انتشلت وحدات من البحرية التونسية اليوم (الخميس) 13 جثة لمهاجرين غير شرعيين من السودان كان مركبهم قد غرق قبالة سواحل محافظة المهدية بشرق تونس، وفق إذاعة محلية تونسية.

ونقلت إذاعة (موزاييك أف أم) المحلية التونسية عن الناطق الرسمي باسم محاكم محافظتي المنستير والمهدية التونسيتين فريد بن جحا، قوله اليوم إن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين كانوا قد أبحروا من سواحل مدينة جبنيانة بمحافظة صفاقس قبل أن يغرق مركبهم على بعد 900 ميل شرق مدينة الشابة بمحافظة المهدية.

وأضاف أن المركب كان يقل 42 مهاجرا غير شرعي يحملون جميعهم الجنسية السودانية، وذلك وفق ما ذكره مهاجران اثنان تمكنا من النجاة، لافتا في نفس الوقت إلى أن هؤلاء المهاجرين حاصلون على بطاقة اللجوء من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

ولم يتسن الحصول على معلومات إضافية من الإدارة العامة للحرس الوطني (الدرك) حول هذه الفاجعة، فيما أكد بن جحا في تصريحه الإذاعي، أن الوحدات البحرية شرعت في إجراء عمليات بحث عن المفقودين.

وأشار إلى فتح تحقيق بهذا الشأن، حيث كلف قاضي التحقيق فرقة الإرشاد البحري بالمنطقة البحرية بالمهدية بإجراء الأبحاث اللازمة باعتبار أن هذه الفاجعة الجديدة تندرج في إطار جريمة "الاتجار بالبشر وتكوين وفاق إجرامي قصد اجتياز الحدود البحرية خلسة".

وخلال الفترة الماضية شهدت السواحل التونسية حوادث مماثلة، ما دفع السلطات الأمنية إلى شن حملات مكثفة وواسعة في عدد من محافظات البلاد بهدف وقف موجات الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من السواحل التونسية باتجاه السواحل الإيطالية.

والاثنين الماضي، أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي أن وحداتها تمكنت خلال أسبوع من إحباط 99 محاولة للهجرة غير الشرعية انطلاقا من السواحل التونسية نحو إيطاليا.

وقالت الإدارة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في ((فيسبوك)) إن عمليات الإحباط جرت خلال الفترة ما بين 28 يناير و3 فبراير الجاري، وتم خلالها اعتقال 2469 مهاجرا غير شرعي، هم 405 تونسيين، و2064 يحملون جنسيات دول من إفريقيا جنوب الصحراء.

وتقول السلطات التونسية إن معظم المهاجرين غير الشرعيين الذين يُبحرون خلسة من سواحلها ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وتُشير إلى أن وجود ما يقارب 100 ألف مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء في البلاد يتطلع معظمهم إلى عبور البحر المتوسط باتجاه الجزر الإيطالية القريبة.

وتُعتبر جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية التي عادة ما يختارها المهاجرون غير الشرعيين كمحطة أولى لرحلتهم البحرية، أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية حيث تبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط.