروبي للصناعة والميزانية المقبلة"، مبينة أن المفوضية الأوروبية تنظر الآن في إمكانية وضع استراتيجية أوروبية لصناعة الدفاع وبرنامج أوروبي للاستثمار بمجال الدفاع، وكلاهما ينبغي تقديمهما في 27 فبراير المقبل، لتيسير التعاون عبر الحدود في إنتاج الأسلحة وشرائها وملكيتها وإنشاء سوق دفاعية أوروبية حقيقية.

وذكرت المنصة، الشهر الماضي، أن الاستبيانات المرسلة إلى الصناعة الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومختلف اللاعبين في هذا القطاع ساعدت في توليد سلسلة من الأفكار بهدف تعزيز تطوير الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الأشهر المقبلة ستخبرنا ما إذا كانت الزيادة في الاستثمار بالدفاع الوطني ستستمر وتتحقق من خلال اكتساب القدرات الدفاعية.

ورأت أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستقوم بدراسة مدى فعالية التعاون المنظم الدائم (PESCO)، كما سيتعين على المفوضية الأوروبية أن تشرح مدى غموض صندوق الدفاع الأوروبي (FED)، وستظل كل هذه المناقشات متأثرة بالوضع في أوكرانيا وتداعيات الحرب الروسية في البلاد، كما رات أنه سيتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ قرار بشأن مستقبل مرفق السلام الأوروبي (EFF) بعد أن أرجأ قادة الاتحاد الأوروبي الاتفاق لزيادة مبلغ الصندوق المستخدم لسداد تبرعاتهم لأوكرانيا مع رغبة بعض الدول في تغيير شروط الصندوق. 

ومن جهتها، تنتظر أوكرانيا تسليم مليون طلقة ذخيرة التي وعد الاتحاد الأوروبي بتزويدها بها بحلول شهر مارس المقبل، ولكن وفقاً لبعض المسؤولين في الاتحاد الأوروبي فمن المرجح أن بروكسل لن تحقق هدفها في الوقت المحدد.

وتدعو هذه النتيجة إلى التشكيك في مدى أهمية وكالة الدفاع الأوروبية (EDA) كوكيل للمشتريات، بعد أن انتقدتها ألمانيا.

وتابعت "يوراكتيف": أنه خلال الانتخابات الأوروبية المقرر انعقادها في شهر يونيو القادم، قد تواجه سياسات الاستثمار الدفاعي في الاتحاد الأوروبي تحديات كبيرة، حيث سوف يضطر الساسة إلى تبرير الاستثمار الكبير في القوات المسلحة الأوكرانية مع استمرار الحرب هذا العام، فيما من المرجح أن يسلط المواطنون الذين يذهبون إلى صنايق الاقتراع، الضوء على قضايا أساسية مثل إدارة الهجرة، وتكاليف المعيشة ومكافحة تغير المناخ، وليس قضية الجيش الأوروبي.. وبعد الصيف، سيكون السؤال هو ما إذا كان سيتم تعيين مفوض دفاع كامل من أجل جعل الاتحاد الأوروبي لاعباً جاداً في مجال الدفاع؟".

وفي غضون ذلك، من المتوقع أن يشهد حلف شمال الأطلسي (ناتو) عامًا من التجديد تحت قيادة الأمين العام الجديد.. ومن ناحية أخرى، من المتوقع أيضًا أن تخيم حالة من عدم اليقين هذا العام بسبب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، أكبر مساهم في المنظمة.

ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، ليس من المستبعد أن تنتخب أكبر قوة عسكرية في الناتو وأكبر مستثمر في الأمن عبر الأطلسي رئيسًا جديدًا معاديًا للحلف أو الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، أو مرشحًا جديدًا من نفس التوجه.

وفي برنامج حملته لعام 2024، شدد دونالد ترامب على أنه يريد إكمال العملية التي بدأها في ظل إدارته أي إعادة تقييم جوهري لهدف ومهمة الناتو بعد أن أمضى فترة ولايته الأخيرة، مهددًا بتقليص الدعم العسكري الأمريكي لأوروبا، إذا لم تتحمل المزيد من العبء.

ووفقا لـ"يوراكتيف"، زاد جميع أعضاء الناتو تقريبًا من إنفاقهم الدفاعي، وتعهدوا في قمة فيلنيوس بإنفاق 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، باستثناء لوكسمبورج.. ومثل الاتحاد الأوروبي، سيسعى التحالف العسكري إلى تشجيع الصناعة على زيادة الإنتاج، بما في ذلك على أساس خطة عمله.

ودعت المنصة، أربع دول ووكالة الدعم والاستحواذ التابعة لحلف شمال الأطلسي (NSPA) إلى الحصول بشكل مشترك على صواريخ باتريوت الأمريكية.. كما سيستمر حلف شمال الأطلسي في السعي إلى تحقيق التوازن بين دعم أوكرانيا وتجنب الصراع المباشر مع روسيا، فالتحالف العسكري الغربي لا يقدم سوى المعدات الدفاعية غير الفتاكة، ويعطي أعضاءه الاختيار فيما يتعلق بالتبرع الثنائي بالمعدات الفتاكة.

ومع ذلك، فإن قطع الطائرات بدون طيار والقذائف وغيرها من المعدات المستخدمة في الحرب معرضة لخطر السقوط داخل حدود الناتو شديدة الحماية، مما قد يشكل تحديًا لهذا الموقف الحساس.

وبحلول قمة الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس حلف شمال الأطلسي في واشنطن خلال شهر يوليو، ينبغي أن تكون القوات البالغ عددها 300 ألف جندي والمقررة لحماية الحلف جاهزة، كما ينبغي الإعلان عن اسم الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي.

ويأمل الكثيرون أن تصبح السويد بعد ذلك عضوا كاملا في المنظمة، مع العلم أن البرلمانين التركي والمجري لم يعطوا الضوء الأخضر بعد، وسوف تحتل قضايا أخرى، مثل المشاكل التي تفرضها الصين على أراضي الناتو بسبب مشاركتها في بعض البنى التحتية الحيوية ومخاطر الهجمات ضدها، مكانة عالية على جدول الأعمال خلال العام المقبل.

Dr.Randa
Egypt Air