الأحد 28 ابريل 2024

أحمد زايد: مكتبة الإسكندرية أصبحت تراثًا لا يمكن الاستغناء عنه حتى في عصر الرقمنة

دكتور أحمد زايد: المكتبة أصبحت تراثًا لا يمكن الاستغناء عنه حتى وإن دخلنا عالم الرقمنة

ثقافة25-1-2024 | 18:31

دعاء برعي

قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية: "نعيش الآن عصر الرقمنه ونتحول له بشكل سريع جدا، فالتكنولوجيا الرقمية تكاد تجعلنا نركض ركضًا خلفها ونحن لا نستطيع في كثير من الأحيان أن نجاريها، والعالم يتحول إلى الرقمي الذي هو جزء من قضايا أخرى كالذكاء الاصطناعي الأمر الذي يضعنا أمام عالم مختلف، ففي ظل سنوات قليلة ربما نكون بصدد عمران بشري جديد نطلق عليه العمران الرقمي أو العمران المرقمن والمكتبة.

وأضاف أنه في هذه الحالة لا بد من تواجدها، فالكثيرون وأنا منهم نحب الكتاب المكتوب ونستمتع بالقراءة في الكتاب المكتوب، وبالنص المطبوع ولكن الزمن يتغير في اتجاه معاكس، لذا نحن بصدد معضلة كبيرة لأننا لا نستطيع التحيّز لأي منهما، فنتحيز للرقمنة وفي نفس الوقت تظل المكتبة هي المكان الذي يحفظ الكتب، ولكننا نحتاج في المستقبل إلى شكل مختلف للمكتبة، وشكل مختلف للمدرسة،وشكل مختلف للجامعة".

وواصل زايد خلال الندوة التي عقدها مركز أبوظبي للغة العربية اليوم بجناحه داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55: "إن قدرة المكتبيين على تطوير الأدوات الخاصة بعرض الكتاب وإتاحة الكتاب للقارئ هي القدرة التي تمكن المكتبة من أن تتكيف مع هذا التغير، وكذا الجمع بين الاحتفاظ بكتاب ورقي بجودة عالية وفي نفس الوقت الاحتفاظ به مرقمنا بأدوات مختلفة وطرق مختلفة تمكّن الباحثين من القدرة على البحث عن النص المرقمن، وعندما ننظر الى المكتبة نجد أنها أصبحت جزءًا من التراث الإنساني، دور المكتبات العامة ودعا زايد إلى تأمل تاريخ العالم، فأشار إلى قضيتين الأولى ترتبط بتاريخ المكتبات، والثانية ترتبط بدور المكتبات في تكوين الذات الإنسانية والتكوين العقلي للإنسان.

وأضاف: "في الموضوع الأول عندما نتأمل تاريخ العالم نجد أن المكتبات مؤسسات قديمة، كانت موجودة في الحضارات القديمة، كالحضارة اليونانية، وأكاديمية أرسكو، وعن الطريقة التي يدار بها الفكر في هذه الحضارة فكانت المكتبة جزءًا منها، وكذا وفي التراث العربي كان نسخ الكتب حرفة ومهنة أساسية وكان العرب في منتهى الحرص على الاحتفاظ بنسخ متعددة من نفس الكتاب، والشروخ المختلفة، وتخزين هذه الشروخ كان جزءًا من الثقافة العربية في عصر نهضتها، ومن قبلهم مكتبة الإسكندرية التي ورثت الحضارة اليونانية، وفي الحضارة العربية كان دور المكتبة عندما بدأت تظهر الجامعات الحديثة منذ العصور الوسطى في الأديرة، وفي الأماكن المختلفة في أوروبا، وكان هناك حرص شديد على أن تكون المكتبة جزءًا أساسيًا من بناء الفكر، وعندما ظهرت الجامعات الحديثة أصبحت المكتبات العامة جزء من الحياة، لنرى في كل مدينة مكتبة، فالدولة تزخر بما لديها من عدد المكتبات، والنقطة المهمة أن المكتبة أصبحت تراثًا لا يمكن الاستغناء عنه حتى وان دخلنا عالم الرقمنة فالمكتبة تراثا لا يمكن الاستغناء عنها، يجب أن نحافظ عليه فيجب أن يبقى لدينا فكرة المكتبة والاحتفاظ داخلها بالجمع بين ما هو مكتوب وما هو مرقمن".

واستطرد زايد: "أما القضية الثانية فهي أن المكتبات العامة تلعب دورا مهما في تكوين العقول، في أثناء عملية التعليم ولا سبيل إلى تكوين عقل حديث إلا بأساس النظام التعليمي والمكتبة جزء أساسي من النظام التعليمي سواء الجامعي أو ما بعد الجامعي، ثم نبدأ الدخول إلى عالم الثقافة، ولا يمكن لدولة يتكون داخلها إنتاج ثقافي متميز إلا من خلال المكتبات، فالمثقف لا يصنعون أنفسهم بإطلاق كلمة مثقفون على إنفسهم وإنما هم يُصنعون من خلال إنتاجهم، فالمثقف لا يعرف بعضويته أو تعليمه وإنما يعرف بما يحمله في عقله من فكر أو علم أو فن يمكّنه من الإسهام الحقيقي في مجال الفكر وفي مجال الفن وفي مجال الثقافة، ولا سبيل إلى ذلك كله إلا بمعرفة واسعة، فالمكتبة هنا تلعب دورًا كبيرًا في بناء الثقافة وتكوين المثقفين داخل الدولة، أيضا تربية النشء على القراءة، وأن نعلمهم ونحن أمام زخم كبير ومتدفق من وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي التي تخترق العقول وتجعل الفرد قد يسأل عن قصد الثقافة وقصد القراءة، لذا نحتاج إلى نهج سليم يمكننا من أن نجذب هذا النشء إلى القراءة والمكتبة، كأن نبني المكتبات بشكل به بريق، أيضًا لا بد من وجود مكتبات للصغار داخل كل مكتبة، وخلق أساليب كثيرة للتواصل بين الكتاب والأسر والأفراد داخل البيت وليس فقط في المناسبات العامة".

وانطلقت اليوم أولى فعليات وأنشطة معرض الكتاب٢٠٢٤ الذي يقام تحت شعار"نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، ويشهد مشاركة 1200 دار نشر من 70 دولة، وتقام فعالياتها خلال الفترة من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير المُقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية.

Dr.Randa
Dr.Radwa