عندما عرض فيلم "بيت الروبى" فى تركيا بعد ستين عاما من تواجد السينما المصرية هناك ، تساءلت عن التفكير فى أبواب جديدة ، وجاءت الاجابة سريعا من فيلم "أبو نسب" الذى انطلق وتجاوز كافة التوقعات والتفكير داخل الصندوق وخارجه ، وفتح باب ايطاليا لأول مرة أمام السينما المصرية ولم يكتفِ بها بل سينطلق بعدها إلى ماليزيا التى لم تذهب لها السينما المصرية سوى للتصوير!!! ولم ينسَ فى ذات الوقت تركيا فجمع لأول مرة بين تلك الدول!! وأصبح أول فيلم مصرى افريقى يجمع فى عرضه بين قارتى اسيا وأوروبا معا ؛ وينطلق من عقر أوربا بصورة مباشرة سريعا نحو ايطاليا ؛ متحديا كافة العقبات؛ باحثا عن جمهور جديد يمكنه دعمه فى تلك البلدان ، ولم لا وقد حصل على الصدارة الفيلمية فى الامارات والسعودية وقطر ؟؟ ولايزال متصدرا شباك التذاكر فى مصر حتى الآن رغم المنافسات؟؟ فكل ذلك يجعله مهيئا للحصول على المزيد.
لذلك يحسب ل "أبونسب" بخطوته الاورو -اسيوية وفتحه أسواق جديدة صعبة وغير معتادة، لكن ذلك السبق يطرح فى ذات الوقت التساؤلات التى لابد وأن يفكر فيها أهل السينما ؛ فهل سيتم التفكير بصورة متكاملة بعيدا عن التواجد فى دار عرض هنا أو أخرى هناك؟؟ وهل يتم استغلال التواجد فى تلك الأسواق الجديدة والامتداد فيها ؟؟ ووضع قدم للسينما المصرية هناك؟؟ وهل تفتح تلك "الأبواب" أبوابا أخرى بعدها؟؟ فلم لم يتم التفكير فى عمقنا الافريقي بصورة أكبر اتساعا؟؟ وتلك الدول التى تتقن العربية والتى لديها تاريخ مع الفن المصري؟؟ تساؤلات كثيرة يطرحها عرض الافلام السينمائية خارج مصر والتوجه نحو جمهور مختلف ؛ لكنه يأتى فى ذات الوقت بحلولا لأزماتها ، ووضع صناعة السينما المصرية فى المكانة التى تليق بها؛ إن تم التفكير بصورة أشمل وأكثر اتساعا وبحثا عما تستحقه بعيدا عن الاجتهادات الفردية.
لقد كان يتم انتاج نسختين من الفيلم المصرى التركى منذ ستين عاما : احداهما باللهجة المصرية والأخرى بالتركية ، وكان للسينما المصرية فى ذلك الوقت تواجدا فى تركيا ، وكان فريد شوقى نجما هناك، وهاهو "أبو نسب" فى ايطاليا وماليزيا وتركيا يؤكد أن المزيد دائما لمن يريد!!