تشهد العملة السودانية انهيارًا متسارعًا في السوق السوداء، حيث تصل قيمة الدولار والعملات الأخرى إلى مستويات قياسية أمامها، نتيجة للأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد.

وذكر مصدر مطلع في مجال الصرافة - لموقع "أخبار السودان" - أن سعر الدولار في السوق الموازي بلغ اليوم 1200 جنيه سوداني للبيع و1190 جنيهًا سودانيًا للشراء، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 20 جنيها عن نهاية الأسبوع الماضي.

وأشار المصدر إلى أن العملات الخليجية تتابع مسيرة الارتفاع، حيث وصل سعر الريال السعودي إلى 317 جنيها سودانيًا، والدرهم الإماراتي إلى 322 جنيها، والريال القطري إلى 320 جنيها.

وحذر المصدر من أن هذا التدهور في أسعار الصرف يزيد من معاناة المواطنين، خاصة في ظل تفاقم النقص في الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والغذاء.

وأوضح المصدر أن سعر الدولار يختلف باختلاف المؤسسات المالية التي تحدده، حيث حدد بنك الخرطوم سعره بـ 1035 جنيها سودانيًا، وبنك أم درمان بـ 1050 جنيها، في حين بلغ في بنك فيصل 1100 جنيه سوداني.

وتشهد سوق الصرف الموازية تقلبات كبيرة في أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، بسبب زيادة الطلب على النقد الأجنبي لتغطية احتياجات المستوردين والمواطنين من المواد الأساسية والطاقة، وانخفاض مستوى الإنتاج المحلي والصادرات، وتفاقم الأزمة السياسية والحرب.

وتواجه المصارف المحلية صعوبات في مواكبة ارتفاع سعر الدولار في سوق الصرف الموازية، بسبب نقص مخزونها من النقد الأجنبي وتراجع إيرادات التصدير والتحويلات. كما تتأثر عمليات المصارف بالظروف الأمنية المتدهورة في بعض المناطق، حيث تعرضت بعض فروعها للسرقة والنهب.

وقال مصدر مصرفي إن هناك ضغطا كبيرًا على الدولار مع اقتراب شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على المواد الغذائية والمستهلكة وسط توقعات بارتفاعات جديدة. 

وأضاف أن المصارف تحاول تلبية طلبات عملائها بحسب إمكاناتها، مع مراعاة أولوياتهم وسط صعوبة سحب النقد الأجنبي؛ ما يعزز قوة السوق الموازي.