يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزواره كتاب "من قضايا المرأة في السنة النبوية.. شبهات وردود"، إعداد لجنة السنة النبوية بهيئة كبار العلماء، من إصدارات هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
انطلاقا من أن بعض المسائل حول المرأة قد كثر الكلام حولها، وأثير الجدل واللغط فيها، بقصد، أو بدون قصد، بحسن نية، أو بسوء طوية، والحق يقال أنه لم يكن في عمر أمة الإسلام المديد قضية عرفت بقضية المرأة، ولم تختلق تلك المشكلة إلا حينما أفرغ الغرب في جعبة الأمة الإسلامية ترهاته العابثة، ومشكلاته النفسية التي نتجت عنده أولا، وعانى منها، واكتوى بنارها، فقذف إلينا ما نحن منه براء، فأمة الإسلام على طول المدى مهتدية بهداية السماء، ومستضيئة بنور الوحي وسائرة على النهج القويم، والمسلك المستقيم، حتى وإن انحرفت بها السبل أحيانًا، وتعرضت مجتمعاتها لما هو من شأن البشر من الأخطاء، إلا أنها كانت تستمد نورها، وتسترجع طريقها، وتهتدي وجهتها السليمة بنور الله الخالد، ووحيه التالد: القرآن الكريم، وتطبق المنهج النبوي القويم في أدبياتها، وفكرها، وسلوكها، وتطبيقاتها العملية.
ويستهدف هذا الكتاب حل الإشكالات حول بعض المسائل التي تتعلق بالمرأة في السنة النبوية، وتسديد الفهم فيها، وتبديد الوهم، الذي لحق ببعض عقول أبناء أمتنا الذين لم يقرأوا تراثهم الجليل قراءة متأنية متعقلة متفهمة، واستوردوا مناهج الغربيين، واستمدوا فكرهم من موائد الآخرين، فحصلت الفجوة وكانت القطيعة المعرفية بين الأمة وبين تراثها الأصيل ونهجها القويم.
يشير الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، في تقديمه للكتاب، أن الإسلام هو الذي أنصف المرأة، وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة، فمنذ سطعت شمس الإسلام على دنيا الحياة أشرقت دعوته السامية ورسالته العالمية بالقيم الرشيدة، والمبادئ السديدة، التي أخذت بيد البشرية جمعاء والمرأة بصفة خاصة، فأخرجتها من الظلمات إلى النور، وأعادت شريعة الإسلام السمحة للمرأة حقوقها التي أهدرتها جاهلية بعض الأمم والقبائل التي كانت تظلم المرأة، وتسلبها حقوقها.
ويلفت د. عمر هاشم أنه انطلاقا من كثرة توجيهات السنة في رعاية المرأة؛ لأنها أساس البيت والأسرة، كانت محاولة الشّغب الفكري، ومحاولة الادعاء بأن في السنة أحاديث تظلم المرأة، وكلها ادعاءات باطلة لا أساس لها، لافتا إلى أن القارئ الكريم سيرى في هذا الكتاب الرد العلمي المقنع - الذي ألفه نخبة من علماء الأزهر الشريف على أولئك الذين يحاولون إثارة الشبهات.
من جانبه، يشير الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، في تقديمه للكتاب، أن بعضا من المشككين قد حاول - عبثا - إيهام المرأة بأن الإسلام ظلمها، وأن السنة النبوية احتقرتها وأهانتها، مرددين أحاديث نبوية، بعضها لا يثبت، ودون أن يتحققوا ثبوتها من عدمه!! فلربما رددوا أحاديث واهية وأخبارًا مكذوبة؛ ليُلبسوا على الناس دينهم، ويوهموهم - زورا وبهتانا - أنها من الحديث النبوي الشريف، وهناك بعض الأحاديث الثابتة، فهموها فهما بعيدًا عن سياقها، وأسباب ورودها، وملابساتها، إضافة إلى أن هؤلاء حينما يفسرون الأحاديث النبوية ويشرحونها لا يلتزمون بقواعد اللغة في دلالة الألفاظ، ولا يتقيدون بضوابط التعامل مع المرويات، وبناءً عليه يظهر هذا الانحراف في الفهم، فأنى لفهم غير سليم أن يكون حكمًا على قول سيد البرية صلى الله عليه وسلم!!
ويلفت د. معبد عبد الكريم أنه من هذا المنطلق وجّهت لجنة السنة النبوية بهيئة كبار العلماء بعض الباحثين المعاونين لمناقشة هؤلاء، وبيان زيفهم الذي يُثار حول بعض أحاديث المرأة؛ تصحيحا للمفاهيم المغلوطة، وأداء لأمانة التبليغ فكان هذا الكتاب.
ويرد الكتاب على ١٧ شبهة حول المرأة في السنة النبوية كالتالي: مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "إِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَع"، الرد على الشبهة المثارة حول حديث "إِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ»، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "النساء ناقصات عقل ودين"، الرد على الشبهة المثارة حول حديث "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةٌ»، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ"، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "لعن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زوَّارات القبور»، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ»، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "لا يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ"، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث « إِذَا اسْتَعْطَرَتِ الْمَرْأَةُ ، فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ"، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةٍ شَيْطَانٍ"، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ»، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث «لَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا »، مناقشة الشبهات المثارة حول قضية استئذان الزوجة من زوجها للخروج من البيت، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ»، مناقشة الشبهة المثارة حول حديث "فإنهن عوانٌ عِندَكُم»، الرد على الشبهة المثارة حول حديث "دية المرأة في الإسلام"، مناقشة الشبهة المثارة حول قضية تعليم المرأة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.