قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "مصر الخير"، إن نجاحات المؤسسة في العمل التنموي قامت على ثقة الناس"، مشيرًا إلى أن المؤسسة تسعى إلى ترسيخ نموذج خدمي يتخطى الحيز المحلي إلى كل محتاج بالعالم.

جاء ذلك خلال ندوة "دور مؤسسة مصر الخير في التنمية الاجتماعية" في إطار محور المؤسسات الثقافية المصرية ضمن فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. 

وأوضح جمعة أن المؤسسة تتعاون مع الجهات المختلفة لتحقيق أهدافها عبر البروتوكولات واتفاقيات التعاون مع جهات حكومية وخاصة، سواء جهات مالية أو علمية أو تنموية على أساس أن العلم والتشارك هما مرتكزًا بناء الحضارة، مشيرًا إلى أن استراتيجية التعاون من فوائدها تحديد عمل الأطراف دون إغفال للمهام والمسؤوليات. 

ودعا إلى إنشاء وتمكين ثقافة التطوع في المجتمع لأنها أساس العمل التنموي وحجر أساس في أعمال خدمة المجتمع، مبينًا أن فكرة مؤسسة "مصر الخير" بدأت عام 2007 وكان الهدف منها هو إنشاء نموذج يكون قاطرة للعمل الخيري والخدمة الاجتماعية، كما سعت المؤسسة لإنشاء نموذج قابل للتطبيق داخل مصر وخارجها بهدف كسر الحلقات المفرغة من المرض والجهل والفقر.

وأضاف جمعة "إن المؤسسة رفعت منذ نشأتها شعار "من الناس للناس"، وذلك حيث قامت الحضارة الإسلامية في الأساس على فكرة المؤسسية لخدمة الناس.. والقائمون على المؤسسة لا يبتغون إلا رضا الله وعمارة الأرض، وهو جوهر العبادة"، مؤكدًا أن المؤسسة قامت منذ نشأتها على ثلاثة أركان هي: الجمعيات الأهلية وقطاع الأعمال والحكومة، قبل أن تتم إضافة ركن أخير، وهو الإعلام الذي يستطيع الوصول برؤية المؤسسة إلى عموم الناس.

ونوه بأن القائمين على المؤسسة اتفقوا على الشفافية المطلقة، مما انعكس في حالة كبيرة من ثقة عموم الناس في المؤسسة، وكذا استمرارها في العطاء، مشددًا على أهمية الاستفادة من الإدارة كعلم لتمكين المؤسسة من النفاذ من الحيز المحلي إلى الحيز الأكبر، وتابع: "المؤسسة تعمل منذ نحو 17 عاما وتتعاون مع الجهات المختلفة، كما قامت بتوقيع بروتوكولات فاقت الـ1000 بروتوكول مع كافة الجهات (الجامعات والبنوك والشركات والمؤسسات والجمعيات والوزارات) وغيرها".

كما أكد الدكتور علي جمعة حرصه على المشاركة في معرض الكتاب كل عام، حيث شارك في النسخة الأولى من المعرض وحتى النسخة الحالية الـ55 باعتبار فعالية مهمة في تاريخ مصر.

ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مصر الخير" الدكتور محمد الرفاعي "إن وجودنا في المعرض يحمل رسالة لأهمية الثقافة في تنمية المجتمع ودور مصر الخير في ذلك، والمؤسسة تعمل دائمًا على البشر لأن التنمية الحقيقية هي تنمية الإنسان"، مشيرًا إلى أن ذلك من أهداف "مصر الخير" وعملها في قطاعات التعليم، وخاصة الفتيات وتمكين التعليم الفني. 

وأوضح أن المؤسسة تعمل في مجالات الصحة وتنقية المياه، كما كانت لها الريادة في العمل على مكافحة فيروس (سي)، علاوة على العمل في مجال البحث العلمي والابتكار لأنه أساس التنمية والتقدم. 

ولفت إلى تكثيف المؤسسة لجهودها في مجال التحول الرقمي وكافة مناحي الحياة المتمثل في دعم ذوي الإعاقة وتسجيل التراث ونشر الثقافة، إضافة إلى قطاع تنمية المجتمع من خلال دعم جهود المجتمع المدني عن طريق تدريب الأفراد وترسيخ أهداف التنمية المُستدامة، مبينًا أن محور الفقر يجري العمل عليه من خلال دعم إنتاج الأسر وتدريب الراغبين.

ونوه بأن مصر الخير هي نموذج بدأ في 2007 ويواصل نجاحاته، حيث لم تكتف المؤسسة بدورها الأولى، ولكنها تشعبت وانطلقت في الكثير من المجالات التنموية الأخرى، مستعرضًا تلك الإسهامات كدعم الأسر المنتجة والبحث العملي وتكامل الخدمات. 

يشار إلى أن فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تتواصل وسط حضور وإقبال جماهيري لافت، وذلك حتى 6 فبراير الجاري بمشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، و1200 ناشر.