الإثنين 25 نوفمبر 2024

مقالات

الحرامي اللذيذ

  • 17-1-2024 | 21:44
طباعة

سرقت منا أوقاتنا.. وسلبت منا أصدقاءنا وأهلنا وتربعت على ساحة أيامنا.. الحق أنني لا أعرف هل أنت قربت بيننا أم بعدت بيننا؟!.. نعم أكلمك أيها التليفون المحمول (الموبايل) لقد أصبحت كما لو كنت فردا في أسرتنا فأول ما يصبح الشخص وحده في مكان أول شيء يأتي على باله وأقرب إلى يده (الموبايل) بدلا من أن يبحث عن أخته أو أبيه ليتحدث معه ويفُضي له بما في قلبه

ألا تعترف أنك فرضت الصمت على بعض العلاقات من حولنا ومع أقرب الناس وأغلاهم..

وقد تأتي المناسبات المختلفة فرحانه لتبهج أيامنا وأوقاتنا فتعبر عنها بصورة دون كلمة أو تعليق يُشعر الآخر بالاهتمام... فهل هو حقا أدى ما عليه بإرساله هذه الصورة الصماء.

إنني عن نفسي لا أجدني في هذه الصورة فإن مشاعري جياشة، وما أشعر به أدفأ وأعمق من تلك الصورة التي أرسلتها إليَّ وأنا قريب منك أصلا حبيب إلى نفسك وعلى الجانب الآخر نجد نفس الشخص يجلس طوال اليوم على الموبايل... على (الفيس بوك) يتحدث بأدق تفاصيل حياته ومجريات أيامه لناس لا يعرفهم ولم يراهم من قبل أيعقل هذا؟؟ فيا ترى هل تقاربنا من خلالك أيها الساحر الساحب العجيب؟؟

أم كنت سببا في غربة لا تدريها أنت. فأصبح كل واحد منا له عالمه الخاص الذي استغنى به عن الآخرين...

زعلت مني!!! تريدني أن أغلقك وتصبح غير متاح.... لك الحق فقد أكون ظلمتك وأنا لا أشعر...فأنا

أدرك تماما أن لك إيجابيات لا أنكرها فبسببك أصبحت الغربة ليست غربة وأصبح الإنسان يستطيع التواصل مع أحبابه صوت وصورة كل يوم بل كل ساعة، وأيضا يستطيع الأب أن يطمئن على أولاده، والزوجة تطمئن على زوجها طوال اليوم فأنا أعلم أن لك دور مهم في حياتنا... إذا المسئول الأول والأوحد عما يدور بداخلك هو صاحبك الذي قد لا يحترم الصحبة فيرى فيك ملفات لا أخلاقية أو أفكار مشوشه أو يتكلم فيك طوال اليوم على الناس وينم على خلق الله يمنا وشمالا ولا تنتهي قصصه ولكن ينتهي يومه دون فائدة... وقيل إنك أيها الإنسان بِضعة أيام كلما ذهب يوما ذهب بعضُك...

وكان من الممكن أن يرى فيك أبحاث مفيدة أو أحاديث مثمرة أو معلومات قيمة، وأيضا ممكن من خلالك أن يصل رحمه ويسأل عن أهله....

فحقا الإنسان هو المسئول الأساسي عن كل ما يدور بداخلك... وهو الذي عليه أن يحدد مساحة وجودك في حياته.... أجدد اعتزازي لك فتقبله أرجوك  وأطلب من كل من يملك أن يراعي الله فيك ويعطيك من الحق ما تستحق.

فأنت بلا شك أضفت لحياتنا يسر وسهولة والدور الباقي عليك يا صديق الموبايل.

فهل استفدت به حقا وفتحت عليه ما يُعلي من قدرك فكرا وفهما فنجعل هذه الآلات تخدمنا بدل من أن تستخدمنا.. ولك كل حب وتقدري  يا عزيزي الموبايل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة