بدلا من "الشماريخ" و "العصابة" و "الشقاوة" و"أبو نسب" وغيرها من المفردات التى اختارتها الأفلام لجذب الجمهور، ستجد "أهل الكهف" هنا و "أنف وثلاث عيون" هناك، ولم لا نعيش "بضع ساعات فى يوم ما"؟؟، تلك ليست كلمات تعبر عن حالة أو استعارة لحياة؛ بل عناوين أفلام سينمائية ظهر بعضها وسيتوالى الآخر، وستزداد الوتيرة من الاختيارات المختلفة وغير المعتادة على مدى المواسم القادمة، وستمتد سهام الأدب لتخترق دراما رمضان!!
عودة واضحة لا تخطئها العين فى دراما 2024 وكأنها فتحت الباب على مصراعيه وستستمر، لنشاهد بعض المعالجات الدرامية لأول مرة، ونسخ جديدة تعيد للأذهان مرة أخرى بعضها، وكأن الدراما أرادت الارتداد نحو البدايات عندما كانت الأعمال الأدبية وحدها: المصدر والمنبع والمصب!!
وها هى ارتدت لكنها أرادت فى ذات الوقت أن تثبت حضورها؛ سواء بالتوسع فى الاختيار أو الابتعاد كثيرا عما كان "مقروء"!!
لذلك ابتعد فيلم "الاسكندراني" لأسامة انور عكاشة عن روايته من خلال رؤية المخرج خالد يوسف، وكذلك فعل وائل حمدى مع سيناريو وحوار "أنف وثلاث عيون" حتى أنه قال "إنها فصلا لم يكتبه إحسان"!! وبالتأكيد لن يكون "كهف" توفيق الحكيم كما كان بعد تسعين عام مع معالجة أيمن بهجت قمر!! وسيرى د. مدحت العدل الكثير فى "عتبات" بهجة ابراهيم عبد المجيد، وسيحاول محمد سليمان عبد المالك إيجاد امبراطورية "الميم" لإحسان عبد القدوس من خلال تغييرات الواقع والأحوال.
وقد يتبادر للذهن أن السينما اكتفت بأسماء أديية لها فى الدراما علامات، لكن الواقع والمستقبل يؤكد أنها تبحث عن أدب درامى جديد، فهاهى التجربة تتكرر مرة ثانية مع الكاتب محمد صادق لنشاهد روايته "بضع ساعات في يوم ما" بعد "هيبتا"، وكذلك لا تخفى علاقة الكاتب أحمد مراد بالسينما وثنائيته مع المخرج مروان حامد، وهناك الكثير القادم.
فيبدو أن الدراما لن يتوقف بحثها عن وجه لها يرتدى بعض "ثوب" الأدب.