الإثنين 6 مايو 2024

معارض سنوية للتكنولوجيا الرقمية

مقالات22-2-2024 | 19:38

الكلام الكثير عن المعرفة وتوطين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لم يقودنا حتى الآن وللأسف الشديد إلى طريقة للتفكير خارج الصناديق التقليدية التي كنا  نفكر من خلالها في أحوالنا الإقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية حتى لأبعد من حدود التفكير القديم، ذلك التفكير الذي كان لا يبتعد بنا عن ما هو تحت أقدامنا، ولا يجعلنا ننظر إلى المستقبل بعين فاحصة جديدة.

 

تسويق التكنولوجيا مثلًا كان يتم عن طريق الأبواب المغلقة وحامل الحقيبة غير المرئ، ومن خلال مراكز البحث العلمي التي بخلت كثيرًا عن تسويق معارفها واختراعاتها تذرعًا بما يسمى " حماية الملكية الفكرية".

 

رغم ذلك تولدت لدينا قناعات تسبق رؤية الدول النامية لعام 2030، وتلك الرؤية الجديدة التي بدأت بعض الدول العربية في الترويج لها استعدادًا لعام 2050، هذا كله يقودنا إلى ضرورة التفكير خارج الصندوق وليس إلى حدود العام 2050، حيث لن ينتظرنا أحد، ولن يأخذ بأيدينا من هم سبقونا في التقنية وابتكار الحلول الرقمية والتعامل بمهارة مع الذكاء الاصطناعي، لن ينتظرنا أحد على بوابة الكسل المريع ولا التباطئ المريب ولا حالة الارتباك غير المبررة التي أصابت البعض بالذعر من اقتراب عام 2030.

 

ماذا نحتاج الآن؟.. يقولون توطين التكنولوجيا، وإنتاج التقنية محليًا ويتساءلون كيف بالله عليكم تحقيق ذلك ونحن مازلنا لا نعلم ربما أي شيء عن الآليات والأدوات الحديثة التي تأتي إلينا من كل حدب وصوب.

 

الأسئلة متلاحقة لأن أحدًا لم يفكر مثلًا في إنتاج منصات لتسويق المعرفة وتعميق المحتوى وتأكيد إطارها الإلكتروني وتمهيد الطرق المؤدية إليها من خلال المعارض والمنصات الجماعية الإلكترونية وتلك المتخصصة في البحث العلمي من أجل إيجاد حلول مبتكرة لمشكلاتنا العادية اليومية.

 

على القاعدة نفسها لجأت الشركات الكورية والماليزية وحتى اليابانية إلى الجامعات ومراكز البحث العلمي لكى تركز بحوثها خلال فترة زمنية معينة لإيجاد حلول لمشكلات بعينها داخل مؤسسات هذه الدول، أهم هذه المشكلات كيفية القضاء على البطالة بين العلماء في ظل تطور استخدام الذكاء الاصطناعي، وكيفية علاج المشكلات التسويقية لشركة عريقة لصناعة السيارات في كوريا الجنوبية وهى شركة "هيونداي" التي كانت ملء السمع والبصر في فترة الثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، ثم بعد ذلك، ومع مطلع الألفية تراجعت مبيعاتها بشدة في الأسواق العالمية، مما أدى إلى تهديد خطوط إنتاجها بالتوقف تمامًا.

 

الجامعة بحثت في مراكزها العلمية وعكف علمائها على اكتشاف السبب الرئيسي وراء ركود سيارات هيونداي في الأسواق العالمية ولماذا فشلت في خوض غمار المنافسة مع المنتجات المثيلة، النتيجة اكتشاف السبب والوسيلة هى التوصية بحلول كانت كفيلة بإعادة شركة السيارات العالمية إلى مكانتها الطبيعية.

 

هنا نحتاج إلى معرض سنوي للتكنولوجيا الفارقة يضم كل المنتجات الحديثة التي تتعامل عن بعد في أي بلد عربي يتم الاتفاق عليه وثم بعد ذلك يتم إقامته في الدول العربية المتعاقبة، وذلك من أجل الوقوف بدقة على ما يمكن أن نقوم به خلال فترة وجيزة وبالسرعة المطلوبة: أولًا: لتسويق معارفنا ومعارف الغير، ثانيًا: للبدء فورًا في إنتاج هذه المعرفة ولكن انتظارًا لعام 2050 ولا حتى 2030.

 

هنا تكمن أهمية تنظيم المعارض الرقمية التي تساعدنا على معرفة الإمكانيات المذهلة التي يحملها الموبيل فون الذي بين أيدينا أو اللاب توب الذي نصطحبه معنا في كل رحلاتنا وغيرها من التقنيات والأدوات التي سوف تجد حلولًا لنا عند مواجهة مشكلات الحياة اليومية العادية.

Dr.Randa
Egypt Air