الخميس 2 مايو 2024

في ذكرى وفاته.. محطات من حياة رجاء النقاش

رجاء النقاش

ثقافة8-2-2024 | 14:47

أروى أحمد

تحل اليوم ذكرى وفاة محمد رجاء عبد المؤمن النقاش، وهو أحد الرموز التي أسهمت في إرساء حركة النقد العربي، من خلال تناوله للأعمال الإبداعية العربية بالدراسة والتحليل عبر كتاباته في الصحف والمجلات المصرية والعربية وعبر العديد من الكتب النقدية التي أسست لأجيال من الكتاب، فضلا عن تجربته الصحفية حيث ترأس تحرير عدد من المجلات المصرية.

ولد "رجاء النقاش" بقرية «منية سمنود» محافظة الدقهلية، وتخرج من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1956، وبدأ ممارسة النقد الأدبي وهو طالب في السنة الأولى بالجامعة، وكان ينشر مقالاته آنذاك في مجلة الآداب البيروتية.

 وعمل "النقاش" في مجلة روز اليوسف عام 1959، وتولى بين عامي 1969 و1971 رئاسة تحرير "الهلال"، ثم انتقل عام 1971 رئيسا لتحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، وأسس مجلة «الدوحة» في قطر وعمل بها منذ عام 1981حتى عام 1986، ثم تولى رئاسة تحرير مجلة «الكواكب» في التسعينيات، وفي السنوات الأخيرة أصبح كاتبا متفرغا بصحيفة الأهرام.

حرص النقاش على رصد التجارب الإبداعية لعدد من الأدباء العرب، ومنهم الروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد اكتشاف روايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال»،  والشاعر  المصر أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الأول «مدينة بلا قلب»، والشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أصدر عنه عام 1969 كتاب «محمود درويش شاعر الأرض المحتلة».

أقيم للنقاش  في نقابة الصحفيين المصريين شهر يناير 2008، حفل تكريم، وبعث محمود درويش برسالة إليه عبر فيها عن حبه معترفا له بالفضل، حيث قال درويش في رسالته: "عزيزي رجاء النقاش.. كنت وما زلت أخي الذي لم تلده أمي منذ جئت إلى مصر، أخذت بيدي وأدخلتني إلى قلب القاهرة الإنساني والثقافي، وكنت من قبل قد ساعدت جناحي على الطيران التدريجي، فعرفت قراءك علي وعلى زملائي القابعين خلف الأسوار.. عمقت إحساسنا بأننا لم نعد معزولين عن محيطنا العربي".

 

نال النقاش العديد من الجوائز أثرعمله الجاد وإبداعه الدائم، حيث حصل على جائزة الدولة التقديرية بمصر عام 2000، واختاره مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية التابع لنادي دبي للصحافة، كما كان رجاء النقاش شخصية العام 2004 العالمية، وكرم في يناير 2007 في حفل بنقابة الصحفيين بالقاهرة حيث نال درع النقابة ودرع مؤسسة «دار الهلال» ودرع حزب التجمع.

 كرم النقاش  في نقابة الصحفيين يوم الإثنين 13 يناير 2008 حيث تحدث نقيب الصحفيين المصريين مكرم محمد أحمد عن رجاء النقاش ودعى إلى تسليمه جائزة مبارك للآداب، واصفاً إياه بأنه «علم من أعلام الصحافة والنقد والأدب، فهو أستاذ جيله الذي سطع نجمه في عالم الصحافة، والذي لا يزال على مدار أربعة عقود يثري مجال الصحافة والأدب بمقالات وكتب هامة، إضافة إلى اكتشافه عدداً من المبدعين المصريين والعرب بغير حصر قدمهم رجاء النقاش إلى عالم الإبداع»، معتبراً أنه لم يأت أحد في تاريخ النقاد المصريين من بعد محمد مندور، وقدم هذا الكم الكبير من المقالات والأعمال النقدية مثل النقاش، ثم سلم نقيب الصحفيين درع النقابة له تقديراً لجهوده ومسيرته العامرة.

 

وسلم رفعت السعيد رئيس حزب التجمع درع الحزب إلى النقاش، حيث أشاد بدوره «كناقد مثقف مستنير، ظل طوال مسيرته النقدية مدافعاً عن قيم الجمال والاستنارة ضد القبح والتخلف، وقال السعيد إن النقاش رجل يبدو هادئا رومانسيا لكنه سياسي قوي وناقد مستنير يدافع عن العقل».

كما تسلم النقاش درع مؤسسة «دار الهلال» من رئيس مجلس إدارتها عبد القادر شهيب، ومنحه علي أبو شادي درع المجلس الأعلى للثقافة.

  توفي رجاء النقاش، يوم الجمعة الثامن من فبراير 2008 في أحد مستشفيات القاهرة بعد صراع  طويل استمر لمدة ثلاثة سنوات مع مرض السرطان، عن عمر يناهز 74 عاما

 

Dr.Randa
Dr.Radwa