قالت الكاتبة رانيا بده إن حكاية الحواديت للأطفال طريقة غير مباشرة لتوصيل فكرة أو رسالة، مضيفة إنها بدأت مسيرتها الكتابية بكتابة الحواديت عن طريق تقسيمها لبداية ومشكلة و حل وهي حواديت تربوية، بالإضافة إلى استعانتها ببعض الخبراء التربويين لصياغة المبادئ والأفكار التربوية في شكل حواديت لمساعدة الأسر في بناء نشء سليم. 

وجاء ذلك بندوة "الطفل والأدب" باليوم الثالث من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تشارك بها النائبة أميرة العادلي، والكاتبة سماح أبو بكر، والدكتورة غادة بطرس، والكاتبة رانيا بِده تدير الندوة سُمية الألفي نيابة عن المهندسة نيفين عثمان، وذلك ضمن محور المؤسسات الثقافية المصرية بقاعة الصالون الثقافي ببلازا 2 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الــ 55 بأرض المعارض. وأضافت "رانيا" راسلت الكاتب الكبير يعقوب الشاروني و الذي كان بمثابة الداعم الأكبر لي في بداية كتابتي للحواديت، وبعد ذلك بدأت تنظيم ورش لتعليم فن حكي الحواديت ، واشتملت الورش على تعليم الأمهات كيفية التحكم بطبقات الصوت، والانفعلات مع الاحداث حتي يستمتع الطفل بالحدوته وتصل إليه فكرتها.

واستكملت الكاتبة رانيا بده قائلة هدفي عندما ابدأ في كتابه عمل جديد هو الوصول لكل الفئات سواء الأمهات و الآباء أو الأطفال و الشباب، كما أنني أحاول مراعاه القيم و المبادئ، وناقشت فكرة الفقد وكيفية التغلب عليها بكل مراحلها، بالاضافة إلى مراعتي توزيع أدوار الأهل و الطفل داخل أحداث الرواية حتى يعرف كل منهم دوره الطبيعي و مسؤولياته الفعلية، و قد أوصت رانيا الأهل بتخصيص وقت لأطفالهم و التريث في تربيتهم و احتوائهم.

تساءل الكاتب والدكتور محمد أبو طالب أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة كيف يتشكل الوعي لدى من خلال أدب الاطفال؟ وأجاب " أبو طالب" تشكيل الوعي لدى الطفل يبدأ منذ كان جنين بالشهر السادس، فهناك دراسات أثبتت أن قراءات الأم في هذه الفترة من الحمل تؤثر على تشكيل وعي طفلها، فنحن أمام معادلة شديدة الأهمية، ويجب أن نوفر ورش تدريبه وتوجيهية للأم لتعرف ما يجب عليها أن تقرأه في فترة حملها الأخيرة.

كما قال محمد أن أول ثلاث سنوات بعمر الطفل هي من أهم السنوات في حياته، و التي تخصصت من أجلها علم كامل وأبحاث وهي النانوسيكولوجي، وانا أرى أن أدب الطفل يعطي قيمة للخيال و شديد التأثير في وعي تشكيل هذا الجيل، الذي يعاني من الاكتئاب و الحزن و التمزق بسبب كابوس التكنولوجيا و استخدامها الغير رشيد، فموضوع أدب الطفل شديد الأهمية، والعالم العربي يمتلك أقوى كتاب لأدب الاطفال وحاصلين على جوائز دولية ومهمة ومن المهم أن يطلع أطفالنا على أعمالهم والاستفادة منها. 

وأوضحت سمية جهود المجلس القومي للأمومة و الطفولة اهتمامات المجلس بمرحلة الطفولة المبكره، كما تعاون المجلس مع اليونيسف من خلال مبادرة في صدد الإعلان عنها قريبا، كمان أكدت سمية على أهمية مراعاه و إبراز دور الأب في حياة أطفاله من خلال الأعمال الأدبية و الدرامية، فيجب أن تكون الأدوار داخل الأسرة متوازنة بين الأب و الأم.

 

قالت الصحفية أميرة العادلي خلال كلمتها بندوة"الطفل و الأدب" أن الجيل الحالي يفتقد أدب الطفل، ويجب أن نستثمر وعي الاطفال في تحقيق التقدم داخل المجتمع، وأشارت إلى سرعة وتفوق هذا الجيل في عملية البحث وعملية جمع المعلومات، وهذا يدفعنا لإنتاج أدب أطفال يناسب طريقة تفكيرهم غير التقليدية، و نواكب العصر حتى لا تصبح الكتب على الرفوف محمله بالغبار.

واشارت أميرة لأهمية الأسرة، ودروها في مساعدة أطفالهم في التعامل مع الواقع الفعلي المختلف تماما عن القيم التي نغرسها داخلهم، فالطفل يصتدم بالواقع و التعامل مع قانون الشارع، و اكدت على أهمية وجود استراتيجيات تساعد في تكوين نشء سليم بجانب الأعمال الأدبية، كما اكدت علي ضرورة تغيير طرق التربية و المفاهيم التربوية المستخدمه حتى يتقبلها عقل الطفل، وقالت أنا تربيت بطريقة الحلال و الحرام بينما أُربي ابنتي بطريقة الصح و الخطأ لأن هذا مايتقبله عقلها.

 

تحدث الكاتبة الكبيرة سماح أبو بكر عزت عن كاتب أدب الاطفال عليه مسؤلية بالغة الخطورة، وأشارت إلى رواية المنزل الأزرق الحائزة على جائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تناقش علاقة الأطفال بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالإضافة إلى مشاركتها بمبادرة حياة كريمة التي تجوب جميع محافظات مصر للمس حال الأطفال الواقعي و التحدث معهم ومعرفة مشاكلهم الحقيقة.

وأكدت سماح على ضرورة تواصل كاتب أدب الاطفال معهم لانهم المادة الخام و الإلهام و توسيع الافق، كما أن أدب الطفل ينمي الانتماء الوطني، و كما يستطيع الأدب توجيه الطفل، وأشارت لأهمية فترة الطفولة التي أثرت في الكثير من المبدعين و الرسامين مثل بيكاسو الذي تأثر بالحمام الذي كانت تربيه والدته وريشته التي كان يعطيها إليه والده ليرسم و يبدع. 

اعربت المهندسة نيفين عثمان الأمين العام لمجلس الطفولة و الأمومة عن سعادتها بالحوار و المقترحات من الضيوف، و أكدت على اهمية فكرة وجود استراتيجيات تساعد في نشء الطفل، كما اكدت و اشادت بدور أدب الاطفال في مصر و العالم العربي، أوصت برقمنة القصص و الحواديت التي تخص الأطفال لمواكبة التطور وتحقيق الاستفاده الكاملة للطفل من خلال مشاهدة صور القصه و الرسوم المتحركة، كما توفر مبادرة دّوي ورش للأمهات وهي ورش توعوية لمرحلة الطفولة المبكرة،

و اختتمت نيفين حديثها أن لكل محنه منحة، و أن أكبر تحدي هو المحتوي و التأثير العظيم الذي يحدثه في وعي الطفل و تكوين اتجاهاته، و أكدت على تضمين استخدام المنطق في للعملية التربوية بعيدا عن ما هو حلال و حرام.