الأربعاء 15 مايو 2024

مع تضارب التصريحات.. إلى أين وصلت مفاوضات الهدنة المتوقعة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال؟

العدوان على غزة

تحقيقات4-2-2024 | 23:16

محمود غانم

مع زيادة الحديث عن اقتراب الوصول إلى هدنة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، نستعرض العديد من السيناريوهات التي قد تشهدها المرحلة المقبلة، بحسب ما أفاد الأطراف والوسطاء.

وكانت أهم التطورات التي تتعلق بهذا الصدد الاجتماع الذي احتضنته العاصمة الفرنسية "باريس"؛ لبحث بنود اتفاق جديد بين الاحتلال وحركة حماس يتعلق بوقف إطلاق النار في القطاع.

وفي أعقاب ذلك، قالت حركة حماس، إنها تسلمت مقترح اجتماع باريس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وستدرسه للرد عليه.

وأوضحت حماس، أن أولويتها هي إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزة، مشيرة إلى أن الحركة "منفتحة على كل الأفكار التي من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء العدوان على غزة، وتأمين إيواء النازحين".

وأضافت أنها منفتحة على مناقشة أي مبادرة تقضي بإعادة الإعمار، وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية الأسرى الفلسطينيين.

وبالتوازي مع ذلك، أفادت الخارجية القطرية، بأن المفاوضات بين حماس وإسرائيل "في لحظة جيدة الآن"، وقد توصلت الأطراف لأمور كثيرة استعصت على الوسطاء لمدة شهرين.

  ملامح الهدنة

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر توصلت إلى توافق في الآراء بشأن اتفاق يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 45 يوم، يتزامن مع إطلاق لسراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق سيتضمن أيضاً الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مع تفاصيل محددة، مثل عدد المقاتلين منهم الذين سيطلق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي وهوية السجناء، والتي ستناقش بين الجانبين، وعلاوة على ذلك ستتم زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة.

وفيما يتعلق بذلك، نقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن رئاسة الحكومة لا تريد عقد اجتماع للطاقم الوزاري المصغر لبحث صفقة الأسرى، قبل وصول رد من حركة حماس.

وأردفت الإذاعة، بأن رئاسة الوزراء الإسرائيلية تخشى أن تتعمق الخلافات وتتسرب المعلومات عن الموقف من الصفقة.

وتطغى الخلافات الداخلية على الحكومة الإسرائيلية في هذا الشأن، حيث هاجم 4 وزراء من حزب "الليكود" اليوم صفقة التبادل خلال جلسة الحكومة الإسبوعية، وذلك بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

 مطالب حماس

ووضع القيادي في حماس، أسامة حمدان أمس السبت، النقاط على الحروف، فيما يتعلق بالصفقة المحتملة، حيث أكد أن قرار الحركة مرهون بالتوصل إلى وقف العدوان وسحب قوات الاحتلال ورفع الحصار عن قطاع غزة وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

وأوضح حمدان، أن حماس منفتحة على كل ما من شأنه وقف العدوان، وإغاثة سكان القطاع المحاصر، في وقت تواصل حكومة بنيامين نتنياهو عرقلة كل المبادرات.

وأشار إلى أن الحركة مازالت تبحث الإطار العام الذي نوقش باجتماع باريس، وتركز على وصول المفاوضات إلى إنهاء العدوان تماماً، وسحب قوات الاحتلال إلى خارج القطاع، ورفع الحصار عنه تماماً، وتأمين إيواء النازحين، وإعادة الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جدية للأسرى، وإقرار العالم بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وثمن القيادي، الجهود المصرية القطرية الرامية إلى وقف العدوان على القطاع، مضيفاً أن حماس "ستكون حيث تكون مصلحة الشعب".

وأعقب أن الأولوية هي رفع المعاناة عن سكان القطاع وحماية الفلسطينيين في الضفة، وكذلك حماية المسجد الأقصى والمقدسات وحق الفلسطينيين في العودة والاستقلال.

وأكد على التواصل والتشاور الدائم مع كافة فصائل القوى الفلسطينية، لاسيما شركاء الميدان ورفقاء السلاح، مضيفاً "نشيد بكل المواقف الوطنية التي عبرت عن الوحدة ودعم المقاومة".

 

 علاقات متوترة

وعلى الرغم بأن الدعم الأمريكي للاحتلال لاينقطع في ظل الحرب المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن ما يدور في الخفاء يشير إلى غير ذلك.

وبخصوص ذلك، ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل الموافقة على هدنة لمدة 4 أشهر.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، على وجود خلافات مع الولايات المتحدة، متابعاً: "لكن حتى اليوم تمكناً من التغلب عليها بقرارات مدروسة".

وأضاف نتنياهو:" كدولة ذات سيادة تحارب من أجل وجودها ومستقبلها، نقوم باتخاذ قراراتنا بأنفسنا، حتى في تلك الحالات التي لا يكون فيها توافق مع أصدقائنا الأميركيين".

وتابع:"لن ننهي الحرب دون إنهاء جميع أهدافها؛ القضاء على حماس، وإعادة جميع مختطفينا، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل في المستقبل".

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الأسبوع الماضي، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تضغط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لفترة كافية توقف الزخم العسكري لإسرائيل. 

وأوضحت الصحيفة، أن المفاوضين الأميركيين يرون أن من الصعب على إسرائيل استئناف الحرب بقوتها الحالية بعد وقف طويل.

 

 آخر التطورات

وفي آخر ما يتلعق بتطورات هذا الصعيد، نفى مصدر قيادي في حركة حماس صحة الأخبار المتداولة بشأن رفض الحركة مقترحات وقف إطلاق النار.

وأضاف المصدر، في تصريحات لـ "لإعلام فلسطيني" إن ما تنشره بعض وسائل الإعلام العربية من أخبار عن اتفاقات التهدئة وموقف الحركة منها غير صحيح، وهو "يهدف إلى التشويش على موقف المقاومة ويتماشى مع موقف الاحتلال للضغط على الحاضنة الشعبية وإرباك الشارع الفلسطيني".

وأوضح نحن في المرحلة النهائية للمشاورات الداخلية ومع الفصائل بشأن المقترح الذي تسلمناه، وسنرد عليه قريباً.

في المقابل، يتواصل الحراك الشعبي في تل أبيب، للمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة من خلال وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل للأسرى.

وأتاحت هدنة السبعة أيام بين إسرائيل والمقاومة بوساطة قطرية مصرية برعاية أمريكية، التي عقدت في أواخر نوفمبر الماضي، إطلاق سراح 80 من الرهائن الإسرائيليين مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، كما أفرجت المقاومة عن رهائن أجانب لم يكونوا مدرجين في الصفقة الأساسية.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها 27.238 شهيد، فضلاً عن إصابة 66.452 بجراح مختلفة.

 

 

Dr.Radwa
Egypt Air