الخميس 2 مايو 2024

في ذكرى ميلاده .. ولد بمرسى ذهبي وحمل اسمه | حافظ إبراهيم "شاعر النيل"

حافظ إبراهيم

ثقافة24-2-2024 | 14:34

أروى أحمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد  أشهر شعراء العرب عامة، وفي مصر خاصة، وهو صاحب لقب " شاعر النيل" الذي أطلقه عليه أحمد شوقي وأيضًا "شاعر الشعب"، وهو أحد أعضاء مدرسة الإحياء والبعث الخاصة بالشعر، والتي انتمى إليها العديد من الشعراء، ومنهم، أحمد شوقي، ومحمود سامي البارودي وغيرهم كثير، وهو محمد حافظ إبراهيم.  

 الميلاد والنشأة 

ولد حافظ إبراهيم بمحافظة أسيوط 24 فبراير 1872، لأب مصري وأم تركية الأصل، ومن أول ما ميزه عن غيره ولادته، حيث ولد على سفينة "ذهبية" كانت راسية على شاطئ النيل، توفي والده وهو صغير السن،  وقبل وفاة والدته سافرت به إلى القاهرة، ونشأ بها يتيما تحت رعاية خاله والذي كان متعسر الحال، وكان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وأخده معه، وهناك بدأ الدراسة في كتاب، ومن هنا بدأ يلاحظ حبه واهتمامه الشديد بالشعر.

معاناة وأثر عظيم 

عاش حافظ إبراهيم حياة متعسرة الحال والرزق، وذلك بسبب نشأته، فكان يعاني أثر هذا الأمر ويشعر بثقله على خاله، وبسبب ذلك زاد إحساسة بالأسى وشعوره بالإختناق من حياته، ولكن سرعان ما تجاوز هذه المحنة وانتقل إلى مدينة القاهرة والتحق بمدرستها الحربية حتّى تخرج منها عام 1891م، ثم عين في وزارة الحربية، فبقي فيها لمدة ثلاثة أعوام، وبعد ذلك تحوّل إلى وزارة الداخلية ليعمل فيها عاماً وأكثر قليلاً، ثم عاد ليعمل في الحربية، وفي عام 1911م عين بدار الكتب المصرية، في قسمها الأدبي تحديدا، كما كان لوظيفته أثر عظيم على كتاباته الشعرية، والتي ظل فيها حتّى عام 1932م.

 مجالس أهل العلم والأدب

 اكتسب حافظ إبراهيم المعرفة وأساسيات الشعر من أشهر علماء الأدب في عصره، حيث كان يحضر مجالس أهل العلم والتي تواجد فيها العديد من العلماء، والشعراء، والأدباء، وكان يستمع دائما لهم بحرص شديد، ومنهم: السيد توفيق البكري.

 

وكان حافظ إبراهيم يتردد أيضا إلى مجالس الشعر والأدب في منزل إسماعيل صبري "شيخ الشعراء"، فكان كثير التردد إليه ليتعلم من الشعراء الذين كانوا يحضرون مجلس إسماعيل أستاذهم، فكانوا يستشيرونه في أشعارهم، ومن هؤلاء الشعراء: أحمد شوقي،  وخليل مطران، وأحمد نسيم، كذلك محمد عبد المطلب، وعبد الحليم المصري، وغيرهم من الشعراء الشباب آنذاك، كما كان لأستاذيه فضل كبير عليه، وهما محمود سامي البارودي، والإمام محمد عبده.

طريقة خاصة  متفردة

كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة في كتابة الشعر،  فهو لم يكن يتمتع بقدر عالي من الخيال ولكنه استبدل خياله بأسلوبه المنمق، وإحساسه الكبير، وكذلك حسن صياغته للكلمات، كما أن الجميع اتفق على أنه كان  من أحسن منشدي  الشعر في عصره.

 الإنتاج  الأدبي .. شعر وترجمات

  كتب"حافظ" العديد من الشعرو المؤلفات في مجالات مختلفة سياسية، واجتماعية وغيرها، فمن هذه الكنوز: قصيدة دنشواي، قصيدة مِصر، وتعريبه لرواية البؤساء لفيكتور هيجو عام 1903م، الموجز في علم الاقتصاد الذي كتبه بمشاركة خليل مطران، وهو يتكون من جزئين وذلك في عام 1913م، وكتاب التربية والأخلاق مكون من جزئين،  كتاب عُمر، والمسمى ب"عمرية حافظ" عام 1918م، سؤال وجواب، المؤلفات الكاملة.

رحيل شاعر النيل 

فارق حافظ إبراهيم الحياة   21 يونيو 1932م، صباح يوم الخميس، وكان في اليوم السابق  قد استدعى اثنين من أصدقائه لتناول العشاء معه،  ولم يشاركهما لمرض شعر به، وبعد مغادرتهما شعر باشتداد المرض عليه، فنادى غلامه لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في لحظاته الأخيرة، ودُفن في مقابر السيدة نفيسة.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa