جلبت دراسة طبية جديدة أملًا متجددًا لمرضى قصور القلب الذين يعانون من الاكتئاب، فقد أوضحت الدراسة الحالية، التي أجريت في مركز مونت سايناي الطبي في لوس أنجلوس، أن العلاج التنشيطي السلوكي فعال مثل الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج أعراض الاكئتاب لدى هؤلاء المرضى (غالبًا ما يصاحب الاكئتاب قصور وظائف القلب، الذي يصيب ما يقرب من 6 ملايين بالغ في الولايات المتحدة).

يأتي ذلك في الوقت يعاني فيه نصف مرضى قصور القلب من أعراض الاكتئاب، مما يؤدي إلى تفاقم قصور وظائف القلب وزيادة زيارات المستشفى وتقليل جودة الحياة .. وتقدم هذه الدراسة مسارًا علاجيًا بديلًا لهؤلاء المرضى.

من جانبه، شدد الدكتور"وجويه إسحاق" المشرف على الدراسة على أن لدى المرضى خيارًا في علاجهم، موضحًا أن أولئك الذين يفضلون تجنب الأدوية يمكنهم اختيار علاج التنشيط السلوكي بفعالية مماثلة.

ونشرت الدراسة في "شبكة جاما المفتوحة"، وتابعت الدراسة أكثر من 400 مريض لمدة عام. وقسمتهم إلى مجموعتين : واحدة تتلقى أدوية مضادة للاكتئاب والأخرى تخضع للعلاج النفسي للتنشيط السلوكي، وهي طريقة مجربة لعلاج الاكتئاب تشجع على المشاركة في أنشطة ممتعة .. وكانت النتائج مذهلة.

 وشهدت كلتا المجموعتين انخفاضًا بنسبة تزيد عن 50 ٪ في شدة أعراض الاكتئاب، مع عدم وجود فرق كبير في الفعالية بين العلاجين .. وعمل المشاركون في مجموعة التنشيط السلوكي مع المعالجين للمشاركة في الأنشطة التي استمتعوا بها ، مثل تناول الغداء مع الأصدقاء أو التطوع.

ويهدف هذا النهج إلى زيادة مشاركتهم في الأنشطة المجزية أسبوعيًا لمدة 12 أسبوعًا، ثم دمجها في جداولهم العادية.

ومن المثير للإهتمام -بحسب الباحثين- أن المرضى في مجموعة العلاج النفسي لم يظهروا تحسينات في الصحة العقلية فحسب، بل حصلوا أيضًا على زيارات طارئة وإقامات في المستشفى، أقل من أولئك الذين يتناولون الأدوية المضادة للاكتئاب، وتشير هذه النتيجة إلى الفوائد الأوسع لدمج رعاية الصحة العقلية في العلاج الطبي.