أكد الدكتور سامح فوزي، الكاتب والروائي وكبير باحثين بمكتبة الإسكندرية أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان في ٤ فبراير ٢٠١٩ تنطوي على مبادئ إنسانية راقية للإخاء بين البشر مثل المساواة والحرية والمواطنة ونبذ العنف والإرهاب، وأهمية الحوار والتنوع وقبول الآخر، ورغم ذلك لم يكن لها صدى في أزمات العالم طيلة السنوات الخمس الماضية.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها لجنة الشباب في بيت العائلة المصرية، وذلك في بيت السناري الأثري، وأدارها كل من د. ناهد عبد الحميد ود. يوسف ورداني.
وأضاف: أين الأخوة الإنسانية مما يحدث في حروب وصراعات لم يشهد العالم مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية، في وقت لا تجد فيه الدول الفقيرة التي تكتوى بنار الأزمات الاقتصادية والديون العون والمساعدة من الدول الغنية.
وأشار الدكتور سامح فوزي إلي أن الفقراء في العالم يدفعون ثمنا باهظا لتداعيات وباء كورونا، والتغيرات المناخية التي أدت إلي التصحر والجفاف والفيضانات وتدمير الزراعات والنزاعات على الموارد، ولا تقدم لهم الدول الغنية المساعدة رغم انها تتحمل المسئولية الأكبر في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتساءل فوزي: "أين وثيقة الأخوة الإنسانية من الظلم والعنف والفقر والتهميش في العالم؟"، متابعًا: "ما يحدث في غزة هو دليل جازم علي أن مفهوم الأخوة الإنسانية غائب في الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية علي الشعب الفلسطيني، والتي تساندها بعض الدول الكبرى".
ولفت إلي أن دور الدين ذاته تراجع في تشكيل السياسات والمواقف الدولية، وهو ما يضعف من تأثير وثيقة الأخوة الإنسانية عالميا، ودعا القائمين على إدارة الوثيقة إلى إطلاق مبادرات تربط بين الحوار والتنمية، نظرا لأن الشعوب لا تؤثر فيها الوثائق الثقافية قدر تأثير المصالح المشتركة بين الناس المختلفين في المعتقد الديني، وهو ما يحمل معه قيم التعايش الإيجابي.