الخميس 2 مايو 2024

مي التلمساني في نادي سينما الجزويت: جودار مخرج طليعي ومتمرد

مي التلمساني في نادي سينما الجزويت: جودار مخرج طليعي ومتمرد

ثقافة29-1-2024 | 17:28

محمد مدحت

استضاف نادي سينما الجيزويت بجمعية النهضة العلمية والثقافية، جيزويت القاهرة، ليلة السبت الماضي الموافق 27 يناير، الكاتبة مي التلمساني، في لقاء مفتوح للحديث عن سينما المخرج الفرنسي جان لوك جودار، جاء النقاش مع الكاتبة بعد عرض فيلم "Breathless" أو "على آخر نفس" إنتاج عام 1960، وذلك ضمن برنامج شهر يناير "أبطال عاديون" بمقر جمعية النهضة العلمية والثقافية بالفجالة.

الفيلم هو أول أفلام جودار، ويحكي  آخر يومين في حياة البطل، المجرم الشاب الذي يلتقي ببائعة الصحف الأمريكية ويقع في حبها.

 

قالت الكاتبة مي التلمساني، نحن أمام مخرج طليعي، بدأ ناقدًا سينمائيًا في المجلة الفرنسية الشهيرة "كراسات السينما" وكان جزء من اتجاه بدأ يصبح مؤثرًا في خمسينيات القرن الماضي، هو التمرد على سينما الواقعية الشعرية التي كانت تنتجها فرنسا في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، وهي السينما التي تنتجها الدولة، فتمرد عليها ونقد كل ما هو راسخًا في صناعة الأفلام آنذاك، سواء في الحبكة الدرامية، أماكن التصوير، إدخال الموسيقى التصويرية على المشاهد أو حتى الاستخدام غير التقليدي للقطعات المفاجأة للمشاهد.

وجاء التمرد في إنتاج جودار، أولا في الخروج من الاستوديو وقام بتصوير المشاهد الخارجية في الشارع وسط الناس، فنرى مدينة "باريس" الحقيقية لأول مرة على الشاشة وليست تلك التي بُنيت للتصوير، فذهبنا  جميعا وراء البطل نلهث معه في الشوارع وهو ما لم يكن متعارف عليه قبل ذلك.


وأضافت التلمساني، أسس جودار منظورًا مختلفًا تمامًا، فلم يخرج فقط من الاستوديو، ولكنه أيضًا في كتابة الفيلم قرر ألا يلتزم بالطريقة التقليدية، فرفض فكرة التتابع على مستوى الصوت والصورة، كما أنه أعطى لأبطال العمل فرصة ارتجال بعض المشاهد أثناء التصوير، فأنتج فيلمًا كسر كل ما كان راسخًا في السينما العالمية وتحديدًا الفرنسية في ذلك الوقت.

 

وتابعت التلمساني قائلة، جودار من مواليد عام 1930، وكانت أكثر أعماله المؤثرة في فترة الستينيات، وهي المرحلة المهمة التي أثرت في تاريخ السينما، وكان من مؤسسي "سينما الفن والتجريب" التي بدأت من  العشرينيات والثلاثينيات، وبصمة جودار، هي سيطرته على كل الأدوات، فقصة الفيلم عادية  حول مجرم هارب يقع في حب فتاة، لكنه يعطي لهذه القصة كافة الأبعاد الفلسفية من خلال الحوار ويتسائل عن معاني الحب والحياة، فتتحول القصة العادية إلى فيلما ممتعا، وتلك هي بصمة جودار.

 

وقالت الناقدة آية طنطاوي، مبرمجة برنامج نادي سينما الجيزويت، أن فكرة برنامج أبطال عاديون، جاءت لعرض أفكار مخرجين قرروا إنتاج أفلام عن أناس عادية، يبحثون عن الحب والسعادة ويخوضون تجارب إنسانية، وفي تلك الفترة كان التجريب مسموحًا به، لكن في اعتقادها أن ذلك التجريب لا يجدي الآن، فإذا قرر صناع الأفلام إحداث تغييرات داخل الصناعة تتم مهاجمتهم، رغم أن تاريخ السينما في العالم أثبت أن التجريب قد ينتج عنه أفلامًا تعيش لعقود طويلة وتظل مبهرة كما كانت وقتها، مثل أعمال جودار الذي كان جزء من تمرده هو الشكل غير التقليدي للسينما في ذلك الوقت، وجاء ذلك في صناعة الفيلم نفسه، فيعرض لنا فلسفته ورؤيته الشخصية، بعيدا عن القوالب الجامدة التي كان متعارف عليها

Dr.Randa
Dr.Radwa