تتواصل الاحتاجات بتل أبيب المطالبة بايجاد حل لملف المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وقالت وسائل إعلام عبرية إن عائلات المحتجزين، بدؤوا أمس الجمعة اعتصاماً قبالة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمدينة "قيساريا" جنوبي حيفا، ونصبوا خياماً للنوم في المكان.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن عدد من أهالي الأسرى قولهم إنهم فقدوا الثقة بالحكومة وإنهم يقومون بتحركاتهم الخاصة، فيما قالت إحدى قريبات المحتجزين:"أي تأخير في المفاوضات يعرض حياتهم للخطر".
الأوساط الإسرائيلية
من جهته، قال رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الأسبق تامير باردو، في تصريح للهيئة "إذا قرر نتنياهو، التنازل عن الأسرى، فليقلها علناً أمام الجمهور".
وتابع:"إذا أنهينا الحرب بـ136 نعشاً، ستخسر إسرائيل للمرة الأولى، يجب الحرص على تصحيح تخلي الدولة عن مواطنيها وخيانتها".
ويرى عدد كبير من المحللين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أنه من الضروري تغيير سلم أولويات الحرب من أجل إعادة المحتجزين، حيث قال المحلل العسكري عاموس هرئيل، في صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "إسرائيل تبدي إشارات على بدء تورطها في رمال القطاع فيما وقت المخطوفين ينفد".
الصعيد الدولي
أثناء ذلك، أفاد البيت الأبيض، بأن الرئيس الأمريكي جوبايدن بحث مع نتنياهو الجهود الجارية بشأن "الرهائن"، وتحول العملية العسكرية في غزة، كما بحثا مسؤولية إسرائيل في الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين بالقطاع.
ونقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤول أميركي قوله إن مقترحات جديدة معروضة بخصوص صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن الاتفاق ما زال بعيداً.
وقال المسؤول إن المقترحات الأخيرة لها نفس ملامح المحادثات السابقة وستشهد إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف القتال، ولكن هناك أيضا اقتراح لإخراج جميع الأسرى الإسرائيليين والأميركيين مقابل وقف القتال، مع تحفظات عن الأسرى الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن واشنطن ترى بعض الليونة داخل إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار لفترة أطول، لأن إسرائيل تتعرض لضغوط مكثفة لإعادة الأسرى إلى ذويهم.
إلقاء المنشورات
وفي اليوم الـ106 للعدوان على غزة، لجأت إسرائيل إلى طريقة جديدة للبحث عن محتجزيها بالقطاع، حيث ألقت طائرات حربية إسرائيلية اليوم السبت منشورات على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة تحمل صور إسرائيليين محتجزين في القطاع، وطالبت الفلسطينيين بإبلاغ الجيش الإسرائيلي في حال التعرف على أي منهم.
وحملت المنشورات صور وأسماء 69 إسرائيلياً محتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وكتب على هذه المنشورات "تريد العودة إلى المنزل؟ يرجى الإبلاغ إذا شخصت أحدا منهم"، وقد كتب رقم هاتف وموقعاً إلكترونياً لإرسال المعلومات لجيش الاحتلال.
يشار إلى أن الخارجية القطرية أعلنت الأسبوع الماضي، عن نجاح وساطة قطرية في الوصول إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل، لإدخال أدوية ومساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وشمل الاتفاق إدخال أدوية ومساعدات للمدنيين في غزة، مقابل إيصال أدوية يحتاج إليها المحتجزون الإسرائيليون.
وأسفرت عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، عن أسرى أكثر من 200 إسرائيلي، وسط تقديرات بأن عدد الأسرى الذين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع أكثر من 60 إسرائيلي.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، أتاحت هدنة السبعة أيام بين إسرائيل والمقاومة بوساطة قطرية مصرية برعاية أمريكية، إطلاق سراح 80 من الرهائن الإسرائيليين مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، كما أفرجت المقاومة عن رهائن أجانب لم يكونوا مدرجين في الصفقة الأساسية.
وكانت القسام أعلنت الأسبوع الماضي، أن مصير العديد من الأسرى الإسرائيليين صار مجهولاً خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن العديد من الأسرى على الأغلب قد قتلوا والاحتلال يتحمل مسؤولية مصيرهم.