الأحد 19 مايو 2024

"لوموند" تعلق على خطة ماكرون لمكافحة العقم

الرئيس الفرنسي

عرب وعالم20-1-2024 | 12:22

دار الهلال

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالا حول تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن الكشف عن "خطة كبرى" مستقبلية لمكافحة العقم، مؤكدًا الارتباط العميق للعقم بالمواد الكيميائية المنتشرة في البيئة، بدءًا من المنزل وحتى السلسلة الغذائية وبعض الأدوية؛ إذ تم إثبات هذا الارتباط بقوة من خلال مئات المنشورات العلمية. 

وأوضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية أنه مع ذلك، فإن التعقيد ينشأ من كثرة الجزيئات المشتبه بها، ومسارات التعرض المختلفة (الابتلاع، والاستنشاق، وملامسة الجلد، وما إلى ذلك)، والفترات الزمنية الكبيرة أحيانًا بين التعرض وبداية العقم، مشيرة إلى إن التأثيرات الأكثر رسوخًا في خصوبة الرجال لوحظت مع انخفاض متوسط ​​تركيز الحيوانات المنوية عالميًا إلى النصف على مدار نصف القرن الماضي، وفقًا لأحدث تحليل شامل للبيانات المتاحة المنشور في يونيو 2022.

ويُعزى هذا الانخفاض إلى البيسفينول (الموجود في المواد البلاستيكية الصلبة والراتنجات الملامسة للأغذية)، والديوكسينات متعددة الكلور (المنبعثة من محارق النفايات)، وبعض الفثالات (الموجودة في المواد البلاستيكية المرنة)، والبارابين (الموجود في بعض مستحضرات التجميل ومنتجات النظافة)، وحتى مسكن الألم المستخدم على نطاق واسع، الباراسيتامول، كما هو موضح، من قبل الباحثين.

وأشارت الصحيفة إلى نقطة مهمة يجب ملاحظتها وهي، أن التأثيرات الرئيسية لهذه المواد غالبًا ما تحدث بعد التعرض المتأخر في الرحم من خلال الأمهات أثناء الحمل؛ إذ تؤثر هذه المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء بشكل كبير على بناء الجهاز التناسلي؛ ما يقلل من خصوبة الطفل الذي لم يولد بعد في المستقبل، إلا أن التدابير التنظيمية المتخذة اليوم، للحد من تعرض السكان لهذه الاختلالات في الغدد الصماء قد لا تسفر عن نتائج فورية، إلا أنها يمكن أن تؤثر بشكل عميق على الخصوبة في الجيل القادم.

ويثير انخفاض الخصوبة البيولوجية لدى الرجال والنساء سؤالاً محورياً: هل يسهم إلى جانب العوامل الاجتماعية والاقتصادية، في الانخفاض الملحوظ في معدلات المواليد في الدول الغربية؟ في حين أن الإجابة لا تزال بعيدة المنال، فقد اقترحت مجموعة من الباحثين من اثنتي عشرة مؤسسة بحثية أوروبية هذه الفرضية في مقال نشر في مجلة "نيتشير ريفيو اندوكرينولوجي" في ديسمبر 2021، داعين علماء الأحياء والغدد الصماء والسكان على التعاون في هذا الموضوع، بحثًا عن إجابة محددة لهذا السؤال.