الخميس 2 مايو 2024

في يوم وفاته.. محطات في حياة "هيكل" الصحفية

محمد حسنين هيكل

تحقيقات17-2-2024 | 14:14

في مثل هذا اليوم من عام 2016، رحل عن عالمنا الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أحد أبرز الصحفيين العرب والمصريين بالقرن العشرين.

ولد محمد حسنين هيكل في 23 سبتمبر 1923 بالقاهرة، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، ودرس في بلده حتى نال دبلوماً في التجارة، وما أن بلغ سن التاسع عشر حتى دخل الصحافة.

 البداية الصحفية

بدأ هيكل حياته الصحفية، في جريدة "الاجبشيان جازيت" التى كانت وقتها أكبر الصحف الأجنبية التي تصدر في مصر.

كانت السنة الأولى من حياة هيكل الصحفية عادية، حيث عمل مساعد مخبر صحفي في قسم الحوادث، ولم يرصد في هذه الفترة أي تفوق متميز حتى جاءت الفرصة، التي مثلت منعرجاً حاسماً في حياة الصحفي الناشئ، إذ قام بتغطية معركة العملين.

وبعد تجربة صحيفة في "آخر ساعة" تلتها أخرى في "أخبار اليوم" انتقل هيكل إلى "الأهرام"، التي كانت تعاني آنذاك من الخسائر المادية، حيث كانت تزيد خسائره في ذلك الوقت على مليون ونصف جنيه سنوياً، مما دفع أسرة "تقلا" التفكير في بيع الأهرام.

نجح هيكل في انتشال الجريدة من هذا الوضع المزري، حيث وصل متوسط توزيعها إلى ثلاثة أرباع مليون نسخة يوميا، مقارنة ب 68 ألف نسخة حين تولى المسؤولية.

وبخصوص تجربته في الأهرام، يقول:" كنت أتمنى لو استطعت أن أتحدث عن مدرسة جديدة في إدارة الصحف ظهرت وازدهرت تلك الأيام في الأهرام، وكنت أتمنى لو استطعت أن أتحدث عن آلاف من عمال الأهرام، يمثلون شيئاً مختلفاً في طاقة العمل المصرية، كانوا أقل من 300 حين دخلت الأهرام وتركتهم هناك قرابة ستة آلاف....، كنت أتمنى لو استطعت أن أتحدث كيف استطاع الأهرام أن يسبق عصر الكمبيوتر ".

 

 الخروج من الأهرام

في أعقاب حرب السادس من أكتوبر 1973، برز خلاف واضح بين الرئيس السادات وهيكل، بسبب ما رآه هيكل التوظيف السئ للنتائج العسكرية.

كل ذلك دفع السادات ليصدر قراراً بتعيينه مستشاراً له، وتعيين الدكتور عبد القادر حاتم رئيساً لمجلس الأهرام، وقد علق هيكل حينئذ في تصريح مقتضب لوكالات أنباء عالمية، بالقول:" إنني استعملت حقي في إبداء رأيي على صفحات الأهرام ثم استعمل السادات سلطته في إبعادي عنه، وهكذا فإن كل منا مارس ما لديه".

وكانت صحف العالم تعتبر خروجه من الأهرام موضوعاً رئيسياً في يوم واحد، إذ ركزت افتتاحيات أربعة من الصحف الكبرى على ذلك النبأ، هي: لوموند، التايمز، الواشنطن بوست، دي فيلت.

وبرغم من ذلك، واصل هيكل العمل الصحفي حتى عام 2003، بعد أن أتم عامه الثمانين، وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة "وجهات نظر" ويشرف على تحريرها.

ليرحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2016، عن عمر ناهز 93 عاماً بعد صراع قصير مع المرض، حيث كانت حالته الصحية قد ساءت خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة من حياته، وخضع خلالها لعلاج مكثف في محاولة لإنقاذ حياته، بعد تعرضه لأزمة شديدة بدأت بمياه على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً.

ولم تقتصر حياة هيكل على العمل الصحفي، إذ تولى وزارة الإعلام عام 1970، كذلك أمضى بضعة أشهر كوزير للإرشاد الوطني في نفس العام.

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa