دق خبراء واستشاريو الصحة النفسية ناقوس الخطر من الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على بنية الأسرة ثم المجتمع، مؤكدين أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت سلاحا ذو حدين وأنها لا تعتبر بديلا عن العلاقات البشرية الحقيقية إنما تعد مكملا لها.
جاء ذلك خلال الملتقى الذي نظمته مؤسسة الجمهورية الجديدة للتنمية برئاسة روحي العربي واستضافتها مكتبة القاهرة الكبرى تحت إشراف يحيي يوسف مدير عام المكتبة اليوم /السبت/ وتحدث فيها كل من الاستشاريين النفسيين الدكتور هايدي إيهاب وتامر الفقي وشيما حسانين.
وأكد الاستشاريون النفسيون أن وسائل التواصل الاجتماعي لها إيجابيات وسلبيات وأنها باتت سلاحا ذو حدين، مشيرين إلى أن من بين السلبيات التي تفرزها وسائل التواصل الاجتماعي (التنمر الإلكتروني ونشر الشائعات وإشاعة وجهات نظر غير حقيقية عن مختلف القضايا).
وقال المشاركون إن هناك مشكلات نفسية أيضا تنتج عن إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل القلق والتوتر إلى أن تفضي إلى الانتحار بسبب العزلة والتوحد اللذين يصيبا الأشخاص جراء الاستخدام المفرط لهذه الوسائل.
وأضاف الاستشاريون أن إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ينتج عنه أيضا تضخم المعلومات وتضاربها والعزلة الاجتماعية حيث لا توجد علاقات اجتماعية حقيقية فالجميع يركز على النجومية التي سيحصل عليها عن طريق الإنترنت.
وأوضح المشاركون أن هذه الوسائل ينتج عنها أيضا سوء الفهم لأنه لا توجد لغة جسد أو نبرة صوت فبالتالي من الممكن أن يكتب الشخص جملة يحملها المتلقي بشكل خاطئ، مشيرين إلى أن من بين سلبيات استخدام هذه الوسائل أيضا اختراق الخصوصية.
وشدد المشاركون على أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تعتبر بديلا عن العلاقات البشرية الحقيقية إنما تعد مكملا لها، داعين الأسر في المجتمع إلى ترشيد وضبط استخدام أبنائهم لهذه الوسائل.
وأشاروا إلى إن هناك ممارسات خاطئة تمارسها الأسر تجعل الأبناء يدمنون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فالأسرة غالبا ما تحفز الطفل الصغير لكي يأكل وهو يستخدم الهاتف المحمول أو يشاهد مقاطع الفيديو على "اليوتيوب"، فالموضوع بيد الأهل حتى لا يدمن الصغار هذه الوسائل، لافتين إلى أن الأبناء يقلدون الآباء فيما يفعلون.
ودعا استشاريو الصحة النفسية إلى أن تكون هناك سيطرة من قبل الأسرة على استخدام هذه الوسائل وهناك برامج وتطبيقات مفيدة وتجعل الأسرة تفعل ذلك.
وشددوا على أن كيفية العلاج والإقلاع عن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل يأتي تدريجيا فعلى كل فرد في الأسرة أن يختار يوما يعيش فيه بدون تليفون وأن نعمل على رفع التعايش المجتمعي بين الأسرة الواحدة وبين بقية أفراد المجتمع وأن نحاول أن نرفع مستوى التواصل الاجتماعي البشري التي تعتمد أساسا على الكلام ونبرة الصوت ولغة.
وأوضح المشاركون أن هناك دراسة أظهرت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حوالي 30 إلى 40% من الأطفال وأن نفس الوسائل تؤثر على 81% من المراهقين بالإصابة بالاكتئاب والتوتر وغيرها من الأمراض النفسية.
وقال روحي العربي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية الجديدة للتنمية، التي نظمت الملتقى، إن هدف الملتقى هو دعم الشباب لأننا نعمل للشباب ومن أجل الشباب.
وأوضح أن المؤسسة تضم ما يقرب من 35 ألف شاب هم أوائل الخريجين من كافة محافظات مصر.