قال الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة رئيس البرازيل لولا دا سيلفا لمصر تكتسب أهمية وتعد نقلة جديدة في العلاقات الثنائية، فهي زيارة تاريخية وتؤكد أن دول الجنوب لها صوت وإرادة في هذا العالم، في ظل التغيرات التي يمر بها المجتمع الدولي في الوقت الحالي، بجانب تعزيز مجالات التعاون الثنائية بينهما.
وأوضح البرديسي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر هي الدول الفاعل الأكبر في أفريقيا والبرازيل هي الفاعل الأكبر في أمريكا الجنوبية، وكلا البلدين من المهم التنسيق والتشاور بينهما وخاصة أن كلاهما أعضاء في مجموعة البريكس، التي انضمت لها مصر في مطلع العام الجاري، مشيرا إلى أن مصر والبرازيل أيضا دولتان واعدتان في المستقبل، وإذا كان هناك حديثا عن إصلاح المنظومة الدولية ومقاعد دائمة فيمكن للبرازيل أن تمثل أمريكا الجنوبية فيما تكون مصر هي صوت أفريقيا.
وأشار إلى أنه على المستوى الثنائي بين البلدين فالعلاقات التاريخية بينهما تعود لعقود مضت وتحتفل البلدان بمرور 100 عام على العلاقات بينهما، والتقى الرئيس السيسي نظيره البرازيلي في عدد من المحافل الدولية وهناك توافق بين الرئيسين، وقد وصفه الرئيس السيسي اليوم بأنه شخصية عظيمة ولها مكانتها في العالم، معربا عن احترامه وتقديره للرئيس البرازيلي، وفي المقابل أعرب دا سيلفا عن إشادته وتقديره لمصر وجهودها.
ولفت إلى أن هذه الزيارة والمحادثات بين الزعيمين يمكنها أن تنعكس على النمو المضطرد في العلاقات بين البلدين وخاصة على المستوى التجاري، حيث يقدر الميزان التجاري بينهما بنحو 2.5 مليار دولار، وهو معدل من المتوقع أن يزيد لـ15 مليار دولار أو أكثر في السنوات المقبلة نتيجة هذا التقارب السياسي بين البلدين.
وأكد البرديسي أنه على المستوى الإقليمي وخاصة الأوضاع في غزة ووقف إطلاق النار، فهناك توافق في الرؤى بين البلدين، فكلاهما يؤكدان ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وكلاهما يرفضان الحروب والحلول العسكرية، وأن الأمر في النهاية لا بد أن يعود للمفاوضات السياسية، وهي رؤية تتطابق فيها كلا البلدين وأن حل القضية الفلسطينية سياسي وهو ما يجب العمل على إنفاذه.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا اليوم جلسة مباحثات ثنائية في قصر الاتحادية، حيث شهد الرئيسان توقيع عدة اتفاقيات ثنائية بجانب عقد مؤتمر صحفي لاستعراض نتائج المباحثات.