دور الدبلوماسية الثقافية في بناء سمعة الدولة المصرية وطرق الترويج لها عبر الصفحات الرسمية للدولة هي دراسة أجراها تلميذي المتميز محمد مصطفي محمد حسن، المعيد بقسم العلاقات العامة والإعلان بمعهد الإسكندرية العالي للإعلام، الذي قمت بالإشراف على رسالة الماجستير الخاصة به حيث قمنا بتطوير الفكرة وتحديد منهجية العمل وإطاره النظري والتطبيقي للوقوف على أهم استراتيجيات الترويج للدولة والاستمالات الاقناعية المستخدمة في خطاب الوزرات المعنية بالترويج للدبلوماسية الثقافية بما ينعكس على سمعة الدولة.
واستخدم الباحث أداة تحليل المضمون بشقيه الكمي والكيفي لتحليل مضامين الدبلوماسية الثقافية المنشورة على صفحة وزارة السياحة عبر موقع الفيسبوك.
قامت الوزارة بتسويق سمعة الدولة عبر الترويج لأبعاد السمعة المختلفة، فارتفع استخدام الجاذبية السياحية فأتت في المركز الأول بنسبة (45.3%) تلتها الجاذبية الثقافية (17.8%) ثم الجاذبية الاجتماعية بنسبة (15%) ثم الجاذبية المادية (10.1%) ثم الجاذبية الاقتصادية (5%) والرياضية (4.1%) ثم جاذبية الشعب في المرتبة الأخيرة بنسبة (%2.8).
بالنسبة للجاذبية الثقافية، ظهر بعد أن الدولة لديها تنوع اجتماعي وثقافي، فأظهرت وجود حضارة قبطية وحضارة إسلامية ومعارض المتحف الإسلامي والاحتفال بذكرى بدخول العائلة المقدسة أرض مصر، كما أبرزت تنوع الحضارة في العصر اليوناني الروماني، وأبرزت المعابد، المقابر، المحاجر، الكنائس، والأديرة والكتابات عبر العصور المتنوعة منها الهيراطيقية، والديموطيقية، وكذلك اللغات اليونانية والقبطية والعربية.
وأن الدولة لديها تاريخ عريق وأماكن تاريخية، فاستعرضت الآثار كمكان، وأن مصر تزخر بالآثار التي تعكس التاريخ القديم الغني، فضلاً عن اختيار ألوان وتصميمات تجمع بين عراقة الماضي وتطور الحاضر واستشراف المستقبل، مع وصف البيوت والقصور المصرية القديمة واللمسات السحرية بالأرابيسك، وتركيز الإشارة إلى مدينة الأقصر التي تعتبر أكبر متحف مفتوح للآثار المصرية القديمة، ومنطقة أهرامات الجيزة ووصفها بالعظيمة والخالدة، كما أنها تحتوي على هرم الملك خوفو العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع للعالم القديم.
وأن الدولة لديها تراث ثقافي، فظهرت المكونات الثقافية المختلفة التي أبرزت ترويج السمعة عبر الجاذبية الثقافية مثل الإشارة للبازارات التي يمكن للزائر التسوق بها لشراء منتجات تقليدية وتراثية رائعة وفريدة، والهدايا التذكارية، والأطعمة المصرية.
مع الإشارة للقطع الأثرية من مقتنيات المتاحف المختلفة، وأن مصر موطن لعجائب العالم القديم والتي منها الهرم الأكبر الذي مازال موجود حتى الآن، والتماثيل واللوحات الجنائزية التي تخص حكام الواحات، وتماثيل الآلهة وأدوات الكتابة والحلي والتمائم واللوحات الجدارية، والأقنعة والتوابيت الآدمية من الخشب والطيور والحيوانات المحنطة والأيقونات والمسارج والأخشاب القبطية، والمشكاوات والآيات القرآنية على الأخشاب والورق والرق ومجموعة من الخزف والأواني وشبابيك القلل والأسلحة والأطباق.
وظهرت الجاذبية الاجتماعية كمكون للسمعة خاصة في الإشارة إلى أن الدولة تدعم قضايا جيدة مثل للتحول الرقمي والدولة تدعم سياسات بيئية مسئولة على الحفاظ على التوازن البيئي والأثري والاتجاه نحو تحويل القطاع السياحي المصري بأكمله إلى قطاع صديق للبيئة من أجل تحقيق الاستدامة السياحية.
والدولة منفتحة على الدول الأخرى والجاذبية المادية في أن الدولة مكان جميل وجذاب، كما أظهر مضمون المنشورات اهتمام وزارة السياحة والآثار بإبراز الارتقاء بمنظومة التعليم والتدريب السياحي، وسد الفجوات المهارية، وإعادة صياغة مناهج التعليم السياحي لتتوافق مع المتطلبات الفعلية لسوق العمل، وإنشاء وتطوير مراكز تدريبية متخصصة في المحافظات السياحية، وإعداد الخطط والبرامج التدريبية لتنمية وتطوير الكفاءة الفنية والإدارية للعاملين في مختلف المنشآت والأنشطة السياحية والمواقع الأثرية والمتاحف، حيث يعمل بالقطاع السياحي أكثر من مليون أسرة.
أظهر مضمون المنشورات اهتمام وزارة السياحة والآثار بإبراز ما تقوم به من رفع كفاءة لتطوير البنية التحتية السياحية وإنشاء مقاصد سياحية جديدة مثل مدينة الجلالة ومدينة العلمين الجديدة، إلى جانب إنشاء شبكة من الطرق والكباري والمطارات وقطارات سريعة جديدة لربط المحافظات السياحية ببعض مما يعمل أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
واهتمامها بالمؤشرات العالمية التي تحسن البنية التحتية للمطارات ووسائل النقل والخدمات السياحية، كما أنها كانت تقوم بإطلاع ممثلي وسائل الإعلام العربي بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية في تطوير البنية التحتية السياحية المصرية والمدن الجديدة التي تقوم بإنشائها.