أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن قرار محكمة العدل الدولية التاريخي الذي أصدرته أمس الجمعة بشأن الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي يفرض المزيد من الضغوط على إسرائيل من أجل الحفاظ على حياة المدنيين من سكان القطاع.

وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته بيثان ماكيرنان وبيجوتر سوير، أن المحكمة طالبت إسرائيل بمنع قواتها من ارتكاب أي ممارسات تمثل إبادة جماعية للفلسطينيين وتجنب استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

ويشير المقال إلى أن المحكمة طالبت الجانب الإسرائيلي باتخاذ كافة الإجراءات التي تحول دون قتل الفلسطينيين والذي يشكل انتهاكا لميثاق منع الإبادة الجماعية، موضحا في الوقت نفسه أن قرار المحكمة لم ينص صراحة على أمر بوقف إطلاق النار في غزة.

ويضيف المقال أنه بعد ذلك القرار التاريخي من جانب محكمة العدل الدولية تحول انتباه العالم بأسره إلى سؤال جوهري مفاده هل سوف تلتزم إسرائيل بالحكم القضائي خاصة أن محكمة العدل الدولية ليس لديها صلاحيات تنفيذ القرارت الصادرة عنها، وما هو نوع الضغوط الدبلوماسية التي قد تمارسها الدول المؤيدة للقرار من أجل دفع إسرائيل لتنفيذ حكم المحكمة؟

ويتطرق المقال إلى موقف دولة جنوب أفريقيا التي حركت الدعوى القضائية أمام المحكمة، حيث يسلط الضوء على كلمة ألقاها رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عبر التلفاز في أعقاب صدور الحكم أمس الجمعة والتي يقول فيها "إن إسرائيل تقف اليوم مدانة أمام المجتمع الدولي بعد أن باتت جرائمها ضد الفلسطينيين معروفة لدى الجميع".

ويلفت المقال في هذا الصدد إلى موقف المجتمع الدولي من الممارسات الإسرائيلية حيث يشير إلى أن العديد من الدول منها ألمانيا وتركيا والاتحاد الأوروبي طالبت إسرائيل بالالتزام بقرار المحكمة الدولية.

ويضيف المقال أنه على الرغم من ذلك فقد أصاب قرار المحكمة الدولية مؤيدي الشعب الفلسطيني بالإحباط حيث أنه لم ينص صراحة على وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة كما ورد في مذكرة الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا.

وينوه المقال في نفس الوقت إلى تصريحات وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي وصف القرار بأنه يمثل "انتصارا للإنسانية والقانون الدولي".

ويشير المقال في الختام إلى نص القرار الذي تلته قاضية هيئة المحكمة جوان دونجو حيث تقول "إن رد الفعل الإسرائيلي في قطاع غزة تسبب في أضرار بالغة للمدنيين في قطاع غزة كما تسبب في مقتل وإصابة عشرات الآلاف ناهيك عن تدمير المنازل والمدارس والمرافق الطبية ومباني حيوية أخرى وكذلك التهجير القسري الجماعي لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة".