السبت 4 مايو 2024

«مي زيادة» الخطيبة الأولى في العالم العربي.. مقال نادر بمجلة الهلال

مي زيادة

كنوزنا11-2-2024 | 13:45

بيمن خليل

تُعدّ مي زيادة من أبرز الكاتبات والأديبات العربيات في القرن العشرين، حيث اشتُهرت بأسلوبها الأدبي الرائع وإبداعاتها المتميزة في مجال الشعر والنثر، واكتسبت ثقافة واسعة بإلمامها باللغات الأجنبية إلى جانب اللغة العربية، أصدرت العديد من الدواوين الشعرية.

تميّز أسلوب مي زيادة الأدبي بالطابع العاطفي والإنساني الذي يعكس تجاربها ورؤيتها للحياة، واتسم بخصائص خطابية بارزة، تحدث عنها الدكتور محمد رجب بيومي في مقال نُشر بمجلة "الهلال" عام 1986 بعنوان "مي زيادة: الخطيبة الأولى في العالم العربي".

يرى بيومي أن روح الخطابة التصويرية رفرفت في أغلب إنتاج مي زيادة، سواء في المقالة الأدبية أو النقدية أو القصصية، لأن موهبتها الخطابية ارتبطت بشخصيتها وأسلوبها الكتابي بشكل عام، وذلك ظهر في بعض ما نشرت بالهلال والمقتطف من أقاصيص.

ويصف "بيومي" أسلوبها بأنه عذب التلوين، شجي الإيقاع، مع توهج انفعالي بارز ومؤثر، مما جعل القارئ يتفاعل مع نصوصها ويندمج في عواطفها.

كما يرى بيومي أن مي زيادة كانت من أرقى خطباء ومحاضري عصرها، فقد تميزت بحسن الأداء والإلقاء، وثقة لا تهاب المنابر، فكان أسلوبها الشفوي مطابقًا لأسلوبها الكتابي في قوة التأثير وجمال الصياغة.

وعن أسلوبها الخطابي، أشار إلى أنه قد تحدث مؤرخو مي عن أسلوبها، وهو أسلوب تندرج تحته المحاضرات التي ألقتها في شتى الأندية إذ أن الذاتية دائما تطفو على الموضوعية في أكثر ما تتعرض له من بحوث، وقد تستنكر ذلك من نظير البحث الموضوعي حجارة يوصف بعضها فوق بعض حتى ينهض بناء يتصف بالمتانة، وإن بعدت عنه معاني الجمال.

تحدث الدكتور بيومي أيضًا عما كتبه بعض الشعراء عن أسلوب مي زيادة، مستشهدًا بقول الشاعر خليل مطران:

أين ذاك الصوت الذي يملك الأسماع  ** في كل موقف تقفينا؟

فهواناً بيث بناً رقيقاً ** يملأ النفس رحمة وحنينا

وهواناً يثور ثورة حر ** عاصفاً عصفة تدك الحصونا

بكلام حوى الطريفين تنفيما ** كما يستحب أو تلوينا

قدرته لفظاً ولحظاً وإيماء ** بما ودت المنى أن يكونا !

كما استشهد بقول العقاد معبرًا عن براعتها في الخطابة والمحاضرة:

أين في المحفل مي ياصحاب ** عودتنا هاهنا فصل الخطاب

عرشها المنبر مرفوع الجناب ** مستجيب حين يدعى مستجاب

 

Dr.Randa
Dr.Radwa