ترفض بعض الفتيات الخوض في علاقة عاطفية، خوفاً من أن تفشل بسبب ما عاشته أو سمعته عن قصص ارتباط كثيرة بدأت بالرومانسية، وانتهت بالفشل والانفصال، ولذلك نتساءل إلي أي مدى تؤثر تجارب العلاقات الغير ناجحة على تفكير بعض الفتيات، وتجعلهن في منأى وخوف من الإقدام على تلك الخطوة، وكيف نصحح ذلك المفهوم الخاطئ...

ومن جهتها تقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، أن سماع قصص الآخرين مفيدا في بعض الأحيان، وذلك عندما يكون مثال حقيقي للعبرة والاتعاظ من خلل ما في سلوك إحدى الطرفين، وهناك مقوله تقول " تعلم من تجارب الآخرين فليس لديك العمر لتقوم بها كلها "، ولكن هناك شخصيات تنظر إلي الجوانب السلبية فقط، ولا تنظر لأي علاقة ناجحة وتظل متقوقعة علي نفسها، خوفا أن تتكرر التجربة السيئة بحياتها كما سمعت عنها من غيرها.

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أن تأثير تلك التجارب الفاشلة تتوقف على استيعاب الفتيات وإدراكهن لها، وليس على الارتباط الفاشل أو الناجح، فمن تنظر للجوانب السلبية فقط ، تتوقف لديها الرغبة في الارتباط العاطفي خوفاً من تكرار نفس الألم الذي عاشته غيرها وتعيش في حالة من القلق والاكتئاب ودائرة الحزن واليأس، ولذلك لابد أن تربى الفتيات منذ الصغر على بعض القواعد التي تساعدها في بناء شخصية ذات عقل متفتح لا ينجرف وراء ما يسمعه دون التدقيق والتأمل، من أجل الفهم والاستيعاب، لأنه علي الإنسان الناجح الاستفادة من كل التجارب الفاشلة، ليتعرف علي أسبابها ويتجنب الظروف والسلوكيات التي أدت للفشل، ويستفيد من كل الموارد المتاحة لتنجح نسخته الشخصية من حياته.