الإثنين 29 ابريل 2024

زخر الحضارة المصرية.. 101 سنة على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

مقبرة توت عنخ آمون

تحقيقات16-2-2024 | 11:19

محمود غانم

يوافق اليوم 16 فبراير، ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، على يد العالم البريطاني هوارد كوارتر، وذلك حين كان يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك.

 مقبرة توت عنخ آمون

في غضون عهد الدولة الحديثة من تاريخ قدماء المصريين التي امتدت من 1539 إلى 1075 ق.م، كان ما يسمى بـ"وادي الملوك" الواقع على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من طيبة ولمدة 450 سنة، بمثابة مقبرة لفراعنة تلك الفترة حيث يوجد في هذا الوادي الصخري الذي تبلغ مساحته ما يقارب 20,000 متر مربع 27 قبراً ملكياً تعود لثلاث أسر وهي الأسرة المصرية الثامنة عشرة والأسرة المصرية التاسعة عشرة والأسرة المصرية العشرين تم اكتشافها حتى هذا اليوم.

 وكانت أعمال البحث والتنقيب تجري على أشدها بالوادي في أعقاب نجاح العالم الفرنسي "شامبليون" في فك رموز كتابة اللغة الهيروغليفية، إذ بدأت الحملات الكشفية بقيادة بلزوني موكلا، وبالفعل تمكن بلزوني من اكتشاف العديد من المقابر منها؛ مقبرة "خپر خپرو رع آي" بالوادي الغربي في عام 1816.

وفي عام 1899، جرى تعيين هوارد كارتر رئيساً للمفتشين بمصر العليا، من قبل عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو، رئيس مصلحة الآثار المصرية آنذاك.

توالت اكتشافات كارتر الأثرية، الذي اكتشف أثار تعود للملكة حتشبسوت في مقبرة بالدير البحري في نفس العام، وفي عام 1907، تعرف كارتر على اللورد كارنارفون، الذي قام بتمويل بحث كارتر عن الفرعون المجهول مسبقاً توت عنخ أمون، ولكن بعد عدة أشهر من التنقيب والبحث غير المثمر، أصبح اللورد كارنارفون  غير راض عن النتائج وفشل استثماراته، وفي عام 1922، أعط كارتر موسم واحد أخير لإكمال أعمال التنقيب.

وفي 4 نوفمبر 1922، وعندما كان كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس  في وادي الملوك، لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق؛ ليصبح كارتر أول إنسان يطأ قدمه أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون منذ أكثر من 3 آلاف سنة في 16 فبراير 1923.

بعد دخول المقبرة، لاحظ عالم الأثار البريطاني وجود صندوق خشبي ذي نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يغطي صندوقا ثانيا مزخرفا بنقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ أن الصندوق الثاني كان يغطي صندوقاً ثالثاً مطعماً بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل كارتر إلى التابوت الذهبي  الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب.

 أهمية الاكتشاف

ترجع أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون إلى العديد من الأسباب؛ أولها أن كنز الملك توت عنخ أمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له، إذ يتكون من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة.

بالإضافة إلى أن تلك الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة، أشهر وأزهى عصور الدولة الحديثة حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية من تصدير واستيراد للموارد والمنتجات المصنعة ونشاط أهل الحرف والفنانين.

فضلاً عن توضيح هذه المجموعة كيف كان القبر الملكي يجهز، فهناك أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب، ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية، وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر، وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة وأخر من النحاس، وكل هذه المحتويات الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.

ومن خلال هذا الكنز تم التعرف على الكثير حياة الملك وحبه للصيد وعلاقته بزوجته "عنخ أسان آمون" التي من المعتقد أن تكون قريبته، بالإضافة لمعرفة أهم أعماله وحاشيته، وأخيراً كرسي العرش الوحيد الذي وصل لنا من حضارة المصريين القدماء.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa